بعد مصرع عامل على يدّ آخر.. اللواء رأفت الشرقاوي يؤكد: الاختلاف في الرأي

تساءل اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية السابق للأمن العام؛ قائلا: "هل الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، أم الاختلاف فى الرأي يؤدى الى سوء المصير وغيابات السجون".
وأضاف: "التحقيقات التى أجرتها النيابة العامة فى واقعة مقتل عامل على يد عاطل وصاحب مغسلة يعود إلى مشادة كلامية وراء مصرع المجنى عليه ، نتيجة خلافات سابقة".
وكشفت تحقيقات النيابة العامة فى الجيزة، عن أن السبب وراء قيام شخصين بقتل عامل فى منطقة الطالبية هو مشادة كلامية نشبت بينهما.
وأشارت التحقيقات إلى ان عاطل وصاحب مغسلة قتلا المجنى عليه بعد نشوب مشادة كلامية نتيجية خلافات سابقة بينهما تطورت الى مشاجرة، قام على اثرها المتهمان بضرب المجنى عليه حتى لفظ انفاسه الأخيرة .
وأمرت النيابة بحبس المتهمان 4 ايام على ذمة التحقيقات ، وطالبت الأجهزة الأمنية بسرعة التحريات حولهما للوقوف على نشاطهما لاستكمال التحقيقات ، واستدعت شهود لسوالهم حول الواقعة، وامرت بتفريغ كاميرات المراقبة للوقوف على ملابسات الواقعة.
ونجح رجال المباحث بمديرية أمن الجيزة، فى القبض على المتهمين بقتل عامل في الطالبية، نتيجة خلاف بينهم، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وباشرت النيابة المختصة التحقيق.
يُقصد بعبارة "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية" بأن التباين وعدم التوافق في وجهات النظر لا ينبغي له أن يؤثر على العلاقات الطيبة بين الناس، بالتالي لا يجب أن يؤثر الخلاف على حُسن المعاملة؛ حيث إن لكل شخص رأيه الخاص ووجهة نظره التي يتفرد بها وتُميزه عن الغير، والتي ليس بالضرورة أن تتوافق مع أفكار وآراء الآخرين؛ وذلك لأن لكل امرئ فكره المُستقل ونظرته الخاصة للأمور، وفي نفس الوقت فإن من واجب الإنسان أن يحترم وجهات النظر التي يُقدمها الأشخاص المحيطون به، وأن لا يُحاول فرض رأيه عليهم أو إجبارهم على اتباعه، بل تبقى سيادة المودة والألفة طاغيةً على الموقف ولا يكون اختلاف الرأي سببًا لوقوع الخلاف أو النزاع بينهم.
اتفقت العديد من المصدر بأن قائل العبارة الشهيرة "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية هو الأستاذ الدكتور المصري أحمد لطفي السيد، والذي يُعتبر أحد قادة التنوير البارزين في مصر خلال القرن العشرين، ومن جهة أخرى فقد شغل المُفكر أحمد لطفي السيد مناصب مرموقة من ضمنها العديد من الوزارات، فكان وزيرًا للمعارف، ووزيرًا للداخلية، وأول رئيس لجامعة القاهرة، ورئيس مجمع اللغة العربية، ورئيسًا لدار الكتب، كما كان يُلقب بأستاذ الجيل، وقد تبنى بدوره المفهوم الليبرالي للحرية في أوروبا ، وكان يُؤكد على ضرورة تمتع الفرد بقدر كبير من الحرية، كما نادى بضرورة تعليم المرأة، وأثناء رئاسته لجامعة القاهرة تخرجت في عهده أول دفعة من الطالبات، بالإضافة إلى دعوته إلى تحديد مفهوم للشخصية المصرية. عبارات أخرى تتوافق مع عبارة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية كان الهدف والمُراد من مقولة الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية رغبة الأستاذ المُفكر أحمد لطفي السيد بالتأكيد على أن لكل شخص وجهة نظر ورأيًا خاصًا به، والذي قد يكون مُختلفًا من شخص لآخر، لكن من واجب الإنسان تقبّل واحترام وجهات النظر المحيطة به، ومن جهة أخرى فإن هنالك الكثير من المفكرين والأئمة والعلماء ممن سبقوا هذا المُفكر وأرادوا تحقيق معنى هذه العبارة .
واستكمل: أبرزهم: الإمام الشافعي: حيث قال رحمه الله: "ما ناظرت أحداً إلا قلت اللهم أجرِ الحق على قلبه ولسانه، فإن كان الحق معي اتبعني وإذا كان الحق معه اتبعته"، كما وقال: "ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق في مسألة".
وأكد على أن السياسي الشهير غاندي اشتهر بقوله: "الاختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء".
لافتا إلى أن الإمام مالك في قصته مع الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور، حينما أراد الآخر دعوة الناس لاعتماد كتاب مالك وخلاصة اختياره في الحديث والفقه وهو (كتاب الموطأ)، فقال الإمام مالك للخليفة: "لا تفعل يا أمير المؤمنين، فلكل قطر علماؤه وآراؤه الفقهية: فعَدلَ الخليفة عن رأيه بسبب هذا الموقف النبيل من الإمام مالك في احترام رأي الآخرين المُخالف لرأيه ومنحهم حرية القرار والاختيار.
وشدد على أن العناد والاصرار الذى يقوم به بعض البشر للحصول على حقوقهم بكافة الطرق لدى الآخرين بالذوق أو المحيالة أو الخدعة أو التهديد أو القوة أو العنف الذى قد يصل بصاحبه نتيجة العناد إلى غيابات السجون، لا يعد من الكياسة أو الحكمة أو الرزانه ، بسبب ما قد يحدث من تطور الأمر للحصول على الحق إلى الاتهام بجناية قتل أو خطف أو سرقة بالإكراه او جرح نافذ أو شروع فى قتل أو حريق عمد ، ويجد صاحب الحق نفسه قد تورط فى مصيبة كبرى ، لأنه لم يفكر بنوع من العقل فى استرداد حقة ولجأ إلى الحصول عليه عنوة ، بالرغم من وجود أجهزة أمنية تختص بذلك وقضاء يفصل فى النزاعات بعدالة مطلقة ، فشعارهم أن العدالة معصوبة العينين ، والقاضي يحكم وفقآ للمستندات وظروف وملابسات الواقعة والتحريات وشهادة الشهود.