من الطمع إلى الإعدام.. تفاصيل جريمة قتل طفلة لسرقة قرطها الذهب في الشرقية
كان يناير المنقضى من العام الماضي 2024، شهر الحزن على أهالي قرية بني حسن بمركز أولاد صقر- محافظة الشرقية، بسبب واقعة مقتل الطفلة يارا، التي راحت ضحية طمع سيدة شابة من أقرب الجيران لمنزل أسرتها، استدرجتها وسرقت قرطها الذهب بالإكراه، إلا أن الطفلة لقيت مصرعها خنقا عندما قاومت جارتها، وظلت تبحث مع الأسرة عن الطفلة، بعد أن لفت جثمانها الصغير بقطعة قماش، واضعة إياها فوق سطح المنزل لحين التخلص منه سترا على جريمتها الشنعاء.
كان مقتل الطفلة يارا حديث أهل القرية، وكانت الصدمة الكبرى بسبب اكتشافهم أن القاتل هو جارة أسرة الطفلة ومنزلها ملاصقا لمنزلهم، لم يتوقعوا وقتئذ أن الطامة الكبرى سببها تلك الجارة الشابة التي لم يبدر منها أية بوادر عدوانية أو شر صدر منها لجيرانها، فهي شابة صغيرة السن بسيطة الحال متزوجة ولديها طفل صغير وتعرف معنى الأمومة تجاه صغيرها.
يارا هيثم البالغة من العمر 8 سنوات، أسرتها ميسورة الحال، وهي ابنة أسرة جيران الشابة نانسي.ح البالغة من العمر 21 عاما، في قرية بني حسن بأولاد صقر، تلك زوجة أحد الجيران ومنزلها مجاورا لصيقا بمنزل أسرة الطفلة. خرجت الطفلة ذات يوم في شهر يناير الماضي تلهو وتلعب أمام منزلها، إلا أن جارتها استدرجتها لداخل منزلها والطمع يسيطر على قلبها.
وما إن استدرجت الشابة جارتها الطفلة اختمرت في ذهنها فكرة الاستيلاء على قرط الصغيرة الذهب، وربما راودتها الأفكار قبل استدراج الطفلة، طمعا في بضعة جنيهات قد تتحصل عليهم من حصيلة بيع القرط. كانت نانسي تفكر في أن الطفلة أسرتها ميسورة وسوف تحصل على الحلق سرقة دون أن يشك فيها أحد، لكن تأتي الأقدار بما لم تشته نانسي.
في أثناء محاولة نانسي الاستيلاء على القرط الذهب من أذن الطفلة، انتبهت الطفلة إلى أنها تتعرض لأمر مريب، فصرخت الطفلة صرخات الامتعاض والاعتراض، وقتئذ دقت ضربات قلب نانسي خوفا وخشية من افتضاح امرها، فقابلت صراخها بكتم أنفاسها.
ولأن الطفلة الصغيرة لم تقوى على نانسي وجبروتها ظلت تقاوم لكنها دقائق معدودة وصمتت يارا الطفلة في يد جارتها، ولفظت أنفاسها وازهقت روحها صاعدة إلى بارئها. لم تفكر نانسي في اي شيء سوى ستر جريمتها، فهرعت لجلب ملاءة سرير ولفت بها الجثمان الصغير، متناسية أن الطفلة لها أم يحترق قلبها في الوجهة الأخرى خشية على إصابة صغيرتها بمكروه وكان الوقت هو بحث مكثف للبحث عن الطفلة من قبل الأسرة والجيران.
انتهت نانسي من جريمتها وسترت الجثمان بقطعة القماش، وتركتها فوق سطح المنزل، وعادت إلى شقتها بالطابق السفلي، وكانت الحيرة والريبة تأكل من قلبها بشأن خوفها من افتضاح أمرها، في الوقت نفسه ظلت القرية بالكامل متعاونة في البحث عن الطفلة الصغيرة والكل متخوف من إصابتها بمكروه. بعد البحث أبلغت الأسرة بمركز شرطة أولاد صقر عن تغيبها.
قوات الأمن وصلت إلى المكان تبحث وتتحرى عن الطفلة وعلاقات أسرتها أو أن لهم أعداء، في الوقت نفسه بحث أبناء القرية جميعهم عن الطفلة وكانت نانسي تبحث معهم هي الاخرى، وبتكثيف فريق من البحث الجنائي من مديرية أمن الشرقية، تمكن رجال الأمن من ضبط نانسي واكتشاف أمرها وأنها من قامت بقتل الطفلة.
تم اقتيادها على مركز شرطة أولاد صقر واعترفت في التحقيقات أنها قاتلة الطفلة طمعا في قرطها الذهب للحصول على قيمته بالنقود لسداد ديونها وعندما خشيت افتضاح أمرها قتلتها خنقت. وأحالتها النيابة إلى محكمة جنايات الزقازيق، وبعد تداول جلسات القضية رقم 2001 لسنة 2024 في محكمة جنايات الزقازيق تم معاقبة المتهمة بالإعدام شنقا.