الفنانة الإيرانية ”سحر أجدم ثاني”: أتحدى قيود الغربة وأنقل رسالة الفن والسلام

تُعدّ واحدة من القليلات بين الفنانات الايرانيات اللاتي حملن أصواتهن إلى العالم خارج حدود الوطن، متحديات قيود النظام ومصاعب الغربة، وعلى الرغم من عناء الشتات والبعد عن العائلة، كرّست جهودها للدفاع عن حق النساء في التعبير عن مواهبهن وإطلاق العنان لإبداعاتهن، حتى إن كانت تلك المساعي تتعارض مع توجهات النظام الحاكم، إنها الفنانة سحر أجدم ثاني والتي لم يتجاوز عمرها الثامنة والعشرين، وُلدت في طهران ودرست علم الآثار، إلا أن شغفها بالفن كان أقوى من مسارها الأكاديمي، ما دفعها إلى أن تُبدع كشاعرة ومغنية فارسية في بلاد المهجر، لتُثبت نفسها كصوت فني ملتزم يحمل رسالة إنسانية، "النهار" حاورت الفنانة الإيرانية الشابة لتكشف لنا عن رحلتها الفنية وتجربتها في المنفى.
- عرفينا بنفسك؟
أنا سحر أجدم ثاني، ولدت في طهران بإيران، عام 1996 ونشأت في عائلة فنية، وأنا مغنية، شاعرة، ملحنة، كاتبة، ورسامة، بدأت كتابة الأشعار في سن الثامنة، ودرست علم الآثار في جامعة طهران، وهي من أفضل الجامعات في بلدي.
- متى بدأتِ مسيرتك الغنائية؟
- أحببت الموسيقى منذ الطفولة، وكنت دائمًا أطمح للعمل في هذا المجال، وعندما كنت مراهقة، بدأت بتعلم الجيتار والغناء على يد معلمين متخصصين.
- بمن تأثرتِ من المطربين العرب والعالميين؟
أتابع دائمًا موسيقى من ثقافات مختلفة وأتعلم من عظماء الموسيقى، لكني لا أتأثر بشخص معين، إذ أحب أن أكون ذات أسلوب خاص بي، وأركز على أن تحمل أعمالي رسالة تدعو إلى السلام، والمحبة، الإنسانية، والخير، ولكن من واقع ميلادي في إيران فقد تأثرت بالتأكيد بالمطربة "حميرا" والراحل محمدرضا شجريان، والراحلة هايدة.
- حدثينا عن خروجك من إيران؟
كان الأمر مؤلمًا للغاية ففي أكتوبر 2021، اضطررت للهروب إلى أربيل بسبب عملي كمغنية، ما كلفني فقدان وطني وعائلتي، عشت ظروفًا صعبة جدًا، حتى يونيو 2022، عندما وصلت إلى ألمانيا، لكن التحديات ما زالت مستمرة.
- هل ترين تقاربًا بين الموسيقى الإيرانية والعربية؟
بالتأكيد، هناك تشابه كبير في الآلات الموسيقية، الألحان، وأسلوب الأداء، كما أن ثقافتنا متقاربة للغاية، فكل من إيران ومصر لديهما حضارات عريقة وتاريخ ثري، وبحكم دراستي لعلم الآثار، فلدي شغف كبير بتاريخ مصر وحضارتها، وأتمنى زيارة الأهرامات يومًا ما.
-ما هي أبرز الفعاليات التي شاركتِ فيها؟
أعتز بالمشاركة في مهرجانات موسيقية كبيرة، مثل مهرجان في إيطاليا عام 2019 حيث حصلت على جوائز عديدة، كما تلقيت تكريمات من مهرجانات في أمريكا، كندا، وإيطاليا عن أغنية وفيلم موسيقي بعنوان "أنا امرأة".
- علمنا أنكِ تستعدين لتقديم أغنية باللهجة المصرية.. ما التفاصيل؟
الأغنية تحمل اسم "نار الهوى"، وهي من كلماتي والحاني، وأردت أن أقدمها كهدية لجمهوري المصري الجميل.
-وماذا عن الأغاني العربية بشكل عام؟
أطلقت أغنية خليجية بعنوان "حبيبي" في عيد الحب الماضي، وكانت أولى أغنياتي الخليجية، وأخطط هذا العام لإصدار أغنية رومانسية جديدة مصحوبة بفيديو كليب وهي جاهزة للطرح قريبًا.
- ماذا يعني لكِ المزج بين الثقافات في أعمالك؟
المزج بين الثقافات يمنح الموسيقى عمقًا أكبر وإلهامًا جديدًا، فأنا أستمع إلى فيروز، أم كلثوم، والموسيقى العالمية مثل الألمانية واليونانية، وأدمج تلك التأثيرات في أعمالي لصنع شيء فريد.
- هل تفكرين في دويتو مع فنان عربي؟
نعم، أرغب في دويتو مع سعد لمجرد، لكونه مبدع للغاية وقريب من أسلوبي الموسيقي.
- من المطربين الذين تستمعين لهم؟
أم كلثوم بالتأكيد فهي قيمة كبيرة مثل مطربة إيرانية شهيرة تدعى "حميرا".
- ما هي مشاريعك المستقبلية؟
لدى آلبوم جديد بثلاث لغات الفارسية، العربية، والإنجليزية، وسيتم إطلاق أولى أغانيه قريبًا، كما أعمل على أغاني بلغات أخرى ودويتو مع نجمين عالميين، كما أخطط أيضًا لإطلاق مشروع عالمي حول السلام بمشاركة نجوم من مختلف البلدان، وأتمنى الحصول على دعم لتحقيقه.