مرضى الأورام تحت ضغط التضخم

مرضى الأورام تحت ضغط التضخم
8 ألاف جنيه تكلفة المسح الذري والأدوية الناقصة تباع بأضعاف أسعارها في السوق السوداء
300 ألف جنيه تكلفة جراحة لإزالة ورم بالقاولون وأسعار جلسات الكيماوي تصل إلى 27 ألف جنيه بالمستشفيات والمراكز الخاصة

يعاني مرضى الأورام السرطانية خلال الشهور الأخيرة من ارتفاع خدمات التحاليل والأشعة إلى جانب اختفاء عدد من الأدوية الهامة لمرضى عدد من أنواع الأورام وظهورها في السوق السوداء بأضعاف أسعارها التي كانت عليها منذ عام مضى، لتشكل عبء جديد على مرضى الأورام اللذين يعانون في الأصل من آلام المرض وتكلفة العلاج المرتفعة.
يروي محمد .م صاحب السبعين عاما معاناته مع مرض سرطان القولون والذي أكتشف إصابته به قبل 7 أشهر ماضية أنفق خلالها أكثر من 20 ألف جنيه على الفحصوات المعملية والأشاعات فقط، وذلك بعد أن قفذت اسعار المسح الذري إلى 8 ألاف جنيه وهو الفحص المطلوب بشكل دوري من مرضى الأورام بعد خضوعهم لعدد من جلسات العلاج الكيماوي أو تناول أقراص الدواء الكيماوي.
يضيف محمد إنه قرر اللجوء للتأمين الصحي لمتابعة عملية العلاج بعد المبالغ الكبيرة التي انفقها على عملية التشخيص بعد أن كان يعتقد بإصابته بداء في المعدة أو الكلى يتسبب له في حالات الانتفاخ والأمساك وعدم انتظام البول والارتفاع المستمر لدرجة حرارة جسدة قبل أن يكتشف أن السبب الأساسي هو ورم خبيث في القولون تمدد حتى كاد أن يتسبب في سد القولون بالإضافة إلى اختراقه للقولون ووصوله للمثانة والحالب الأيمن.
تلقى محمد 6 جرعات من العلاج الكيميائي والموجه بعد تشخيص لجنة الأورام الحكومية حالته بالمتقدمة والتي تحتاج إلى علاج موجه يحميه من الإصابة بإنسداد الأمعاء، ويؤكد أن الجلسات التي حصل عليها في التأمين الصحي مجانا، يضطر ألاف المرضي لتلقيها في المستشفيات والمراكز الخاصة مقابل ألالاف الجنيهات للجرعة الواحدة، حيث يصل ثمن الجرعة إلى قرابة 20 ألف جنيها في المتوسط.
يقف محمد الأن في منتصف الطريق بعد أن أكد الأطباء المعالجين له أنه مؤهل الأن لإجراء جراحة لإزالة الورم من القولون، والتي وصلت تكلفتها في المستشفيات الخاصة إلى أكثر من 300 ألف جنيه في بعض المستشفيات، وهو ما جعل خيار إجرائها في التأمين الصحي لا بديل عنه بالنسبة له.
يحتاج محمد إلى اجراء مجموعة من التحاليل قبل تلقي جرعات الكيماوي تصل أسعارها مجتمعه إلى أكثر من 700 جنيه بينما يتذكر عندما أوصى أحد الأطباء بأن يبدأ العلاج فورا بدواء أقراص يستمر عليها لمدة 3 أشهر بسبب نقص القسطرة الوريدية المثبته في صدر المريض ليتلقى من خلالها جرعات العلاج، ويشير إلى أن القسطرة سعرها وحدها في محال المستلزمات الطبية يتجاوز الـ 15 ألف جنيه، بينما وصلت أسعار أدوية الأورام في السوق السوداء بين 5 ألاف إلى 17 ألف جنيه للعبوة الواحدة.
ولم يكن محمد الحالة الوحيدة بل هناك آلاف المصابين بالأورام اللذين يحتاجون إلى العلاج المدعم والماجني في ظل ارتفاع تكلفة العلاج وهو ما يشكل ضغطا مستمرا على منظومة التأمين الصحي التي توفر العلاج لمرضى الأورام في المستشفيات والمراكز المتخصصة ، ووفقا لاحصاءات منظمة الصحة العالمية ، فإن هناك 135 ألف مريض أورام جديد في مصر سنويا ومن المتوقع أن يصل العدد من 250 إلى 300 ألف مصاب فى عام 2050 وهي نسب مقاربة للنسب العالمية للإصابة بالأورام السرطانية.
تواصلت النهار مع حالة آخرى وهي حنان تعمل موظفة علاقات عامة في إحدى شركات القطاع الخاص، واكتشفت إصابتها بورم سرطاني بالرحم مصادفة بعد تكرار النزيف الذي ظنته في البداية متعلق بتخصص النساء والولادة قبل أن تجري أشعة تشخيصية وتكتشف وجود جسم غريب في الرحم يحتاج إلى تدخل جراحي عاجل لكن بعد عرضها على أكثر من متخصص في علاج الأورام والجراحة أكتشفت حاجتها إلى الخضوع لجلسات علاج كيماوي قبل الجراحة.
قررت حنان استخراج بطاقة التأمين الصحي لتتمكن من تلقي العلاج بالمجان لكن مع طول الإجراءات والضغط النفسي الذي تقع تحته كونها أم لطفلين وترغب في الشفاء بشكل عاجل، فتوجهت إلى أحدى المستشفيات الخاصة لتلقي 3 جرعات من العلاج الكيماوي إلى حين انتهاء إجراءات التأمين الصحي لتبدأ الجرعات مقابل 9 ألاف جنيه للجرعة الواحدة في محاولة لتخفيف انتشار الورم وتوغله في محيط الرحم.
ووفقا للبيانات الصادرة عن المعهد القومي للأورامي فأن الخدمات العلاجية التي قدمها المعهد خلال 2024 شملت استقبال 303 آلاف و537 مريضا مترددا، و24 ألف و798 مريض جديد، وإجراء 10.463 جراحات ومناظير شملت 3.134 عملية كبرى بزيادة قدرها 10% عن عام 2022، و1.754 عملية صغرى، بالإضافة إلى إجراء 5.757 منظار جراحي