النهار
الخميس 27 يونيو 2024 10:27 مـ 21 ذو الحجة 1445 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

فن

مؤتمر «الثقافة فى المواجهة»فشل فى مواجهة الإخوان

تحول مؤتمر«الثقافة فى المواجهة» إلى مواجهة حقيقية مع وزارة الثقافة بعد أن قامت برعايته ظنا منها أن المثقفون سيدخلون فى مواجهة مع الإخوان .

إذ لم تخل جلسة واحدة من جلسات المؤتمر من توجيه النقد اللاذع لقيادات الوزارة بداية من أصغر عامل فى أبعد قصر ثقافة إلى الوزير الذى تلقى ما يشبه الصفعة فى يوم افتتاح المؤتمر فلم يجد سوى الشكر ليقدمه لمن وصفوه بالمفسد .

فمن جانبه فتح الدكتور حسام عطا النار على الدكتور صابر عرب قائلا إن وجود واستمرار عرب فى موقعه كوزير للثقافة بات ضربا من الجنون فكيف يمكن لأحد أعوان فاروق حسنى أن يتولى الوزارة من بعده ويستمر فى جميع العهود التى أتت بعده من المجلس العسكرى والإخوان ثم ثورة 30 يونيو؟!

وأضاف عطا فى كلمته بالمؤتمر أن العلاقة بين السياسة والثقافة لا تنفصل وأن القضية الرئيسية حاليا غابت عن أوراق المؤتمر وأن خطأ الشعب بعد ثورة 25 يناير يكاد يتكرر مرة أخرى بحذافيره وشدد على دور المثقفين فى ترسيخ دعائم الدولة المدنيه .

بينما أكد المخرج عمرو قابيل أن الفساد فى وزارة الثقافة له أوجه عديدة وإختلفة منها الفساد المالى والادارى الذى رأيناه قبل ثورة 25 يناير إلا أن أخطر أنواع الفساد على وجه الإطلاق هو ما رأيناه بعدالثورة من تولى قيادات جاهله فى كل المواقع القياديه فى الوزارة ليست فاسدة ماليا ولكنها فاشلة فى أداء مهمتها .

وأضاف قابيل أثناء مشاركته فى المؤتمرأن الحل يكمن فى أن تمارس الجمعيات الأهلية دورها فى نشر الثقافة الحقيقية مما يؤدى إلى خلق مناخ صحى يدفع الوزارة إلى الغيرة مما يتم تقديمه ،مطالبا بإعادة هيكلة الوزارة لأنها ترهلت .

أما المخرج أحمد أبو خنيجر ففتح النار على هيئة قصور الثقافه فى مؤتمر قائلا إن الوضع مقلوب والعربة تقف أمام الحصان لأن الدولة أنشأت هذه البيوت والأماكن لمراقبة والسيطرة على المبدعين فى الاقاليم وحتى يكونوا تحت السيطرة وكذلك الحال فى المسرح والنشر وكل المجالات الإبداعية .

وأضاف أبو خنيجر أن الحل يكمن فى عودة العروض الصغيرة التى لا تعتمد على ميزانيات والتخلص من المركزية فى العمل الثقافى حتى نستعيد التنوع والثراء الفكرى الذى يتميز به القطر المصرى.

كما اتفق المشاركون فى ندوة «تفعيل دور الثقافة الجماهيريه» على القصور الشديد الذى أصاب وزارة الثقافة والهيئة العامة لقصور الثقافه بشكل خاص وأدى إلى ترهل الثقافة على مستوى الأقاليم ولأسباب كثيرة ومتعددة بحيث باتت تمثل أخطبوط كسيح لا يتم استغلاله .

وأن الهيئة تعانى من التخبط والعشوائية والارتباك بسبب تراكم المشاكل عليها طوال السنوات الماضيه وأنها فقدت التواصل مع المجتمع فى أقاليم مصر المختلفه منذ بات اسمها «قصور الثقافه» بعد أن كان «الثقافة الجماهيريه» التى تلتحم بالجماهير، مما أدى إلى استفحال الإخوان .

حيث طالب المثقفون بضرورة خروج الهيئة من قصورها والالتحام بالشارع فى القرى والنجوع والأرياف والمناطق النائيه وأن تعمل على تقديم عروضها فى الميادين وفى المدارس والتجمعات وتغير من سياسة «تسديد الخانات» و»شغل الموظفين» .

حضر الندوة كثير من المثقفين على رأسهم شعبان يوسف الذى أدار الندوه وأحمد أبو خنيجر وامل جمال وابراهيم الجهينى وأسامة الخياط وجمال ياقوت وحسنين جعفر ويسرى حسان ومسعد ابو فجر وفتحى عبد السميع وعبد القادر العجنى وغيرهم .

فى حين أكدت المخرجه عبير على ،على ضرورة العمل على عدة مسارات متوازيه للنهوض بدور الثقافة الجماهيرية فى ارساء أسس الدولة المدنية الحديثه الاول وهو مسار مؤقت سريع كإعادة هيكلة المؤسسات ونشر المفاهيم الخاصة بالدولة المدنية والثانى يتضمن خطة تجديد منظومات العمل الحكومى ووضع شراكة بين العمل الرسمى والاهلى  والثالث وضع آليات لتفيذ السياسات الاستراتيجيه الطويله .

وأضافت عبير على لابد لتنفيذ ذلك من عدة خطوات تتمثل على رأسها تشكيل مجلس أمناء الدولة المدنيه ليدعم ويعبر عن مشروع وتوجهات الدولة المصرية المدنية برافديها الحكومى والأهلى ووضع استراتيجية طويلة المدى .

وتابعت واقع عمل هيئة قصور الثقافة محبط نظرا لتضخم الجهاز الإدارى على حساب الفن والثقافة التى تقدم والأبنية المتهالكة والإصرار على العمل التقليدى وتواضع البنية التحتية والصراعات السلبية .

وحددت عدد من الحلول المبدئيه لهذه الأزمة بانشاء مراكز تدريب متخصصة واتخاذ خطوات فورية للارتقاء بمستوى المبانى وعمل بروتوكول مع المجتمع المدنى .