النهار
الأحد 30 مارس 2025 02:26 مـ 1 شوال 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

منوعات

بعد تكريمها من انتصار السيسي.. «شيماء» تحدت نفسها لتكون أول مراسلة على كرسي متحرك:«سيدة مصر الأولى فخورة بيا»

«شيماء» تحدت نفسها لتكون أول مراسلة على كرسي متحرك:«سيدة مصر الأولى فخورة بيا»
«شيماء» تحدت نفسها لتكون أول مراسلة على كرسي متحرك:«سيدة مصر الأولى فخورة بيا»

تعرضها لحادث سير وإصابتها نتج عنه استخدامها للكرسي المتحرك فهذا قد يكون نهاية المطاف لدى الكثير من الشخصيات ضعفاء العزيمة، ولكن هذا لم يحدث معها إطلاقًا ولم يكن عائقًا بالنسبة لها في ممارسة حياتها بشكل طبيعي، بل أنها تحدت نفسها من خلال العمل المستمر في مجال الموارد البشرية، ليتحول طريقها في النهاية لتكون أول مراسلة على كرسي متحرك، فهذا الجزء البسيط لقصة شيماء محمد فوزي، وتستكمل حكايتها في السطور التالية بعد تكريمها في احتفالية المرأة المصرية من السيدة انتصار السيسي.
«حصلتلي حادث سير من ١٣ سنة ومن وقتها وأنا بستخدم الكرسي المتحرك».. هكذا بدأت شيماء محمد فوزي، حديثها لـ«النهار»، فكانت هذه الحادثة نقطة تحول في حياتها بسبب رفضها التام للاستسلام للإصابة ووضعها الجديد، ليكون الإصرار هو طريقها الجديد كي تتعامل وتتأقلم وتعتمد على نفسها، بل وتعمل وتشعر نفسها أنها تعيش حياتها بالطريقة الطبيعية دون أي تغير.
واجهت «شيماء» عدد من العقبات في بداية الأمر، وخاصًة عندما أدركت عدم توفير أماكن مؤهلة للكرسي كي تستطيع الخروج والانتقال من مكان لآخر دون مساعدة من أحد، لافتة:«بعدها انتقلت إلى القاهرة، واتجوزت ووقتها كنت بدور على شغل بنفسي لغاية ما اشتغلت في مجال الموارد البشرية».
«كنت دايمًا بستخدم السوشيال ميديا لنشر التوعية لذوي الهمم ومساعدتهم للاندماج في المجتمع وتشجيعهم على الخروج».. حرصت «شيماء» على دعم ذوي الهمم والاعتماد على نفسهم كي يعيشون حياتهم بالطريقة الطبيعية من خلال الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ليس فحسب بل أنها كانت تقوم بدور هام من خلال التوعية بحقوقهم وضرورة إتاحة كل الأماكن وتأهيلها لاستقبالهم.
مُنذ عامين تقريبًا، اكتشفت «شيماء» عدد من الأماكن أصبحت مؤهلة للكرسي المتحرك ولذوي الهمم عمومًا، حينها كانت تتحدث مع الإعلامية إيمان الحصري عن هذه الأماكن بالإضافة إلى الإشارة لبعض الأماكن التي يجب تسليط الضوء عليها كي تكون مؤهلة كغيرها، حينها شعرت الإعلامية بالسعادة بسبب هذه الفكرة المميزة وقررت وجود فقرة في برنامجها «مساء DMC» لتسليط الضوء على الأماكن المؤهلة لذوي الهمم وتحفيز باقي الأماكن على إتاحة وتشجيع ذوي الهمم على الاندماج في المجتمع.

«انطلاقتي كانت من البرنامج كأول مراسلة على كرسي متحرك، وبالفعل صورت سلسلة تقارير باسم (فسحة على الكرسي) وكان ليها صدى قوي عند الناس الحمدلله بفضل كل الزملاء اللي شاركوا في التصوير وإعداد الفقرة وظهورها».. حكت «شيماء» أن هذه الفقرة كانت مهمة ومُلهمة لدى الكثيرين، كما أنها كانت ذات تأثير قوي بسبب تصوير أماكن كثيرة متاحة ومؤهلة لذوي الهمم، بالإضافة إلى ذلك أنها لها دور قوي في تأهيل وإتاحة أماكن أخرى، وإعادة تأهيل وتعديل الإتاحات بمقاييس مناسبة لذوي الهمم.
حالة من السعادة كانت تُصيب «شيماء» بعد تصوير كل تقرير، كما أنها كانت تتحمس للمزيد، وخاصًة أنها تحب الحركة والانتقال وساعات التصوير الطويلة عكس الآخرين، لذا فكانت تستمتع بهذه الأماكن الجديدة دون الشعور بالضجر، قائلة:«صورت في ممشى أهل مصر والخط الثالث للمترو، وعدد كبير من المتاحف والحدائق والأماكن العامة وكمان صورت تقارير في إسكندرية وبورسعيد والعلمين».
لم يكن الطريق ممهدًا بالنسبة لـ«شيماء»، لذا واجهتها بعض الصعوبات والتي يكون من أهمها استغلال بعض الناس الإتاحات استغلال سيء، فكان البعض يستغل أماكن السيارات المجهزة لذوي الهمم، موضحة:«أوقات كتير ماكنتش بقدر اتحرك بسهولة، وكنت بضطر انتظر فترات طويلة، أو احتاج للمساعدة عشان اطلع الرصيف أو السلم على الرغم من وجود إتاحة بيجي شخص يقفل بعربيته على الرامب المخصص للكراسي المتحركة».
أصبحت «شيماء» تستغل هذه المواقف المزعجة لتقوم بالتوعية بها عبر الشاشة من خلال فقرتها في البرنامج، وذلك من أجل توصيل الرسائل عن أهمية توفير الإتاحات وتأهيل كل المنشآت والمؤسسات والأماكن العامة، ولفت نظر المجتمع لعدم استغلال الإتاحات واستخدامها بشكل خاطئ، لافتة:«حلمي أكمل في توعية المجتمع وتشجيع ذوي الهمم ودمجهم، وأن مصر كلها تكون مؤهلة لذوي الهمم وتتوفر إتاحات في كل الأماكن».
سعادة غامرة شعرت بها «شيماء» بمجرد أن تواصل معها المجلس القومي للمرأة، وقام بإبلاغها أنها من المُكرمات من السيدة الأولى انتصار السيسي، لافتة:«كنت سعيدة وفخورة جدًا وتشرفت بتكريمها وتقديرها واهتمامها وتشجيعها، كنت طايرة من السعادة وانا بسلم عليها وبتكرم منها شخصيًا، وقالتلي أنها فخورة بيا واتمنتلي التوفيق».
وجهت «شيماء» رسالة شكر وتقدير لدور عائلتها بداية من والدتها والتي كانت بالنسبة لها الداعم الذي لا يمل ولا يكل، مستكملة:«وحابة كمان أشكر زوجي وأهلى على مساندتهم ودعمهم، وأكيد بشكر إيمان الحصري على دعمها وإتاحتها فرصة إني اكون مراسلة ودا بالنسبالي كان حلم كبير».

موضوعات متعلقة