«فلوريان» أول مصرية فائزة بجائزة أفضل دكتوراه في الصيدلة بباريس:«قدوتي مجدي يعقوب»

تميزت وتفوقت «فلوريان» خارج حدود وطنها، وهذا جعلها الأولى في مجالها دون منازع، فأصبحت فخرًا لمصر كونها أول مصرية تفوز بجائزة أفضل دكتوراه في الصيدلة في منطقة باريس، هذه نبذة عن قصة نجاح فلوريان إسحاق والتي تقوم بسردها لـ«النهار» في السطور التالية.
«بعمل أبحاث وبحاول اكتشف أدوية من خلال استخدام الكمبيوتر، وبنحاول نصمم الأدوية دي لمعالجة بعض الأمراض».. هكذا بدأت فلوريان إسحاق، صيدلانية شابة، خريجة كلية الصيدلة من الجامعة الألمانية، 29 عامًا، أول مصرية تفوز بهذه الجائزة الرفيعة لأفضل دكتوراه في الصيدلة في منطقة باريس، حديثها لـ«النهار»، أنها تقوم بعمل نماذج ثم تحليل داخل جسم الإنسان مُرتبطة بمرض معين، ومن ثم يتم تصميم أدوية تساهم في الإمساك بها لمعالجتها، ويتم استخدام الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي بالإضافة إلى مجموعة من العلوم الأخرى المستخدمة مثل الفيزياء والكيمياء والبيولوجي.
وحكت الفتاة العشرينية، عن كيفية حصولها على الجائزة واللقب في باريس بعد دراسة طويلة، أنه تم ترشيحها من قبل الدكتور المشرفة لديها، وذلك لأنها رأت في «فلوريان» القدرة والتفوق للفوز بمثل هذه الجائزة، وذلك بسبب تميزها في الأبحاث الخاصة بدراستها، لذا مرت بالعديد من المراحل خلال مشاركتها في هذه المسابقة، حتى وصلها خبر الفوز في مجال الصيدلة، حينها شعرت بحالة من الفخر والسعادة العارمة كونها ضمن الفائزين في هذه المسابقة، لافتة:«حلم واتحقق قدامي وكنت مش مصدقة نفسي، وكوني أول مصرية فكنت حاسة بفخر أني مشرفة بلدي ورافعة اسمها، وسعادة متتوصفش أني عارفة أمثل بلدي».
«حابة أشكر علاء يوسف سفير مصر في فرنسا، لأنه استقبلني علشان يحتفل بيا في مقر السفارة في باريس، وأرسل مندوب لحضور الحفل وقتها حسيت أني في سند ودعم كبير من بلدي».. هكذا شرحت «فلوريان» مدى فخرها وتعلقها بوطنها مصر وبالدعم المُقدم لها حتى وإن كانت في الخارج بعد نجاحها وتميزها المُبهر، كما أن الدعم لم يكن مقتصرًا على وطنها مصر فقط، فيأتي في المرتبة الثانية الأهل فكانت البداية في السماح بالسفر إلى الخارج والبعد عنهم فترات طويلة كي تجتاز المرحلة العلمية التي تقوم بتحضيرها حتى وصلت إلى النجاح الذي تستحقه، بالإضافة إلى الأصدقاء الذين كانوا يتواصلون معها بصفة دائمة من أجل الاطمئنان وتقديم الدعم اللازم لها.
شرحت «فلوريان» سبب تعلقها وتخصصها في هذا المجال ودراسته، وذلك لأنه كان يشعرها بحالة من التحدي والشغف كي تصل للنتائج التي طالما تريدها، بالإضافة إلى ذلك أنه لم يكن مجالًا سهلًا كما أنه جديد، لذا فكانت الرغبة أنها تقوم بالتخصص في مجال لم يكن متاحًا في السابق للجميع كي تكون متفردة فيه، قائلة:«علشان كده حبيت أسافر إلى فرنسا، لأن المجال ده متطور هناك، وده علشان أخد التجربة كلها واتعلم صح، وكمان المجال مميز وهو المستقبل علشان بيسرع لاكتشاف الأدوية».
حصلت «فلوريان» على عدة جوائز في المجال العلمي المتخصص فيه، بسبب حضورها الكثير من المؤتمرات العلمية، وحينها قامت بدور المحاضر لشرح أهم النقاط البحثية في المؤتمرات، وفي هذا التوقيت يتم اختيار أفضل محاضر ويتم تكريمه، لذا كانت ضمن المكرمين في أغلب المؤاتمرات التي حضرتها، موضحة:«أنا حاضرت في أكثر من 20 مؤتمر علمي، وده غريب بالنسبة للبعض علشان صغر سني وكوني لسه طالبة وده أعطني ثقة زيادة في نفسي».
«هدفي الأول والأخير واللي خلاني اختار المجال ده، احساسي في أني احط طاقتي في حاجة أقدر أساعد بها غيري ومنها علم اكتشاف الأدوية».. سردت «فلوريان» السبب الأهم بالنسبة لها لتخصصها في هذا المجال، وذلك بسبب الجانب الإنساني كونها تكون مساهمًا في اكتشاف الأدوية لمساعدة الآخرين في علاج الكثير من الأمراض، لذا فكان بالنسبة لها الأهم هو مرض الفصام، ومن ثم ستنطلق في عدد آخر من الأمراض كي تحقق الذي تريده في معالجة أكبر عدد ممكن من المرضى والمساعدة في شفائهم، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار أنها تريد التركيز على الأمراض غير المُسلط عليها الضوء وذلك حتى يكون في أمل في الشفاء دائمًا حتى مع قلة عدد المرضى المُصابين بالمرض.
تحاول «فلوريان» التطوير من نفسها في مجالها العلمي طوال الوقت، وذلك لأن التكنولوجيا في حالة تغيير وتطوير مستمرة، لذا فأنها تريد دومًا مواكبة هذا التطور ومعاصرته، بالإضافة إلى ذلك أنها تحلم في أن يكون لديها فريق عمل من الباحثين في المستقبل للمساعدة في اكتشاف الأدوية عن طريق التكنولوجيا، فضلًا عن ذلك أنها شغوفة بالقراءة كي تكون دومًا مطلعة على كل ما هو جديد في مجال علمها، لافتة:«طول الوقت في أبحاث منشورة في مجالي، علشان كده بحب دايمًا أكون مطلعة عليها، مش بس كده حابة كمان أحضر كل المؤتمرات العلمية المتعلقة بمجال بحثي، وبالنسبة لي قدوتي هو الدكتور مجدي يعقوب وده لأنه نموذج إنساني نفسي أكون زيه لأنه عمل فرق في حياة الناس».