«بعد الإفراج عنها من سجون الاحتلال»
الصحفية «أم إيلياء» تروي لـ«النهار» تفاصيل مأساوية: كانوا يتفننون في تعذيبنا و جردونا من ملابسنا الشرعية
أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من سجونها ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس الفلسطينية وإدارة الإحتلال الإسرائيلي، وجاء ذلك بعد تسليم حركة حماس 4 مجندات إسرائيليات ضمن الدفعة الثانية من صفقة التبادل، بموجب اتفاقية وقف إطلاق النار التي رعتها مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية.
وبين مشاعر الفرح والأسى والمدة المقضية داخل سجون الإحتلال الإسرائيلي، في قهر وذل ومعاملة أسوأ مما يكون، تحدث الأسيرة الفلسطينية رولا إبراهيم حسنين المعروفة بـ«أم إيلياء»، والتي تعمل صحفية داخل قطاع غزة، أبدت سعادتها وفرحتها بعودتها لطفلتها وزوجها بعد عشرة أشهر داخل سجون الإحتلال الصهيوني، وكشفت عن كافة الأساليب الوحشية التي وجدتها سواء من تفتيش ذاتي وعاري أو طعام لا يليق بالإنسانية، حتى اللحظات الأخيرة قبل الإفراج عنها، حيث أكدت أنها لم تعلم بموعد خروجها إلا قبل 30 دقيقة من الإفراج عنها..
في بداية حديثها، قالت الأسيرة الفلسطينية المفرج عنها «أم إيلياء» في تصريحات خاصة لـ«جريدة النهار المصرية»، أمضيت عشرة أشهر في سجون جيش الإحتلال، وقصة اعتقالي كانت مأساوية جداً، حيث تم تكبيل يدي في غرفة نومي، وتم حرماني من توديع طفلتي وزوجي.
وتابعت «أم إيلياء»: قصة الإعتقال في حد ذاتها تعتبر جريمة في حق الإنسانية، وهم يعلمون جيداً وقت اعتقالي أن طفلتي تبلغ من العمر تسعة أشهر وقتها، وبالتالي رضيعة.
وعن لائحة الاتهام التي وجهت إليها قالت الأسيرة الفلسطينية ربا إبراهيم: تم اتهامي بالعمل الصحفي بالتحريض، ولا أعلم مدى منطقية وقانونية واعتقال أي شخص نتيجة تعبيره عن رأيه من خلال مواقع التواصل الإجتماعي، وكانت الإقامة في سجون الإحتلال مأسوية وسيئة، وكانوا يتفننون في تعذيبنا، نفسياً، وتعرضنا لعدد من حالات القمع الفردية والجماعية، وتعرضنا أيضاً لتفتيش عار في كثير من الأحيان، وصادروا كافة ملابسنا، حتى الشرعية، إلى جانب أن المعاملة في الطعام كانت سيئة وضئيلة جداً، وذات جودة سيئة جداً وغير لائقة للإنسان.
وأضافت أم إلياء: الحمدلله رب العالمين كنا ننتظر حريتنا بفارغ الصبر، وكنا نعتقد أن الحرية قريبة، ونحمد الله على هذه الحرية، وتحررنا بهذا الحال، ونسأل الله الحرية لكافة الأسرى والأسيرات الآخرين.
وتابعت: لم يتم اعلامنا بنجاح الاتفاق لأن إدارة شئون الاحتلال كانت تهدف إلى تغيبنا عن الواقع، ولكننا علمنا من إدارة السجن قبل خروجنا من المعتقل بنصف ساعة فقط، حيث طلبوا منا ارتداء الملابس وعدم إبداء أي فرحة وإلا سيتم معاقبة من تبدي فرحتها بالتحرر، ثم مضينا في إجراءات صعبة للغاية وتنكيله وتعذيبية، حيث تم إلقائي على الأرض وتفتيشي تفتيش عالي جداً، ونقلنا إلى معتقل آخر بأسلوب وحشي جداً، لكن ما كان يصبرنا أننا سويعات وسنكون بين أهالينا.
وعن الظروف المعيشية التي تعيشها الأسيرات أوضحت قائلة: ظروف صعبة جداً، فنحن منقطعون تماماً عن الخارج، ولا يسمح لنا بالتواصل مع الأهل أو الأقارب نهائياً، ونعيش حرفياً في قبور ومجهول، لا يمكن وصفه، وإدارة سجون الاحتلال تسيطر علينا بشكل كبير جداً، من حيث الطعام والشراب وحتى ساعات النوم، حتى منعوا عنا إنارة الإضاءة وتحكمنا في مفاتيح الإنارة أيضاً.