النهار
الأحد 13 أكتوبر 2024 03:21 صـ 10 ربيع آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

مقالات

ماهر عباس يكتب: مكاتبنا الإعلامية والدور المطلوب

ماهر عباس
ماهر عباس

بعد ثورة 25 يناير ارتفعت الأصوات مطالبة بضرورة تنظيم خريطتنا الإعلامية في الخارج وإنشاء مكاتب جديدة أوإغلاق ليس لها أهمية ترشيدا للانفاق للظروف الاقتصادية التي نعيشها .


واللافت أن مصر من أكثر دول العالم التي لها سفارات وقنصليات ومكاتب فنية بالخارج تقدر بأكثر من 190 سفارة وقنصلية تفوقنا بها عدديا علي أمريكا ,وهذا يكلف الخزينة مبالغ طائلة.


وأسلط الضوء هنا علي إستراتيجية المكاتب الإعلامية وإعادة هيكلتها وفتح مكاتب جديدة في ظل خطة ترتيب مكاتبنا في الخارج واختيار كوادرها بدقة.


فقد تابعت علي مدي عقدين تقريبا اداء مكاتبنا في الخارج ولمست أن بعض رؤسائها للأسف يعمل مستشار إعلامي للسفير ,وليس مستشارا إعلاميا للدولة بمفهومها الواسع ,والمفروض أن يعكس عبر رسائلة صورة مصر بقراءة دقيقة لما يحدث في الدولة التي يعمل بها ومن خلالها يسهم في اتخاذ القرارات السليمة في بنا ء العلاقات الثنائية والاقليمية , واحتواء أي أزمة قد تنشأ مبكرا ,وبلا شك أن دور المستشار الإعلامي في الخارج أكبر كثيرا مما لمسناه السنوات الماضية.


أعتقد أن السفير الدكتور محمد بدر الدين زايد رئيس هيئة الاستعلامات وهو دبلوماسي بارع عمل في امريكا وكندا والخليج ولدية من الخبرة الدبلوماسية والعملية طوال الثلاثين عاما الاخيرة ما يمكنه من إعادة ترتيب البيت الاعلامي المصري في الخارج لجعلها مكاتب اعلامية حقيقية لا مكاتب علاقات عامة ملحقة بالسفارات ,ويكون لديها رؤية واستراتيجية تسهم في صنع القرار الخارجي وداعم للعمل الدبلوماسي المصري لا عبء عليه,ويجعلها رافد من الدبلوماسية الناعمة يكون لها دورا في صنع القرارات بالمجالات المختلفة .


لا يمكن ان تكون مهمة المكتب الاعلامي فقط قراءة الصحف في الدولة المضيفة وارسالها في حقائب دبلوماسية ربما لاتقرأ,بل يعمل علي بناء الجسور الاعلامية القوية مع الوطن والدولة التي يعمل بها ويعكس الصورة الحقيقية للتوجهات الاعلامية بقراءة واعية تساعد صناع القرار في بناء قرارتهم استنادا علي معلومات دقيقة .


من هنا يسهم في تطوير العلاقات الثنائية والاقليمية في الخريطة الجغرافية التي يعمل بها .


علمت قبل أيام أن هناك خطة إعادة هيكلة وترتيب جديد لمكاتبنا الإعلامية بالخارج تتضمن إعطاء دور مهم لخريطتنا في أفريقيا حيث أن عدد مكاتبنا الاعلامية في دول حوض النيل لايناسب أبدا واستراتيجيتنا العميقة في القارة التي نسعي لتطبيق سياسية "c.c ز التي تعني "كيب تاون - القاهرة " .


ولايمكن أن لايوجد لمصر مكاتب اعلامية في دول كأوغندا ,وكينيا ,والسنغال وهي مكاتب مهمة للدور المصري في افريقيا خاصة دول حوض النيل .


الخبراء الذين عملوا مع ملف إفريقيا يقولون"ان إهمال هذا الملف 35عاما جعل موقعنا في القارة يتراجع أمام محاولات لدول أخري لمليء الفراغ, حيث نشأت فجوة كبيرة في العلاقات في الوقت التي كانت افريقيا الستينيات والنصف الاول من السبعينيات لاتتحرك إلاعبر القاهرة


إن إنشاء مكاتب إعلامية في إفريقيا يسهم في تقديم معلومات استقصائية حقيقية عن القارة السمراء وهذا مهم في ظل تنشيط مكاتبنا حول العالم .


ولايختلف أحد أن الدبلوماسية الناعمة لمصر في الخارج يقودها المكاتب الاعلامية لدورها المهم في قياس رجع الصدي لسياستنا ,وقراءة الرأي العام إقليميا وعالميا ,وفي ظل تعاظم الأدوار للشركات المتعددة الجنسيات تعد أحد المحاورالمهمة في تحسن صورة الدولة المصرية وتنمية وجذب الاستثمارات الأجنبية وتنمية الاقتصاد الوطني وللحدث بقية.