«ديب مايند» تتمرد على «جوجل» لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في الحرب على غزة

تشهد شركة ديب مايند، الذراع المتخصصة لجوجل في تقنيات الذكاء الاصطناعي حركة احتجاجات واسعة بسبب علاقتها بإسرائيل وسعي موظفون محتجون الي تشكيل نقابة عمالية لمعارضة قرار الشركة بيع تقنياتها إلى جهات عسكرية وعلى رأسها الحكومة الإسرائيلية.
فقد كشفت تقارير إعلامية بيع جوجل خدماتها السحابية وتقنيات الذكاء الاصطناعي لوزارة الدفاع الإسرائيلية، مما أثار قلقًا واسعًا داخل الشركة. بحسب ما ذكرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وزادت حدة التوتر بعد ما أفادت التقارير بأن الجيش الإسرائيلي استخدم أنظمة ذكاء اصطناعي لتحديد أهداف لعمليات اغتيال وهجمات في قطاع غزة، ولا يُعرف إذا كانت تعتمد على برامج خارجية أو أنظمة طورتها بنفسها.
وهو ما دفع نحو 300 موظف من مقر ديب مايند في لندن إلى الانضمام الي "اتحاد عمال الاتصالات" خلال الأسابيع الأخيرة، لمزيد من الضغط على الشركة.
وتأتي هذه الخطوة عقب تصاعد الاستياء بين الموظفين، خاصةً بعد أن تخلت "جوجل "في فبراير الماضي عن تعهدها السابق بعدم تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي قد تُستخدم لأغراض عسكرية، مثل الأسلحة وتقنيات المراقبة.
وقال أحد المهندسين المشاركين لصحيفة فايننشال تايمز: "إننا نربط بين المعطيات، ونعتقد أن التكنولوجيا التي نطوّرها تُستخدم في هذا النزاع القائم في غزة، وإن هذا في الأساس ذكاء اصطناعي متقدم للغاية نقدّمه لاستخدامه في نزاع مستمر، وهذا ما لا يريده كثيرون منا."
وكشفت صحيفة فايننشال تايمز أن خمسة موظفين من "ديب مايند" استقالوا خلال الشهرين الماضيين، احتجاجًا على صفقة الحوسبة السحابية مع إسرائيل، وتراجع الشركة عن التزاماتها السابقة بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي.
يذكر أن موظفو ديب مايند قد أرسلوا رسالة إلى قيادة الشركة في مايو 2024 طالبوا فيها بإنهاء العقود العسكرية، وعقدوا عدة اجتماعات مع الإدارة دون أن تُلبى مطالبهم.
لكن الشركة أكدت أنها ما زالت تلتزم بمبادئها الخاصة بالتطوير المسؤول للذكاء الاصطناعي، لكنها أشارت إلى أن المشهد تغير كثيرًا منذ تعهدها في عام 2018 بعدم تطوير تقنيات مخصصة للأسلحة أو المراقبة.