إيران علي حافة الانفجار الانتخابي
تستعد ايران لمرحلة تغييرات جوهرية يتوقع الخبراء أن تنعكس علي سياساتها الداخلية والخارجية تجاه العديد من الملفات السياسية بالمنطقة والاقتصادية وما يتعلق بالملف النووي وسياسات ايران تجاه دول الجوار ودول العالم ، ولا ترتبط هذه التغييرات بربيع ايراني قدر ارتباطها بمصير البلاد في ظل نهج الرئيس الجديد الذي تنتظره بعد الانتخابات الرئاسية المرتقبة والتي سيخرج من سباقها الرئيس الحالي احمدي نجاد. وقد انتهت خلال اليومين الماضيين مرحلة تسجيل أسماء المرشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية الحادية عشرة التي ستكون في يونيو المقبل بمفاجآت من العيار الثقيل ، حيث ترشح للانتخابات الرئيس السابق ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أكبر هاشمي رفسنجاني.
وتزامن قدوم رفسنجاني لمقر وزارة الداخلية للتسجيل بالانتخابات، مع وصول الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، مرافقاً للشخصية الأكثر إثارة للجدل في البلاد هذه الأيام، والتي يختلف عليها المحافظون أنفسهم، وهو مدير مكتبه سابقاً وصهره أسفنديار رحيم مشائي.
وجاء ترشح الشخصيتين لينبئ بتنافس حاد، سيجتاح الساحة السياسية الإيرانية، لكن ملامح الصورة ستتضح أكثر بعد إقرار مجلس صيانة الدستور لأهلية هؤلاء المرشحين وغيرهم لخوض الانتخابات، لتبدأ بعدها فترة الحملات الانتخابية بشكل رسمي.
وبعكس رفسنجاني الذي دأب علي انتقاد سياسات الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد بشأن الاقتصاد والسياسة الخارجية، فإن جليلي لم يبد آراء علنية بشأن القضايا الداخلية.
منافسة شرسة
وخلال الأيام الماضية ، كانت أبرز الأسماء المرشحة تتلخص بالمحافظين المقربين من المرشد الأعلي علي خامنئي، والمتمثلين في الائتلاف الثلاثي وهم (علي أكبر ولايتي مستشار المرشد، وعمدة طهران محمد باقر قاليباف، ورئيس مجلس الشوري السابق غلام علي حداد عادل)، فضلاً عن ممثل جبهة السائرين علي خط الإمام وهو وزير الخارجية سابقا منوتشهر متكي، والمفاوض النووي سعيد جليلي عن جبهة الثبات المحافظة، إضافة إلي الرئيس السابق للحرس الثوري محسن رضائي.
وقدم الإصلاحيون كذلك عدداً من المرشحين، بعد إخفاقهم في ترشيح الرئيس السابق محمد خاتمي، وكان أهمهم أمين حزب مردم سالاري مصطفي كواكبيان، والمفاوض النووي السابق حسن روحاني كمرشح مستقل، ولكنه يحسب كشخصية إصلاحية معتدلة. ويتوقع أن يسحب معظم الإصلاحيين ترشحهم بعد دخول رفسنجاني للسباق، وأن يؤيدوه بالكامل، لكونه الشخصية الأقوي التي تصب التوقعات لصالحها في النهاية. ورغم أنه يعد شخصية وسطية معتدلة، تجمع صفات بين المحافظين والإصلاحيين، إلا أن سياساته قريبة من الفكر الإصلاحي.