صناعة القرار من خلال مراكز الأبحاث والدراسات في مصر
خبيرة في الشأن الاسرائيلي: إسرائيل تشرح المجتمعات العربية بالتفاصيل.. ونحن مازلنا نعتبر دراسة إسرائيل داخلياً من المحرمات!
الأهم من مجرد صناعة القرار هو انه يتم إتخاذه بناء على معلومات وبيانات صحيحة تخدم الواقع وتستشرف المستقبل، لذا فأهم من إتخاذ القرار هو كيفية صناعته، لذلك نجد في مصر العديد من المراكز البحثية المتخصصة والتي تساهم بشكل جاد في صناعة القرار في مصر.
لبيان مدى فاعلية تلك المراكز المتخصصة حاورنا د هبه جمال الدين رئيس قسم الدراسات المستقبلية والخبيرة في الشان الاسرائيلي بمعهد التخطيط القومي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية
- مراكز الدراسات والأبحاث في مصر كيف يمكن أستخدامها في صناعة القرار
مراكز الفكر هي عقل الدول تساهم في رسم خطط التنمية واستشراف المستقبل واشتقاق السياسات لدعم صانع القرار والمساهمة في منظومة التخطيط القومي، فلا يتم اختيارها في ضوء التبعية؛ حكومية ام خاصة، وانما في ضوء الثقة والعلاقات مع بعض الشخصيات المؤثرة
- دور المراكز الخاصة في مصر وإشتراكها في صناعة القرار
فقد تجد مراكز خاصة اكثر تاثيرا من مراكز حكومية وفد يكون السبب فيما تمتلكه من ادوات للتاثير في صانع القرار، بمعني اخر اعلم كيف تخاطبه؛ عن طريق اوراق السياسيات وملخصات السياسيات وغيرها من ادوات المناصرة والدفاع والمطالبة.
- سبب إغفال دور مراكز الدراسات الخاصة بالعلوم الأنسانية
مراكز الفكر اصبحت تهتم بالابعاد الاقتصادية والمتغيرات العالمية واغفلت دورها في دراسة الابعاد الاجتماعية ولم تعد تهتم بتوطين وتطوير وانتاج المعرفة، لذا تجد ما نلاحظه من الفجوة في اولوياتها واحتياجات المجتمع وبعضها طغي عليها البعد الكمي والنمذجة لتتحول لمكاتب تسويق، وليس مراكز فكر لتعالج مشكلات المجتمع وآلامه، وتعود بعض الاسباب الي قيادة تلك المراكز وسيطرة الرغبة في الربح والمادية.
- سلبيات عدم الأهتمام بالدراسات الأفريقية فيما عدا العقد الأخير
وفي خضم ذلك لم تهتم بفرع جد مهم كالدراسات الافريقية واهتمت بقضايا اخري لا تخص السياق الوطني والاقليمي مما افقدنا التعرف علي مستجدات الاوضاع بالقارة وافقدنا احد ادوات القوة الناعمه فمراكز الفكر تسمي بشبه سفارات quasi embassies.
- ما سبب عدم إستمرار مراكز الدراسات المتخصصة كمركز الدراسات اليهودية بجامعة المنصورة نموذجاً
الدراسات الإسرائيلية واليهودية لم يعد لها اهتمام، واصبحنا كباحثين نعاني الامرين لنشر دراسة مهمة او كتاب، فلم تعد هناك قنوات للنشر، والموجود يخشي التقاطع، وكأن إسرائيل لم تعد محل اهتمام وكان دراستها من المحرمات، في المقابل تجد إسرائيل تشرح المجتمعات العربية وخاصة مصر بالدراسة والتحليل، ما نشهده الان بالمنطقة يضعنا امام تحدي مهم لدراسة إسرائيل، واستشراف وضعها، وكيف تخطط للمستقبل، وهو الأمر الذي يحتاج لمنظومة بحثية وفكرية مهمه وتعاون بحثي جاد. وقد يكون احد اسباب تراجع دور تلك المراكز التمويل ونقص الخبرات والتخصصات.