د. ريم فوزي: زيارة ماكرون لمصر رسالة ثقة عالمية في الأمن والسياحة المصرية

في تصريح خاص لـ "النهار" أكدت الخبيرة السياحية د. ريم فوزي، عضو مجلس إدارة غرفة شركات السياحة سابقًا، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأخيرة إلى مصر، تحمل دلالات إيجابية عميقة، خاصةً فيما يتعلق بقطاع السياحة، مشيرة إلى أن الزيارة تمثل فرصة مهمة لتعزيز صورة مصر كوجهة آمنة وجاذبة على الساحة الدولية.
وأوضحت د. ريم فوزي، أن اصطحاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لنظيره الفرنسي في جولة ميدانية بمنطقة خان الخليلي التاريخية، بعد زيارة المتحف المصري الكبير صباحًا، حمل رسائل متعددة للعالم، أبرزها ما يتعلق بجاهزية مصر لاستقبال السياح، وثراء مقاصدها الثقافية والحضارية.
خان الخليلي.. رسالة من قلب القاهرة
وأضافت أن الجولة التي جرت وسط استقبال شعبي عفوي يعكس طيبة المصريين وكرمهم، أظهرت الوجه الحقيقي لمصر، تلك الدولة ذات الجذور الحضارية الضاربة في عمق التاريخ، والتي لا تزال نابضة بالحياة، تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
وتابعت: “المشهد كان بليغًا، ليس فقط من حيث الرمزية السياسية، ولكن في دلالاته السياحية، إذ أظهرت صور الرئيسين في قلب القاهرة التاريخية مستوى الأمن والاستقرار الذي تنعم به مصر، في وقت يشهد فيه الإقليم تحديات أمنية جسيمة. هذه الرسائل البصرية، خاصة عند تداولها على نطاق عالمي، تساهم في ترسيخ صورة مصر كوجهة آمنة ومتميزة”.
الأمن والأمان.. مفتاح حركة السياحة العالمية
وشددت الخبيرة السياحية د. ريم فوزي، على أن الأمن والاستقرار هما من أهم العوامل التي تحكم حركة السياحة العالمية، مشيرة إلى أن هذا الظهور العفوي في منطقة شعبية وسياحية في آنٍ واحد، أمام عدسات العالم، يعزز ثقة السائح الأجنبي في المقصد المصري.
كما لفتت إلى أن الجولة بعثت برسائل غير مباشرة تعكس ثراء مصر السياحي، من خلال التنوع بين المواقع الأثرية الكبرى مثل المتحف المصري الكبير، والمناطق التاريخية الشعبية ذات الطابع الفولكلوري مثل خان الخليلي، ما يؤكد أن التجربة السياحية في مصر قادرة على مخاطبة جميع الأذواق والأنماط.
فرصة للترويج المدروس والتسويق الذكي
واختتمت د. ريم فوزي، تصريحاتها بالدعوة إلى استثمار هذا الحدث سياسيًا وسياحيًا، قائلة: “ينبغي على الجهات المعنية بالسياحة استغلال هذه الزيارة إعلاميًا وتسويقيًا في حملات ترويج المقاصد المصرية بالخارج. فظهور الرئيسين وسط الزحام، والابتسامات التي تبادلاها مع المواطنين والسياح، تبعث برسالة صادقة عن دفء الشعب المصري وجاذبية المكان”.
وأكدت أن هذه الزيارة تمثل نموذجًا للترويج الذكي غير المباشر للسياحة، وتستحق أن تُدرج ضمن استراتيجيات الترويج السياحي في المرحلة المقبلة، لا سيما مع ارتفاع مؤشرات السياحة الوافدة وتحسن الإيرادات خلال عام 2024، بما يؤكد أن مصر على الطريق لاستعادة عافيتها السياحية بما يتناسب مع مكانتها وإمكاناتها.