هل ستصبح كندا الولاية الـ51؟
ترامب والتلويح بضم كندا للولايات المتحدة.. هل سينجح؟
كندا تقع في الجزء الشمالي لقارة امريكا الشمالية، والتي تحتوى على دول قليلة بالنسبة لبقية القارات، حيث يحدها من الجنوب الولايات المتحدة الامريكية، تعتبر كندا دولة مستقلة ولكنها قابلعة تحت التاج الملكي البريطاني، كنتيجة لتفاهمات امريكية بريطانية حول الاراضي الكندية والتي يعود تاريخها إلى اواخر القرن التاسع عشر، ففي أثناء تأسيس الولايات المتحدة كانت هناك العديد من الدعوات لضم كندا إلى الولايات المتحدة، ولكن التفاهمات التي قامت وسجلها كتب التاريخ توضح انها دولة مستقلة ولكن بتبعية للتاج البريطاني.
لم تأخذ كندا المنظور الدولي الا منذ فترة وجيزة، من خلال تصريحات قوية من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي ألمح بضمها كولاية تابعة للولايات المتحدة الأمريكية!
في محاولة منا لفهم القصة بشكل جيد حاولنا ان نقراء الارقام ونحلل المشهد حتى يتسنى لنا فهم الإشكالية في فهم دولة كندا، وكونها دولة مستقلة في قرارها ام تابعة، وهل ستحدث تغيرات جغرافية وسياسية جديدة على الساحة الدولة تعيد تشكيل حدود الدول ام انها مجرد تصريحات ربما تكون عابرة ام لها بُعد سياسي لم نأخذه في الحسبان بعد.
الأرتباط الأقتصادي الكندي الأمريكي في الوقت الحالي
العلاقات الأقتصادية ما بين كندا والولايات المتحدة تتخذ مسار رئيسي في التجارة ما بين البلدين، كوضع طبيعي نتيجة للحدود المشتركة والتي يتشاركان فيها بشكل كبير، مما يسهل الأرتباط الأقتصادي، فيتم بشكل يومي تبادل بضائع بقيمة 2.7 مليار دولار أمريكي ما بين البلدين، وتذهب 75% من الصادرات الكندية إلى الولايات المتحدة مما يجعلها مورد رئيسي لها، فضلاً عن وجود كثافة سكانية كبيرة قريبة من الحدود الأمريكية على بُعد 150 كيلو متر تقريباً، تلك الكثافة السكانية تشكل 90% من المجتمع الكندي، ليس هذا فقط، بل التعاون في مجال الطاقة التي يشكل صمام امان للولايات المتحدة، فأكثر من 50% من النفط الخام الذي تستورده الولايات المتحدة يأتي من كندا، وذلك مقارنة بأحصائيات عام 2016 والتي كانت تستورد فيه الولايات المتحدة 33% من النفط من كندا.
فضلاً عن ان كندا تحتل المركز الرابع في تعدين عمله البيتكوين، واول دولة توافق على إنشاء صندوق له، فهي تتمتع بمزايا مستقبلية تمكنها من إحتلال مكانه حقيقية في العالم.
فهل الترابط الأقتصادي سيأخذ منحى مختلف في سبيل أكبر تحقيق اكبر منفعة جيوسياسية على حساب التاج الملكي، ام هناك أبعاد أخرى لم تتكشف بعد؟
ضم ام مجرد تصريحات لها أبعاد سياسية؟!
ترامب: سيتم فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع البضائع الكندية ما لم تقم كندا بمنع المهاجرين على الحدود ومكافحة تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة.
يختلف السياسيون والأقتصاديون حول الأحداث الحالية، فمنهم من يرى البُعد الأقتصادي للولايات المتحدة ومدى القوة التي ستكتسبها من خلال ضم كندا للولايات المتحدة، وهناك رأي اخر يرى انها مجرد تصريحات سياسية الهدف منها الحصول على مكاسب إقتنصادية تمكن الولايات المتحدة من انعاش اسواقها في خضم ازمة التضخم الداخلية والعالمية والتي تؤثر بشكل كبير على قوة أمريكا في العالم.
الداخل الكندي ومدى تأثره بتصريحات ترامب!
في أستطلاعات رأي حديثة تم إجرائها تم ايجاد 82% من المنديين يعارضون بشدة الانضمام إلى الولايات المتحدة، في رفض قاطع للمساس بسيادتهم وهويتهم السياسية والثقافية، حيث كان الرأي الغالب لكبار السن مقارنة بالشباب، على الرغم من وجود اصوات شبابية في كندا تمتنع عن أخذ رأي سياسي حول الموضوع، فالتقارب الكندي الأمريكي موجود ولا يمكن إنكاره، وسواء تم الضم ام لا فلن يغير الكثير حول الاوضاع الحالية في كندا.
وفي استطلاع رأي اخر يرى 40% من الشباب الكنديين ان الأنضمام إلى الولايات المتحدة له العديد من الفوائد، الأقتصادية والإجتماعية والسياسية، مما يوضح ان هناك حالة من الأنقسام في التوجه بداخل المجتمع الكندي.
ويعزز هذا الانقيام وجود ابواق سياسية واعلامية تتبنى فكرة الانضمام، مثل إيلون ماسك وكيفين أوليري وأخرون.
الجدير بالذكر بأنه بعيداً عن إستطلاعات الرأي تواجه كندا العديد من المشكلات، اخرها إستقالة رئيس الوزراء الكندي "ترودو" وإستقالة نائبه، فضلاً عن الانهيار السياسي في الداخل الكندي، ويظهر ذلك في تبعية كندا في مجلس الأمن وكافة المحافل السياسية الدولية للأتجاة الأمريكي والبريطاني، وابضاً التضخم الحادث في الأقتصاد الكندي وارتفاع تكاليف السكن والأعتماد بشكل كلي على الولايات المتحدة الامريكية أقتصادياً وسياسياً وعسكرياً.
هل النضمام كندا للولايات المتحدة سيحدث فارق في الدولتان؟
الحقيقة لا أحد يعرف ما سيحدث مستقبلاً، ولكن ينبغي الأنتظار فيما بعد تولي ترامب الرئاسة وتسلمه مقاليد الحكم في الولايات المتحدة، فهي ما ستوضح أهل كانت تلك مجرد تصريحات ام إتجاه سياسي سيحاول ترامب تنفيذه بكل السبل والاليات، على الرغم من تابعية كندا للتاج البريطاني الشكلية، فهل ستتخلى بريطانيا عن احد مقاطعاتها بشكل سلس ام سيتم التوصل إلى اتفاقات جديدة لاعادة ترسيم خريطة العالم ؟
إذن، هل ستصبح كندا الولاية الـ51؟