”مُعلمو الحصة” يسألون: أين مستحقاتنا؟...خبراء التعليم: تأخر مستحقات المعلمين سينعكس سلبًا على مستقبل الطلاب..وقد يضطرون لترك العمل من أجل تأمين لقمة العيش...والوزارة ترد
اقترب الفصل الدراسي الأول من الانتهاء، ولم يصرف عدد من مُعلمي الحصة والمُعلمين بالمعاش مستحقاتهم المالية، في محافظات وإدارات تعليمية مختلفة منذ بداية العام الدراسي 2024/2025 وحتى كتابة هذه السطور.
بقلوب يملؤها الحزن والألم، وحالة غضب واستياء شديدتين، أكد بعض مُعلمي الحصص والمعلمين بالمعاش لـ "النهار" أنهم لم يصرفوا مستحقاتهم المالية، التي أقرها محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم، وأكدوا أنهم طالبوا ويطالبون كل شهر بصرف مستحقاتهم، ولكن لا أحد يُجيب، يناشدون وزير التربية والتعليم التدخل العاجل لصرف مستحقاتهم.
«النهار» رصدت آراء وأصوات المُعلمين في السطور التالية، والتواصل مع المسئولين في محاولة لحل مشكلتهم.
قال عوني سعيد، معلم لغة إنجليزية بالمنوفية، وأكد في تصريح خاص لـ "النهار" إن معلميّ الحصص بالأجر بالثانوي العام بالمنوفية لم يصرفوا مستحقاتهم المالية منذ بداية العام الدراسي حتى الآن، مناشدا وزير التربية والتعليم التدخل السريع لإعطائهم حقوقهم، وأضافت حنان مختار، معلمة علوم، أن إدارة شرق الزقازيق لم تصرف أي جنيه للحصص الزائدة عن النصاب منذ بداية العام.
وأكمل معلم لغة عربية – رفض ذكر اسمه - أن إدارة منشأة ناصر التعليمية لم تصرف أي شيء، وأكد في تصريح خاص لـ"النهار" أن معلميّ اللغة العربية يعملون فترتين، كل واحدة 40 حصة، وزعموا أن حصص اللغة العربية لصفوف النقل تطوًعا، والإدارة أبلغتنا: "ما لكمش حاجة ".
وتابع:"مطالبنا بسيطة،احنا شغالين جدول أسبوعي 40 حصة، ونصابنا 17 حصة، 23 حصة فوق النصاب القانوني، وتساءل هل يُعقل أن أعمل ٢٣حصة بدون مقابل، مؤكدًا أنه وزملائه تجاوزوا الخمسين عامً، يعملون فترتين، "صباحًا ومساءً"، وفي النهاية بلا مقابل!"، واختتم حديثه قائلًا: كل شهر نتقدم بطلب مكتوب بالحصص "يدويًا واكسل"،ولكن نعود بُخفي حنين، لم يحصل معلم أساسي على جنيه من الحصص الزيادة"
وعن مستحقات انتدابات الثانوية العامة، تساءل حسن أحمد، معلم بإدارة البداري بمحافظة أسيوط، لماذا لم يتم صرف مستحقاتنا حتى الآن؟، بينما يطالب محمد عبدالله، معلم لغة عربية، بوضع حل عاجل لصرف مقابل أعمال امتحانات الدبلوم والثانوية عامة الذي يُصرف في شهر يناير، مضيفًا أي بعد انتهاء الامتحانات بستة أشهر في جميع إدارات الجيزة.
وتابع: " يجب أن تكون هناك وقفة مع الإهمال والتقصير من قبل إدارات الحسابات بجميع الإدارات، ألا يكفي أن الصرف يتم علي أساسي 2014، ونقبض بعدها بستة أشهر، ولا الانضباط علي المدرسين وبس، لكن موظفي الحسابات لهم معاملة أخرى، ياريت صوتنا يوصل".
أما يحي محمد، معلم بالمرحلة الثانوية، لم أصرف مستحقات الثانوية العامة للعام قبل الماضي، وأيضًا لم أصرف الثانوية العامة الدورين "الأول والثاني" للعام الماضي، مؤكدًا أن إدارات محافظة الجيزة صرفت المستحقات المالية إلا إدارة حدائق أكتوبر، مطالبًا الالتفات لهذه الحقوق من المسئول أمام الله أولًا ثم أمام الناس، وإعطاء كل الحقوق لأصحابها.
وقال حامد الجابري، معلم بـ إدارة الساحل التعليمية، إنه لم يصرف مقابل الحصص الزيادة على النصاب حتى الآن، كما أكدت أمنية، معلمة بإحدى مدارس الشيخ زايد بـ 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، أن معلمات رياض أطفال لم يصرفنّ مستحقاتهن المالية من بداية العام الدراسي حتى اليوم.
وزير التعليم: تأخر مستحقات مُعلمي الحصة نتيجة عدم استيفاء الأوراق... نعمل على حل المشكلات بشكل سريع.
محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني
أكد محمد عبداللطيف، وزير التربية والتعليم، خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد يوم الأربعاء بمقر العاصمة الإدراية لشرح نظام "البكالوريا" الجديد بديل الثانوية العامة، أن شكاوى صرف مستحقات المعلمين المتعاقدين بالحصة نتيجة عدم استيفاء الأوراق والشروط وبيانات الحسابات البنكية، مضيفا: "نعمل على حل المشكلات التي تصل لنا بشكل سريع"، وأكد أيضًا أن الوزارة تسعي لاعفاء قيمة مجموعات التقوية من الضرائب لتحسين الأوضاع المالية للمعلمين.
متحدث التربية والتعليم لـ النهار: تعليمات واضحة من الوزير بصرف مستحقات المعلمين في أسرع وقت وتم تدبير الاعتماد المالي
شادي زلطة، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم
أكد شادي زلطة، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، أنه هناك تعليمات واضحة من الوزير محمد عبد اللطيف، بصرف مستحقات المعلمين المُستعان بهم للعمل بالحصة، وكذلك المعلمين القائمين بأداء حصص زائدة عن النصاب القانوني المقرر لهم وحصولهم على مستحقاتهم المالية.
وأضاف المستشار الإعلامي في تصريح خاص لـ النهار أن الوزارة حددت آليات وإجراءات صرف مقابل أداء الحصص في أسرع وقت ممكن، وتم تدبير الاعتماد المالي بمعرفة الجهات المختصة، ويتم تحويل المستحقات إلى المديريات التعليمية المختصة، وتقوم المديريات بتحويل المستحقات إلى الإدارات التعليمية المختصة شهريا وقبل مواعيد استحقاقها بوقت كافي ويتم اعتماد جدول الحصص الفعلي الذي تم أداؤه فعليا في نهاية الشهر من مشرفي المادة بالمدرسة، والوزارة تتابع صرف مستحقات المعلمين.
خبراء التعليم: تأخر المستحقات المالية للمعلمين سينعكس سلبا على مستقبل الطلاب...وقد يضطرون لترك العمل من أجل تأمين لقمة العيش
أكد الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة والخبير التربوي، أن المقابل المادي الذي يحصل عليه معلمو الحصة والمعلمون على المعاش نظير قيامهم بالتدريس محفزا لهم، حتى وإن كان رمزيا وقليلًا، فإنه يشعرهم بالانتماء إلى وزارة التربية والتعليم ومهنة التدريس ويكسبهم قدرا من الشعور بالأهمية والتفاؤل حيث إنهم يأملون في الانضمام يوما ما لوزارة التربية والتعليم بشكل رسمي.
الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة القاهرة والخبير التربوي
وكشف الخبير التربوي في تصريحات خاصة لـ "النهار" أنه عند تأخر صرف مستحقاتهم في الوقت الذي تنفق فيه الوزارة مبالغ كبيرة على أمور أقل أهمية من المعلم، فإن الأمل يتحول إلى إحباط والشعور بالفخر يتحول إلى شعور بعدم التقدير وتنخفض دافعيتهم للعمل ويفقدون الحماس والعمل، موضحًا أنه بدلا من مساعدة الوزارة لتنفيذ خطة التطوير سيكونون عقبة في طريقها وسيكون لحديثهم السلبي أثره السيئ في نفوس العاملين بالمدرسة حتي من المعلمين المعينين.
وتابع: المشكلة الأكبر أنهم قد يضطرون لترك العمل من أجل تأمين لقمة العيش ويتركون أماكنهم فارغة كرة أخرى أو قد يلجأون إلى أساليب أخرى للتعويض كفرض الدروس الخصوصية على الطلاب واستغلال التقييمات للضغط عليهم
بينما يرى الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس أن تأخر المستحقات المالية لمعلمي الحصة سينعكس سلبا على مستقبل الطلاب
الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس
قال الدكتور تامر شوقي، الخبير التعليمي، إن معلمي الحصة والمعلمين بالمعاش لهم دور فعال في حل مشكلة عجز أعداد المعلمين التي عانى منها النظام التعليمي منذ سنوات.
أضاف أستاذ علم النفس التربوي في تصريح خاص لـ "النهار" أن معلمي الصحة أسهموا في عودة الطلاب إلى المدارس مرة أخرى، بالإضافة إلى دورهم في تطوير المنظومة التعليمية وانخفاض ظاهرة الدروس الخصوصية، مشيرًا إلى أن معلمي الحصة فوجئوا بخصم جزء من المبالغ المخصصة لهم، والمشكلة تكمن في أن الوزارة لم تصرح لهم بذلك منذ التعيين.
وأضاف الخبير التعليمي، أن تأخر المستحقات المالية يخلق شعور لدى المعلم بعدم الرضا عن وظيفته، ويفكر في تغيير المسار الوظيفي، كما أنه من الممكن أن يقصر في الشرح الدروس للطلاب، والمهام المطلوبة منه، نتيجة عدم تقديره مادية مما ينعكس بالسلب على مستقبل الطلاب، ومن الممكن أن يؤدي ذلك إلى مشكلات بين معلمي الحصة والمعين.
وطالب الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، وزارة التربية والتعليم سرعة صرف مستحقات معلمي الحصة والمعلمين بالمعاش، لأنهم ركيزة أساسية في العملية التعليمية بالإضافة إلى دورهم في سد عجز أعداد المعلمين.