اللواء رأفت الشرقاوي: التصدي للشائعات يتطلب جهوداً مكثفة وتوعية المجتمع
أكد اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية السابق للأمن العام على أنه نفى مصدر أمنى صحة ما تم تداوله منشور بعدد من الصفحات الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية عبر مواقع التواصل الإجتماعى بشأن التحذير من قيام بعض الأطفال بإحدى محطات السكك الحديدية ببيع مناديل بها مخدر لإحدى الفتيات لمحاولة خطفها.
ولفت المصدر أن المنشور المشار إليه قديم سبق تداوله خلال يونيو 2017، وتم فحصه آنذاك حيث تبين عدم صحة تلك الإدعاءات، وأن ذلك يأتى ضمن مخططات الجماعة الإرهابية لتزييف الحقائق وترويج الشائعات من خلال إعادة نشر أخبار
قديمة والإدعاء بكونها وقائع حديثة لمحاولة إثارة البلبلة بعد أن فقدت مصداقيتها بأوساط الرأى العام، كما وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال مروجى تلك الإدعاءات.
وقال اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية السابق للأمن العام إن وسائل التواصل الإجتماعى أصابت المجتمع المصرى والعالم بظواهر غريبة منها الشائعات ونشر الفتن وهدم القيم واعلاء قيمة سفهاء القوم إلى أعلى المراتب ، وأصبح الشباب والفتيات لا يهووا أو يقلدوا أو يقتدوا الا بهذة الشرذمة القليلة فى المجتمع المصرى أو العالمى ، ولا يتشبهوا أو يسروا فى ركب العلماء أو المثقفين ، وهذة هى الطامة الكبرى التى تسببت فيها وسائل التواصل الإجتماعى ، أعذانا الله واياكم من شرور هذة الفتن.
وأضاف اللواء رأفت الشرقاوي: تمثل الشائعات ظاهرة من الظواهر الاجتماعية الخطيرة، المنتشرة في المجتمعات المختلفة، وهي متلازمة إنسانية تطورت عبر التاريخ، وتعد من قبيل الحروب النفسية، التي تنتشر في ظل التوترات الاجتماعية، السياسية، والاقتصادية، وتسري لتحقيق مستهدفات مطلقيها ومروجيها في تضليل الرأي العام، وإثارة الفتن، وشق الصف المجتمعي، وتؤسس لحالات من عدم الاستقرار والاضطراب، وشحن الوضع الداخلي، وتتسم بسرعة انتشارها، خاصة في عصر التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد مساعد وزير الداخلية السابق للأمن العام أن التصدى للشائعات وتحصين الرأي العام من آثارها ، يتطلب جهودًا مكثفة وواعية من المجتمعات ومن المؤسسات المختلفة والأفراد ، لتحقيق مناعة وطنية تجهض مخططات المغرضين، الساعين للنيل من لُحمتها وتماسكها، بتعزيز القيم الدينية لدى أفراد المجتمع، بما يقربهم من تعاليم الدين وأحكامه، التي ترتقي بالأخلاقيات والضمائر إلى أعلى مستوياتها - وترسيخ
وأشار إلى أن مفاهيم الانتماء الوطني، وتضمينها المناهج التعليمية، والممارسات الوظيفية، لتقوية المناعة الوطنية ضد خطر الشائعات - والتأكيد على دور وسائل الإعلام المختلفة، والإليكترونية ، واستخدامها في المبادأة بتقديم الأخبار الصادقة، وكشف الحقائق والوقائع والأحداث، بصورة شفافة وسريعة وواسعة الانتشار - إعداد برامج تأهيلية توعوية، لتعميق دور الأسرة، في تربية أفراد ذوي قيم وأخلاقيات، تسهم في قدرتهم على الفرز والتجنيب، لدحض الشائعات ومنع انتشارها - مد جسور الثقة بين المواطنين والمسئولين، من خلال المصارحة والمكاشفة، فيما يرغبون في الحصول عليه من معلومات واستفسارات، بشأن القضايا محل اهتمامهم - التوعية القانونية، لدى أفراد المجتمع، بالعقوبات المقررة للشائعات ومطلقيها، ومروجيها - قيام الأجهزة الأمنية بتتبع مصادر الشائعات ومروجيها، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم .
ولفت إلى أن الصدق من القيم النبيلة التي حث الإسلام ، وأكد عليها، واهتم بها، فالصدق خلق جليل من أخلاق دين الإسلام العظيم، وأساس من أسسه القويم، بها تنصلح الأحوال وتستقيم موازين الحياة.
موضحا: الأمم تعيش وتعاني أزمة الصدق ؛ فإذا تحقق الصدق في جوانب الحياة عمّ الأمن وساد الأمان في المجتمعات والأوطان، ولفتح الله -سبحانه وتعالى- علينا بركات من السماء والأرض، ولحل رغد العيش في مجتمعنا، محذرًا من مخاطر ضياع الصدق ، وأن ضياعه ناقوس خطر يُنذِر بقرب قيام الساعة، فالصدق واجب في كل جوانب حياة المسلم ابتداءً من المنزل في معاملة الزوجين وتربية الأولاد والمعاملة مع الجيران وحتى في المجتمع والوطن ككل.
مشيرا: نفحات الله سبحانه وعطاياه لعباده أكثر من أن يحصيها عبدٌ، فالله سبحانه وتعالى صاحب الفضل العظيم لقوله تعالى: ﴿ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾، ولكن هذه المنح والعطايا تتطلب من العبد أن يتحلى بالأمانة في أدائها والقيام بها، فكل عمل لا تُراعَى فيه أمانة أدائه يكون عملا هشا غير متقن يخلو من الإخلاص ويكون أقرب إلى النفاق.
ولفت اللواء رأفت الشرقاوي إلى أن سيدنا محمد صل الله عليه وسلم ﷺ بيّن فضل الأمانة في قوله ﷺ) :لا إيمانَ لمن لا أمانةَ له، ولا دينَ لمن لا عهدَ له)، وقوله ﷺ: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)، لافتا إلى أن الحث على الأمانة بدا جليا في القرآن الكريم فقال الحق سبحانه: ﴿الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ ﴾، وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾، وقال أيضا: ﴿الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ}.