بورسعيد تدعم فلسطين وترفض التهجير.. أبناء المدينة الباسلة يرسلون قوافل المساعدات ويعلنون موقفهم الحاسم
كانت محافظة بورسعيد دائمًا في طليعة الداعمين للقضية الفلسطينية، إذ تحمل في ذاكرتها بطولات أبنائها الذين واجهوا العدوان الثلاثي عام 1956، ورفضوا التهجير، مؤمنين بأن الأرض لا تُترك للمعتدين.
ومن هذا الإيمان، سارع أبناء بورسعيد قبل تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجهيز 12 قافلة مساعدات خلال 24 ساعة فقط، محملة بالمستلزمات الطبية والمواد الغذائية، في مشهد يعكس تضامنهم العميق مع الشعب الفلسطيني.
وفي بيان تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد أبناء بورسعيد استعدادهم لاقتسام لقمة العيش مع الفلسطينيين، انطلاقًا من مواقف مصر التاريخية الداعمة للقضية الفلسطينية، إلا أن تصريحات ترامب، التي أشار فيها إلى قبول مصر بترحيل الفلسطينيين إلى سيناء، فجّرت موجة غضب واسعة في الشارع البورسعيدي، حيث احتشد المئات في الميادين عند الثانية فجرًا، وتوجهوا إلى معبر رفح رافعين شعار "لا للتهجير"، في رسالة تحذيرية للإدارة الأمريكية بأن الشعب المصري يرفض هذه المخططات ويقف خلف قيادته السياسية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي.
من جانبه، قال النائب حسن عمار، عضو مجلس النواب عن محافظة بورسعيد، في تصريحات خاصة لـ "النهار"، إن المصريين وحدهم من يحددون مصيرهم، وإنهم فوضوا الرئيس السيسي لقيادة البلاد وحماية مصالحها. ووصف تصريحات ترامب بالعشوائية، مؤكدًا أن من يحاول فرض إرادته على المصريين لن يواجه سوى رفض شعبي واسع.
وشهدت بورسعيد أيضًا انطلاق فعاليات المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهالات الدينية، حيث أعلن الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف من على منصتها موقف 120 مليون مصري من التهجير، قائلًا بوضوح: "نحن المصريون نرفض التهجير، ونؤمن بأن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو العودة إلى حدود 1967 وإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".
وأكد المهندس علي جبر، منسق التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، أن أبناء بورسعيد جسدوا إرادة المصريين بتبرعاتهم من ممتلكاتهم الشخصية، وتجهيزهم القوافل الإنسانية، إلى جانب تظاهراتهم بالشوارع رفضًا للتهجير.
وأضاف عمرو الشافعي أمين حزب الشعب الجمهوري ببورسعيد أن القضية الفلسطينية تظل محور اهتمام المصريين، الذين يستلهمون موقفهم من قيادتهم السياسية الحكيمة، داعمين حق الفلسطينيين في العيش على أرضهم بحرية وسلام.
ستظل القضية الفلسطينية حية في وجدان الشعب المصري، فهي ليست مجرد قضية عربية أو إقليمية، بل هي جزء أصيل من ثوابت السياسة المصرية التي تؤمن بأن السلام العادل لا يتحقق إلا بعودة الحقوق إلى أصحابها، وستبقى مصر، بقيادتها وشعبها، متمسكة بموقفها الراسخ بأن الحل الوحيد هو العودة إلى حدود 1967، وإعلان دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، فلا يمكن لأي حلول مؤقتة أو محاولات فرض الأمر الواقع أن تغير من قناعة المصريين بأن الحقوق لا تسقط بالتقادم، وأن دعمهم للشعب الفلسطيني سيظل ممتدًا حتى تتحقق العدالة.