هل انتهت المباراة الاستراتيجية بين تركيا وروسيا في سوريا
في اعقاب السقوط السريع لنظام بشار الاسد المريب والذي لم يصمد امام زحف المعارضة المسلحة سوي احد عشر يوما وما تبعها من انكشاف حقائق استراتيجية مخزية تمثلت في ان الاسد نفسه سلم احداثيات قواته المسلحة بنفسه لتل ابيب حتي لا تستهدفه شخصيا قبيل فراره الي روسيا وهنا يبرز السؤال في ابرز الخاسرين من المشهد السوري وهي روسيا الاتحادية .
يقول العميد خالد عكاشة الخبير الامني والاستراتيجي ان بالتأكيد ان المباراة الاستراتيجية لم تنتهي بعد فهما يحفظان بعضهما البعض بأكثر مما يمكن لأحدهما ولم يستطيع احدهما تحقيق نصرا كاسحا علي الاخر كما يبدو علي الاقل الان واثناء الفصل الاخير لأسقاط نظام الاسد وفي لحظة حاسمة منه ابلغت موسكو وطهران ان في حال تدخلهما عسكريا للحيلولة دون تحقيق الهدف فستضطر للتدخل علي الفور.
واضاف عكاشة ان ايران المنهكة تلقت التحذير وانشغلت بلملمة اذرعها واموالها وملابسها او ما تبقي منها وقد ادركت انها بارادة واعية لن تقدم فلسا واحدا من جهدها اسنادا للنظام الوظيفي الحليف واليوم باتت روسيا وفد تحاوزت التهديد التركي وعادت تقيم الامر وفق حساباتها الخاصة التي هي بالضرورة تتحاوز الاحتفاظ بأحد حلفائها الي ما هو ابعد وهو ما ظهر جليا نفذت روسيا من قاعدة حميم الجوية 45 طلعة جوية لضبط ايقاع المشهد فقط والسقوط المرتقب وشراء بعض الوقت اللازم تمهيدا لسحب الاسد الي موسكو وهي اول خطوة في الخطة البديلة اعقبها خطوات عاجلة لكنها مرتبة لخوض اشواط عديدة لمباراة مفتوحة وستحرص موسكو الي الابقاء عليها مفتوحة حتي يتم استدعائها او السماح لها بالعودة مرة اخري.
واشار عكاشة بالنسبة لروسيا سوريا بالنسبة لها استثمار طويل الاجل لن تترك عوائده تصب في الخزينة التركية طويلا فروسيا تمتلك مهارة فائقة وادوات قادرة علي افساد اية ترتيبات لا تحفظ لها الحد المقبول من مصالحها خاصة عندما تكون تركيا في صفوف الفريق المقابل وهي عقيدة تنافس تاريخية لم تطوي بعد والاسابيع القادمة تكشف عما سيجري من تنافس بين روسيا وتركيا في الساحة السورية.