أيهما تفوز؟ منافسة بين التربية الإيجابية والتقليدية
![](https://media.alnaharegypt.com/img/25/02/12/1105665.webp)
مع تسارع وتيرة الحياة العصرية وتزايد التحديات النفسية والاجتماعية التي يواجهها الأطفال، أصبحت التربية الإيجابية واحدة من أبرز المناهج التربوية التي تلقى اهتمامًا متزايدًا من الآباء والخبراء التربويين على حد سواء، هذا الأسلوب التربوي الحديث يركز على تعزيز الجوانب الإيجابية في شخصية الطفل، بدلاً من التركيز على العقاب والتوبيخ.
التربية الإيجابية
وفي إطار ذلك كشفت مروة طارق، في تصريح خاص لـ «النهار» ، عن إيجابيات تبني التربية الإيجابية مع أطفالها الثلاثه بعدما كانت تأخد طابع التربية التقليدية معهم لعده سنوات، موضحة أن أهم ما تعلمته من التربية الإيجابية، هو أن الحب غير المشروط والاحترام المتبادل هما أساس بناء شخصية الطفل.
وأشارت إلى أن بالرغم من فوائد التربية الإيجابية، فهناك صعوبات في تطبيقها، خاصة مع ضغوط الحياة اليومية، لكن من خلال الإصرار على التغيير التدريجي وطلب المشورة من خبراء التربية، يمكن التغلب على هذه التحديات وخلق بيئة تربوية صحية.
روابط أسرية
ومن جهتها قالت داليا الحزاوي مؤسس ائتلاف اولياء أمور مصر وخبيرة الأسرية، إن التربية الإيجابية ليست مجرد أسلوب تربوي، بل هي نهج شامل يهدف إلى تنشئة أطفال أكثر سعادة وثقة بالنفس، وتعزيز الروابط الأسرية بشكل صحي، مؤكده أن هذا النهج يمكن أن يحدث فرقًا هائلًا في حياة الأسر، خاصة في ظل التحديات والضغوط التي يواجهها الآباء والأبناء على حد سواء.
أكدت "الحزاوي"، أن التربية الإيجابية تعتمد على مبادئ أساسية، أهمها احترام الطفل كفرد له مشاعره واحتياجاته، التركيز على السلوك الإيجابي بدلاً من معاقبة السلوك السلبي، وتعليم الأطفال كيفية التعامل مع مشاعرهم بطريقة صحية، موضحة أن هذا النهج يساعد الأطفال على بناء مهارات حل المشكلات، وتعزيز قدرتهم على اتخاذ القرارات بثقة واستقلالية.
الجانب النفسي
وفي سياق متصل قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، في تصريحاته الخاصة لـ «النهار» إن التربية الإيجابية هي الخيار الأمثل لدعم الصحة النفسية للطفل، حيث توفر له بيئة آمنة للنمو النفسي والاجتماعي، أما التربية التقليدية فقد تؤدي إلى مشاكل نفسية طويلة الأمد، مثل القلق، الاكتئاب أو ضعف التكيف الاجتماعي، مشيرًا إلى أن التحول إلى التربية الإيجابية ليس أمرًا سهلًا على الأباء، لأنه يحتاج إلى وعي وتدريب، لكنه استثمار هام في مستقبل الطفل وعلاقته بأهله.
وأكد استشاري الصحة النفسية، أن التربية الإيجابية لا تعني الفوضى وعدم الحساب على الأخطاء، موضحًا أنها فقط أداة قوية لبناء أجيال قادرة على مواجهة تحديات الحياة بثقة وصحة نفسية متينة.