طقوس على حافة الوجود.. معرض للمرور عادل ثروت

ينظم أتيليه العرب للثقافة والفنون برئاسة الناقد التشكيلي هشام قنديل، في السابعة من مساء الأحد المقبل ١٣ أبريل، معرض "طقوس على حافة الوجود" للفنان الكبير الدكتور عادل ثروت أستاذ التصوير بكلية التربية الفنية.
يستمر المعرض حتى ١٠ مايو المقبل، ويضم ٢٥ لوحة لأحد أبرز فناني جيل التسعينيات في الحركة التشكيلية المصرية وآخر تجاربه، حيث الموروث الشعبى جزء لا يتجزأ من ذاكرته البصرية والسمعية، والذي يتجلى في الطقوس الدينية الشعبية، مثل موالد الصوفية والأداءات الطقسية الأخرى، كالزار.
ويتميز فن عادل ثروت بتوظيف التيمات والموتيفات والنصوص الكتابيه التي تعبر عن علاقة الإنسان بكل ما يحيط به من موجودات، تلك التي بدأها المصري منذ فجر التاريخ، فهو دائما يركز في اختياره للثنائية الوجودية في الوعي الجمعي الشعبي بين الرجل والمرأة، والتي تتميز بالعديد من التصورات الواقعية والماورائية لعلاقات الحب والتضحية والوفاء .
عن تجربته الجديدة يقول ثروت: " كان رهاني أن أكون أنا وأعبر عن وجودي داخل هذا الوجود، ولكن باشتراطات وعيى الفردى الذى هو جزء من وعى جمعى تشكل فى بيئة مصرية لها خصوصياتها التى تميزها عن الآخر ".
وتناول العديد من نقاد الفن تجربة الفنان المصري عادل ثروت ومنهم الناقد الكبير الدكتور سامي البلشي، حيث قال" يمتطي عادل ثروت جواد خياله يتجول به بين التواريخ القديمة فيتعرف على قرابين الموتى المحمولة للراحلين لمواجهة فكرة الفناء والاعتقاد بالعودة وتجدد الحياة، ويظل يسبح ثروت فى التواريخ فيستقر بين أحياء الشعبيين والبسطاء ويتعرف على الزار من دقات الدفوف وامتزاج الأرواح بالغيبيات، ويقوم بربط قرع الدفوف فى الزار بقرع الطبول الكبيرة عند قدماء المصريين، وربط إشارات الإيقاعات والتناغمات استلهاما من الفلسفة القديمة فرفع اليد والذراع إلى أعلى يعطى إشارة بارتفاع النغم، كما أن انخفاض الذراع يعد رمزا لبعد موسيقى هابط وارتبط الرقص الدينى ليصبح لونا من ألوان العبادة، مثلما كان يحدث فى الحفلات الدينية المقدسة وحتى فى الطقوس الجنائزية والذى كانت تترنح فيه الراقصات على دقات الدفوف، وكل هذه الإشارات استفاد بها ثروت فى بناء أعماله المرتبطة بحالة جديدة غير الموت إنه سلطان الحب الذى حول من أجله قرابين الموت إلى قرابين العشق وبنى فكرته على نفس فكرة الخلود التى عاشها القدماء، ففكرة البعث قابلتها فكرة البقاء بقاء الحب عند عادل ثروت، وسواء كان تعظيم الموت أو إعلاء الحب فالفكرتان للاستمرار والبقاء ولتجديد الحياة والخلود .
ويقول الفنان والناقد الكبير إبراهيم عبدالملاك : إن الفنان عادل ثروت يقدم حكايات مرسومة، فيها من الحواديت قديمة، والأساطير شعبية، والترانيم شجية، مشحونة باستيعاب نبيل لتراث الغنى ، والموروث العميق، فى اللوحات جداريات عتيقة، تزدهر ببهجة لونيه وإيقاع حركى حى، الملامح للشخوص تكسوها سمرة الجنوب ووهج الطيبة ودفء الحميمة وحتى فى لوحاته الأبيض والأسود يرقص اللون مقتربا من الثنايا ، وفى الملون تختفى ملامح الوجوه لكنها تحافظ على الإيحاء الواضح بالفرعونية، أما المفردات فهى هاربة من صدر العتيق فى رسوم المعابد الى حضن المعاصر العاشق، هناك ثور القوة والشدة رمز الملك وعنفوانه فى الحضارة المصرية القديمة، وهنا هو واضح المعنى ، ثم رمز الطائر ، وهو مستلهم من طائر فرعونى مقدس هو طائر أبو منجل الصغير ، وكان فى اللغة الهيروغليفية يعطى معنى لكلمة ( يضئ ) كما أنه كان أيضا يرمز لحماية الناس والدولة من ( الحيات المجنحة ) والطائر فى رسوم عادل ثروت رمز للأمل والوداعة جدار معناه المسبق، ولعلنى أثير لعشاق الأعمال المركبة من موظفين وشباب. أنظروا لتجربة عادل ثروت فى التصوير ، فما كانت جوائزه مصادفة ولا كان عمق أعماله وتمكنها وقوة أدائها إلا لأنه موهوب، ومصور واع ورسام قوى.
وأقام الفنان عادل ثروت أكثر من عشرين معرض شخصي داخل مصر وخارجها، و شارك في العديد من المعارض الجماعية والمحلية والدولية بالداخل والخارج، وحاز على العديد من الجوائز منذ بداياته التشكيلية، واحتكر تقريبا معظم جوائز صالون الشباب في معظم دوراته ، كما فاز بجائزة ملون السعودية للفن التشكيلي وجائزة الايكا.