تاريخ الأسماك المملحة لدى المصريين القدماء

منذ آلاف السنين، وقبل ظهور الثلاجات والسوبرماركت، لجأ المصري القديم إلى وسيلة عبقرية لحفظ الطعام، وهي التمليح وكان من أهم الأطعمة اللي حفظها هو السمك، خصوصًا السمك "البوري"، والذي تحوّل بعد ذلك لطبق شعبي عُرف بالفسيخ.
الفسيخ الأكلة المصرية التي أعتاد المصريين تناولها بأعياد شم النسيم، فقد ارتبطت الإحتفالات والأعياد لدى المصريين بأكلات متنوعة.
بحسب النقوش والجداريات التي كانت موجودة بمعابد مثل معبد بني حسن، كان المصريين القدماء، يقومون باصطياد السمك من نهر النيل، ويبدأوا عملية تمليحه وتجفيفه في الشمس. وكانت العملية دقيقة جدًا، لأنهم كانوا حريصين على حفظ الأكل لفترات طويلة، خصوصًا في مواسم الفيضانات أو أوقات التنقل.
لم تكن الأسماك المملحة كنوع من أنواع الطعام لدى المصريين القدماء فقط، بل كانت بمثابة رمز ديني وظهر ذلك في طقوس معينة، فكان يُقدن كقرابين في المعابد.
وبمرور الزمن، انتقلت العادة من العصور القديمة لعاداتنا الحديثة، ويمثل الفسيخ نجم المواسم، خصوصًا في شم النسيم، كواحد من أهم الأكلات التقليدية المرتبطة بأعياد شم النسيم.