رئيس شعبة البن يكشف لـ«النهار» أسباب ارتفاع أسعار القهوة في الأسواق

تصدرت أسعار القهوة، على مدار الأيام الماضية، تريند مواقع البحث ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، لكونها المشروب الأكثر استهلاكا ورواجا بين ملايين البشر ، وذلك بعد أن شهدت أسعار «البن» ارتفاعات قياسية محليًا وعالميا، وذلك تأثرًا بارتفاع معدلات الطلب العالمية على البن والمضاربة على السعر بالبورصة العالمية والتأثرات المناخية التي ضربت المحاصيل .
وتواجه أسواق القهوة بمختلف أنواعها، موجة ارتفاعات حادة في الأسعار في الأسواق والمتاجر المصرية، حيث سجل سعر كيلو «البن» للمستهلك في الأسواق المحلية قفزة غير مسبوقة، والتي تراوحت ما بين الـ560 إلى 680 جنيها ، ما شكل قلقًا واستياءً كبيراً لدى محبي وعشاق القهوة، متسائلين عن الدوافع والأسباب التي أدت إلى الارتفاعات الجنونية في أسعارها؟!.
وقال "حسن فوزي"، رئيس شعبة البن بالغرف التجارية بالقاهرة، في تصريحات لــ«النهار» ، إن أسعار البن في الأسواق المحلية والعالمية شهدت قفزة غير مسبوقة لم تحدث منذ أكثر من 47 عامًا، مشيراً إلى أن مصر تستورد 100% من احتياجاتها من البن، مما يجعلها أكثر عرضة للتأثر المباشر بالأسعار العالمية.
وأشار «فوزي» إلى أن بورصة البن من أهم البورصات العالمية، ويتم تحديد أسعار البن العالمية بناء على العرض والطلب، وان حدوث ارتفاع في أسعار البن في البورصة العالمية للبن، ينعكس على أسعاره في الأسواق المحلية بمصر لكونها تستورده من الخارج ، علاوة على ارتفاع تكاليف الشحن الدولي نتيجة الأزمات الاقتصادية، وارتفاع تكاليف الإنتاج وإعادة توجيه السفن للطرق الأكثر بعدا، علاوة على السياسات الجمركية الأمريكية التي زادت من تعقيدات سوق القهوة العالمي.
وأوضح رئيس شعبة البن خلال تصريحاته، أن مصر لا تنتج البن وتستورده من الخارج، ولذلك تتأثر بارتفاع أسعار بورصة البن، نتيجة عجز مخزون محصول البلاد المنتجة للبن في «البرازيل وفيتنام» وهما أكبر دولتين منتجين للبن عالمياً ، والتي تعرضتا لظروف وتأثيرات مناخية قاسية تسببت في انخفاض وتلف نسبة كبيرة من محصول ومخزون البن، وهو ما كان له تأثيرا كبيرا في ارتفاع أسعار البن على المستوى العالمي، وهو ما انعكس بدوره على ارتفاع الأسعار في السوق المحلي .
وأوضح فوزي، أن مصر تستورد نحو 80 ألف طن من البن سنوياً من العديد من الدول، مثل البرازيل والهند، وفيتنام وكولومبيا، وهذا المعدل يزداد نظراً لكثرة استهلاك القهوة بمختلف أنواعها، علاوة على دخول البن في العديد من المنتجات والصناعات كالبسكوت والشوكولاتة وغيرها من المنتجات، مشيرا إلى أن استهلاك البن خلال فصل الشتاء يزداد بأكثر من 25٪ مقارنة بفصل الصيف .
وفي السياق ذاته قال "محمد نظمي" نائب رئيس شعبة البن في تصريحات لـ«النهار» ، إن ارتفاع أسعار البن حدث عالميًا وليس في مصر فقط، حيث ضربت تأثيرات المناخ نسب كبيرة من محاصيل البن وقلة الانتاج في الدول المنتجة، مشيرا إلى أن هناك زيادة في مصاريف الشحن والموانئ والتأمينات أدت إلي تفاقم الأزمة.
وأوضح نظمي ،أنه يتمنى نجاح التجارب المصرية في زراعة البن وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الاستهلاك المحلى للقهوة.
وتوقع ناىب رئيس شعبة البن، استمرار ارتفاع أسعار البن خلال الفترة المقبلة، في ظل استمرار العوامل المؤثرة على العرض والطلب ، ومن المرجح أن ينعكس هذا الارتفاع على السوق المحلي المصري ليواجه مزيدًا من الارتفاعات خلال الأشهر المقبلة، لحين توافر مخزون المحاصيل بكثرة لتغطي الاحتياجات المطلوبة.