النهار
السبت 21 سبتمبر 2024 05:38 صـ 18 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

صحافة عالمية

قصة النهاية .. أسرار آخر ايام مرسي في القصر

مرسي والسيسى
مرسي والسيسى

 

تحت عنوان "قصة النهاية" كشفت صحيفة الجارديان البريطانية التفاصيل التي سبقت "الانقلاب العسكري في مصر" – علي حد وصفها - الذي أطاح بالرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي، حيث قالت الصحيفة أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة، ووزير الدفاع، تقدم إلى مرسي بطلب "الرحيل عن السلطة" ، فأجاب مرسي قائلا :"على جثتي" ، وذلك قبل يومين من بيان القوات المسلحة والتي أعلنت فيه عن "الانقلاب".


وعلقت الصحيفة على المشهد قائلة :"في النهاية وجد مرسي نفسه وحيدا ، حيث هجره حلفاءه ، ولا يوجد من يدعمه في الجيش أو الشرطة".


ونقلت الصحيفة عن قيادات من جماعة الإخوان المسلمين وبعض المصادر الأمنية والعسكرية قولهم أن الحرس الجمهوري لم يتخذ موقفا حين جاءت قوات من الجيش لنقل مرسي إلى مكان لم تكشف عنه وزارة الدفاع حتى الآن.


وأكدت قيادات من جماعة الإخوان في وقت لاحق أنهم كانوا يشاهدون نهاية الرئيس مرسي تقترب منذ يوم 23 يونيو الماضي ، أي قبل إعلان المعارضة عن مظاهرات 30 يونيو بأسبوع تقريبا ، وخاصة بعد أن أعطى المجلس العسكري للرئيس المعزول مهلة أسبوع لتسوية مشكلاته مع المعارضة.


وأشارت الصحيفة إلى الإخفاقات التي ارتكبها مرسي في الأشهر القليلة الماضية التي سبقت عزله، وكان أهمها اتخاذه موقف عدائي من القضاء والقوات المسلحة والشرطة، كذلك موقفه اتجاه عدد من القيادات الدينية المسيحية والمسلمة، الأمر الذي لم يعطيه الفرصة لطلب النجدة من هذه القيادات،
فيما عدا القوى الخارجية من خلال سفراء الغرب


كما أن مساعديه داخل جماعة الإخوان لم يتمكنوا من تقديم أي شيء يساعد الرئيس بخلاف تسجيل الخطاب الأخير - الذي نشر علي "اليوتيوب" - بعد إعلان "الانقلاب" عليه.


وقالت "الجارديان" أن الرئيس المعزول ، قبل علمه بقرب النهاية ، لم يتبق أمامه سوى استعطاف الجماهير عن طريق التأكيد على شرعيته الانتخابية ، الأمر الذي كرره مرارا في حديثه الأخير مع السيسي.


كما كشفت الصحيفة، وفقا لما نقله مصدر عن المسئولين المقربين للرئيس المعزول ، أن الاجتماع الأخير الذي ضم كلا من "السيسي" ورئيس الوزراء السابق هشام قنديل والرئيس المعزول ، لم يناقش المشكلات التي هددت المجتمع المصري بقوة في الفترة الأخيرة مثل غلاء الأسعار والبطالة وأزمة الوقود والكهرباء، بل ركز مرسي علي شرعيته.


ومن جانبه أكد مراد علي، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين ،أن الجيش قرر مسبقا عزل الرئيس مرسي ، مشيرًا إلي أن المجلس العسكري لم تكن لديه نية لتقبٌل تنازلات مرسي.


واضاف علي: "لقد كنا في قمة السذاجة ، لم نكن نتوقع أن الخيانة قد تصل بهم إلى هذا الحد" ، مؤكدا : "لقد بدا الأمر أن المجلس العسكري كان يخير الرئيس إما أن يستقيل أو يتم إلقاءه في السجن".


وأشار متحدث آخر قيادات "الإخوان" كانت تعلم جيدا أن النهاية ستكون يوم 23 يونيو ، متابعا :" أكد لنا هذا الأمر عدد من سفراء الغرب، مثل السفيرة الأمريكية آن باترسون والتي كانت أحد أعيننا في الخارج".


ومن ناحية أخرى، استمر مرسي في البحث عن سبل للخروج من المأزق واللجوء إلى حلفاء له في الجيش ، حيث أمر اثنان من كبار مساعديه وهم "أسعد الشيخة" و"رفاعة الطهطاوي" ، للتواصل مع ضباط بالجيش الثاني الميداني - ومقره في بورسعيد والإسماعيلية - وراهن على تعاطفهم مع الجماعة. 


وقالت الصحيفة أن المحاولة لم تغير الموقف ، بل على العكس ، عندما علم "السيسي" بالأمر أصدر تعليماته إلى جميع قادة الوحدات بعدم الاتصال بالرئاسة ،وكإجراء احترازي أرسل السيسي قوات من النخبة إلى الوحدات التي أجرى قادتها اتصالات مع مساعدي الرئيس المعزول.


وحاول مرسي في هذه المرحلة إعطاء الانطباع للجماهير أن الحكومة تعمل بشكل طبيعي، وجاءت هذه المحاولات متوافقة مع محاولات عصام الحداد مساعد مرسي للشؤون الخارجية – بحسب ما قال أحد المسئولين العسكريين- الاتصال بالحكومات الغربية لإضفاء التفاؤل بالأوضاع ، بالإضافة مجموعة خطابات كان يوجهها الحداد إلى الإعلام الغربي باللغة الإنجليزية والتي أكد من خلالها أن الملايين التي تتظاهر في الشوارع لا تمثل جموع المصريين.