النهار
الأحد 6 أكتوبر 2024 05:53 صـ 3 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

تقارير ومتابعات

الانتخابات الرئاسية تشعل حرباً خفية بين المسلمانى وحجازى!

يتردد بين الحين والآخر أنباء عن وجود خلافات حادة بين الدكتور مصطفى حجازي، المستشار السياسى للرئيس المؤقت عدلى منصور، والمستشار الإعلامى للرئيس، أحمد المسلماني، حتى أنه تردد منذ فترة أن الثنائى قد تقدم باستقالته من المنصب الذى يشغله ، إلا أنه تم نفى هذا الخبر سريعًا والتأكيد على أن جماعة الإخوان المسلمين هى من روجت لهذه الشائعة عقب استقالة الدكتور محمد البرادعي، من منصبه، لإثارة البلبلة فى الشارع المصري، كما تردد مؤخرًا استقالة حجازى من منصبه.

ولكن هل توجد شائعة من دون أصل؟ خاصة وأن هناك تضاربًا واضحًا فى عمل الثنائى حجازى المسلمانى داخل مؤسسة الرئاسة، وهذا ما ظهر من خلال التصريحات المتناقضة للمسلمانى وحجازي، والتى كان آخرها تأكيد الأول فى حواره مع قناة «mbc مصر» على رغبة المستشار عدلى منصور، فى عمل انتخابات رئاسية قبل البرلمانية فى حال توافق القوى السياسية على ذلك، بينما أكد الثاني، فى حواره على «cnn» أن مصر تسير على خارطة الطريق؛ بعمل الانتخابات البرلمانية أولاً ثم الرئاسية، مما يدل على وجود تضارب وتعارض فى تصريحات وعمل الثنائي.

وما بين النفى والتأكيد على وجود خلافات واستقالة المسلمانى وحجازى أو أحدهما؛ وخروج كل منهما للنفى وتأكيد عم تضارب عملهما، تبقى الحقيقة الثابتة والمؤكدة للجميع أن هناك صراعًا خفيًا بين الثنائي، فهل يكون هذا الصراع بسبب الانتخابات الرئاسية المقبلة؟!، خاصًة أن كلاهما يروج لنفسه بالظهور الإعلامى والسياسى كثيرًا مؤخرًا.

فأحمد المسلماني، الإعلامي، والذى سبق وأعلن أنه ينوى الترشح فى الانتخابات الرئاسية الماضية، بعد تأكيد البرادعى والدكتور أحمد زويل، عدم ترشحهم، قد بدأ بالفعل فى الترويج لترشيح نفسه للانتخابات المقبلة، من خلال تصريحه فى إحدى الجرائد والتى أكد فيه نيته الترشح للرئاسة، مشيرًا إلى أن تجربته فى قصر الاتحادية جعلته يعيد النظر وأنه لم يلغ فكرة ترشحه، إلا أنه شدد على أن مرحلة الإرهاب والعنف قد تجعله يُعيد النظر فى توقيت ترشحه.

 ولم يقتصر الأمر على ترويج المسلمانى لنفسه فقط، بل امتد ليشمل مواقع التواصل الاجتماعي، خاصًة «فيس بوك»، حيث تم تدشين عدد من الصفحات لمساندة المسلماني، ومنها «المسلمانى رئيسًا لمصر»، «الشعب يُريد المسلماني»، «ترشيح أحمد المسلمانى رئيساً للجمهورية»، «حملة ترشيح أحمد المسلمانى رئيسًا لمصر»، «مؤيدى ترشيح أحمد المسلمانى رئيسًا للجمهورية»، و»نعم للمسلمانى رئيسًا لمصر»، والتى حازت إعجاب أكثر من  10 آلاف مشترك، وحملت الصفحة فى صدارتها عبارة للمسلمانى من كتابه «مصر الكبرى»، «لا خطوة إلى الأمام دون ترميم نفسى لمصر وأن يُصاب المصريون بالغرور والاستعلاء وأن يشعروا أنهم أعلى وأسمى من الآخرين، أننا نحتاج إلى تأسيس نظرية نصف عصرية تقوم على رقى الدم المصرى وعظم السلالة المصرية ومجد الدولة المصرية».

وعلى الجانب الآخر، فأن الدكتور مصطفى حجازي، يحظى بثقة الكثيرين من المسئولين والإعلاميين، وهذه الثقة تضاعفت وتزايدت بشكل ملحوظ، عقب المؤتمر الصحفى العالمى الذى عقده فى أعقاب فض اعتصامى «رابعة العدوية» و»النهضة»، وللتأكيد على أن ما يحدث فى مصر ثورة شعبية وليس انقلابًا عسكريًا، وتعامله بلباقة وقوة مع الإعلام الغربي، حاز المستشار السياسى للرئيس، على إعجاب وثقة المواطنين الذين تابعوا المؤتمر، واتسعت شعبيته، مؤكدين أنه رجل المرحلة والأنسب فى التعامل مع الدول الأجنبية، وطالب البعض بترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وبالرغم من مطالبة الشباب المستمرة لحجازى بالترشح فى الانتخابات، وتدشين أكثر من صفحة له على «فيس بوك»، وعبر تعليقاتهم على «تويتر»، إلا أنه لم يخرج حتى الآن بشكل رسمى وعلنى ليُعلن عن ترشحه.

فهل يكون كرسى الرئاسة والوصول إلى سُدة الحكم سبب الحرب الغير معلنة بين حجازى والمسلمانى لرغبة كل منهم فى السيطرة على مقاليد الأمور قبل الانتخابات؟، هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.