من الطوابير إلى التسمم والإغلاق.. ماذا يحدث داخل ”بلبن”؟

شهدت سلسلة محلات "بلبن" واحدة من أسرع وأغرب الأزمات التي مرت على علامة تجارية غذائية في مصر خلال السنوات الأخيرة، فمن محلات مكتظة بالزبائن، وفروع تغزو أغلب المحافظات، إلى إغلاق متتالي واتهامات خطيرة تطال سلامة المنتجات وطبيعة التمويل.
بداية الأزمة كانت مع ظهور عدد من الشكاوى حول حالات تسمم غذائي يُشتبه في ارتباطها بمنتجات بلبن، وعلى إثر ذلك، أصدر محافظ الجيزة قرارا بإغلاق بعض الفروع بناء على تقارير من الشؤون الصحية، مشيرا إلى أن السلسلة كانت تعمل دون ترخيص، وهو ما فتح باب التساؤلات حول مدى قانونية عمل "بلبن" منذ البداية.
تطورت الأمور بشكل متسارع، إذ تزايدت شكاوى المواطنين وتواصلت قرارات الإغلاق، حتى بات نشاط "بلبن" على وشك التوقف التام، في خضم هذه الأزمة، أصدرت الشركة بيانا توجهت فيه بنداء إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، طالبة التدخل لحماية "الكيان الوطني" كما وصفته، مشيرة إلى أن نحو 25 ألف عامل مهددون بفقدان مصدر رزقهم، فضلا عن تعطل استثمارات ضخمة في القطاع الغذائي.
لكن الدعم الشعبي الذي بدأ يتكون لصالح "بلبن"، تلقى ضربة قوية بعدما كشفت الهيئة القومية لسلامة الغذاء عن نتائج تحاليل منتجات بلبن ومنتجات تابعة لها مثل "وهمي" و"كرم الشام" و"كنافة وبسبوسة"، والتي أظهرت احتواء بعض المنتجات على بكتيريا خطيرة، واستخدام ألوان صناعية محظورة دوليا، بالإضافة إلى تواجد منتجات منتهية الصلاحية داخل بعض الفروع.
ومع انفجار هذه المعلومات، تصاعدت الشكوك حول مصدر تمويل الشركة، وبدأت تُطرح فرضيات على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأن نشاط "بلبن" قد يكون واجهة لغسيل أموال، دون وجود تأكيد رسمي حتى الآن.
في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، حاول مؤمن عادل، رئيس مجلس إدارة "بلبن"، الدفاع عن شركته، مؤكدا أن الإقبال الجماهيري الكبير هو دليل على جودة منتجاتهم، وأنهم مستعدون لتصحيح أي أخطاء إذا وجدت.