مثمنا اختيار بلاده”ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب” :
سفير سلطنة عمان بالقاهرة عبد الله بن ناصر الرحبي ل”النهار” : علاقاتنا تاريخية مع مصر....وسوريا لا يجب ان تغيب عن الحاضنة العربية
ثمن سفير سلطنة عمان لدى مصر عبد الله بن ناصر الرحبي المندوب الدائم لدى الجامعة العربية العلاقات التاريخية والمتميزة بين بلاده ومصر مؤكدا أنها علاقات ممتدة وتتسم بالتنسيق الدائم في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية .
وقال الرحبي في حواره ل"النهار" ان هناك اهتماما مشتركا من قبل القيادتين المصرية والعمانية ممثلة في جلالة السلطان هيثم بن طارق والرئيس عبد الفتاح السيسي تجاه القضايا الراهنة وهناك تطابق في الرؤى تجاه ضرورة حل الأزمات في المنطقة عبر الحوار والعمل على تحقيق الاستقرار المنشود.
وفي هذا الاطار أكد الرحبي أهمية الدعم العربي لسوريا لحماية سيادتها ووحدة اراضيها وعودتها للحضن العربي ، مشيرا في هذا السياق إلى اهمية الوزاري الدولي الذي عقد مؤخرا بالرياض والذي شهد اجماعا على
ضرورة دعم الشعب السوري الشقيق وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة المهمة من تاريخه، ومساعدته في إعادة بناء سوريا كدولة عربية موحدة، مستقلة آمنة لكل مواطنيها، لا مكان فيها للإرهاب، ولا خرق لسيادتها أو اعتداء على وحدة أراضيها من أي جهة كانت.
كما عبر الوزاري ايضا عن دعم عملية انتقالية سياسية سورية تتمثل فيها القوى السياسية والاجتماعية السورية، تحفظ حقوق جميع السوريين وبمشاركة مختلف مكونات الشعب السوري، والعمل على معالجة أي تحديات أو مصادر للقلق لدى مختلف الأطراف عبر الحوار وتقديم الدعم والنصح والمشورة بما يحترم استقلال سوريا وسيادتها، مع التأكيد على أن مستقبل سوريا هو شأن السوريين، وضرورة الوقوف إلى جانب خيارات الشعب السوري، واحترام إرادته.
وقال الرحبي ان هناك وفدا عمانيا زار سوريا خلال اليومين الماضيين والتقى "الشرع" وهو ما يعكس اهتمام حكومة سلطنة عمان بضرورة تحقيق الاستقرار في سوريا باعتبارها عنصر أساسي في محيطنا العربي ، مضيفا ان السلطنة أكدت في تصريح لوزير الخارجية حول الاتصالات الهاتفية التي اجريت مع الجانب السوري إيمانها بضرورة ان يكون هناك حوار وان يكون الامر فيما يتعلق بسوريا يخص السوريين أنفسهم وعدم التدخل الخارجي ، بالإضافة إلى أهمية الدعم العربي لسوريا كي تخرج من محنتها وكي تكون فاعلة في محيطها العربي ونأمل ان تعمل مخرجات اجتماع الرياض على تحقيق نتائج ايجابية نحو سلام واستقرار سوريا .
وحول مدى تأثير المتغيرات الراهنة على فعالية سوريا بالجامعة العربية خاصة بعد عودتها منذ عدة شهور للحضن العربي ، قال الرحبي أن سوريا لم يغب عن الجامعة العربية منذ قرار عودتها ولا يوجد أي حديث عن عدم فعاليتها بالجامعة العربية ، بل هناك تطلع من جميع الدول العربية والمجتمع الدولي لأن يسود السلام والأمن والاستقرار في سوريا وأن يشارك الجميع الطيف السوري في ادارة سوريا المستقبل ، وأن يتحقق ذلك دون تدخلات خارجية .
وحول التباين العربي تجاه سوريا قال الرحبي لا اعتقد ان هناك تباينا عربيا تجاه سوريا ، فهي بلد مهم أسهم في تأسيس الجامعة العربية وتربطها بمصر علاقة قوية ومتينة وكانتا يوما ما دولة واحدة وبالتالي لا اعتقد ان هناك تباين في وجهات النظر في المحيط العربي انما تأكيد على ضرورة ان يكون وضع سوريا المستقبلي عبر السوريين انفسهم ورفض التدخلات الخارجية وان تكون هناك مشاركة في ادارة سوريا من قبل الطيف السوري وهذا مطلب عربي ودولي ونتطلع لذلك وان يكون هناك دستور يشارك الجميع في إعداده يفضي نحو الاستقرار والسلام.
وحول رؤيته للزيارة المثمرة للدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية مؤخرًا لسلطنة عمان والتنسيق والتعاون المشترك بين البلدين الشقيقين قال السفير الرحبي أن هذه الزيارة جاءت في اطار العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين ومن اجل التشاور حول القضايا المختلفة لاسيما في هذه المرحلة الراهنة التي تشهد امتنا العربية تحديات كبرى موضحا انها كانت زيارة ناجحة بكل المقاييس وعكست التطابق في الرؤى بين البلدين واتضح ذلك من خلال تصريحات وزير الخارجية بدر البوسعيدي ونظيره المصري د. بدر عبد العاطي .
وسبق هذه الزيارة احتفال السلطنة بذكرى مرور خمس سنوات على تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم والذي شكل مناسبة لاتخاذ قرارات تخص الانسان العماني وشأنه ، لافتا إلى ان عمان تمضي قدما بقيادة جلالة السلطان هيثم نحو المستقبل بأفق متطور مع الاستفادة من تقنيات العصر لتحقيق ازدهار خلال هذه السنوات في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولتسير عبر نفس النهج الذي عبر عنه جلالة السلطان هيثم في اول خطاب له في التعاطي مع القضايا السياسية ، والذي يرتكز على أسس احترام دول الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين ، وحل الخلافات عبر الحوار وهو ما تؤكد عليه السياسة العمانية وهو ما جعل السلطنة تحظى بثقة واحترام كافة الدول، وهي تلعب دورا مهما في محيطها العربي لحل الأزمات وتخفيف التوترات بالمنطقة .
وحول اختيار بلاده ضيف شرف لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال56 خلال المقررة الشهر الجاري
قال السفيرالرحبي ان معرض القاهرة الدولي للكتاب عيد سنوي للثقافة والمعرفة في العالم العربي ينتظره الناشر والقارئ والكاتب مثمنا اختيار بلاده لهذا التكريم، وشكر القائمين على هذا العرس الثقافي المشهود، متمنيًا أن تكون صورة عُمان بعده أكثر وضوحًا وأن تكون الثقافة العمانية بفضل هذا الاختيار أكثر حضورًا في المشهد الثقافي العربي.واضاف ان الاختيار يأتي تأكيدا لأواصر عمانية مصرية تمتد في التاريخ لآلاف السنين .