النهار
السبت 28 سبتمبر 2024 12:29 مـ 25 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

صحافة عالمية

بعد منحها اللجوء السياسي..أسرة القذافي تغادر الجزائر

كشفت مصادر ليبية مطلعة النقاب عن توجه عائلة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، إلى إحدى الدول العربية بعد خروجها من الجزائر أخيرا، مؤكدة أن سلطات هذه الدولة حصلت مسبقا على تعهد من معظم أفراد العائلة بعدم استخدام أراضيها للعمل السياسي أو الإعلامي ضد ليبيا بأي شكل من الأشكال.

ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، اليوم، السبت، عن تلك المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، قولها إن "حكومة هذه الدولة العربية منحت عائلة القذافي، التي تضم زوجته صفية فركاش وأبناءه الثلاثة عائشة ومحمد وهانيبال وأحفاد القذافي، حق اللجوء السياسي على أراضيها"، لافتة إلى أنه "تم إبلاغ السلطات الليبية والجزائرية بهذه الترتيبات بشكل مسبق حتى لا يساء فهم موقف الدولة العربية".

وأشارت إلى أنه "تم منح أفراد العائلة جوازات سفر دبلوماسية خاصة لتسهيل انتقالهم من الجزائر بعد حصولهم على حق اللجوء السياسي في الدولة".

وقال مسئول ليبي إن "خروج عائلة القذافي كان ضمن اتفاق ثلاثي"، مؤكدا أن "السلطات الليبية لم تعترض على ما وصفه بهذا "الخروج الآمن"، طالما أن عائلة القذافي لن تسبب المزيد من المتاعب لها بعد خروجها من الأراضي الجزائرية التي لجأت إليها، قبل انهيار نظام القذافي ومقتله في أكتوبر العام الماضى".

وأفادت مصادر جزائرية مسئولة بأن الجزائر تحاشت تسليم أفراد عائلة القذافي إلى السلطات الليبية أو إلى الشرطة الدولية (إنتربول) واقترحت عليهم مغادرة البلاد والبحث عن دولة لجوء أخرى، تجنبا لأي حرج سياسي يمكن أن تقع فيه الجزائر في حال طالبتها "الإنتربول" بتنفيذ مذكرة الاعتقال الصادرة في حق عائشة القذافي وحنبعل القذافي.

وذكرت صحيفة "الخبر" في عددها الصادر اليوم أن "مسئولا جزائريا ربط بين مغادرة عائلة القذافي للجزائر ونشر الشرطة الدولية "الإنتربول" قائمة حمراء جديدة تضم ثلاثة من أبناء القذافي، اثنان منهم كانا يقيمان في الجزائر، وهما عائشة القذافي وحنبعل القذافي، إضافة إلى الساعدي القذافي الذي لجأ إلى النيجر".

ولفت نفس المسئول إلى أن "الدكتور علي زيدان، رئيس الحكومة الانتقالية، زار الجزائر بعد خروج عائلة القذافي منها متوجهة إلى الدولة العربية الثالثة، لتأكيد أن السلطات الليبية تسعى لعلاقات حسن جوار مع الجزائر وبقية دول جوارها الجغرافي بغض النظر عن موقف هذه الدول سابقاً من إيواء عائلة القذافي".

وقال مسئول ليبي آخر إن "الدولة العربية التي وافقت على استضافة عائلة القذافي وإيوائها لم يكن لها أي موقف حاد من الثورة الليبية"، مشيرا إلى أن "عائلة القذافي فضلت اللجوء لدولة عربية بدلاً من التوجه لإحدى الدول الأفريقية أو الأوروبية التي ارتبطت في السابق بعلاقات وطيدة مع نظام القذافي قبل سقوطه".

وكان عبدالحميد بوزاهر، سفير الجزائر لدى ليبيا، أكد أمس الأول، الخميس، صحة المعلومات حول مغادرة معظم أفراد عائلة القذافي الأراضي الجزائرية لدولة ثالثة منذ وقت طويل، مؤكدا أنه ليس هناك أي فرد منها على أراضيها حاليا.

ولا يزال الساعدي، النجل الآخر للقذافي، يقيم في النيجر، بينما شقيقه سيف الإسلام معتقل في السجن بمدينة الزنتان الليبية، بانتظار استئناف محاكمته في مايو المقبل وسط اعتراض من المحكمة الجنائية الدولية.

وكانت الجزائر استقبلت أفراد عائلة القذافي، زوجته صفية وابنته عائشة القذافي ومحمد وحنبعل وأولادهم، منذ 26 أغسطس 2011، وعزت ذلك لأسباب إنسانية ولأنهم لم يكونوا مطلوبين للعدالة الليبية ولم تصدر بحقهم مذكرات اعتقال دولية.