بعد سقوط بشار ... هل تتخلّى طهران عن تطلعاتها التوسعية بشكل دائم؟

السؤال الملح اليوم بعد التغييرات الكبيرة التي طرأت في الأيام الماضية، والضربة القاصمة للوجود والمشروع الإيرانيين في المنطقة؛ هل تتخلّى طهران عن تطلعاتها التوسعية بشكل دائم؟ أو أنها اتخذت خطوةً للخلف كجزء من الترتيبات الإقليمية والدولية التي دفعت بهذا الانهيار السريع لنظام الأسد؟
وما هي إلا ساعات قليلة من إعلان سقوط بشار الأسد، ومغادرته العاصمة دمشق، التي باتت في يد الفصائل المسلحة، حتى أعلن الجيش الإسرائيلي عن توغله داخل الأراضي السورية، فارضاً ما أسماها منطقةً عازلةً مؤقتةً، وتزامن ذلك مع انسحاب كامل للإيرانيين من الأراضي السورية، وفق ما أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام.
المشاهد الثلاثة السابقة تزامنت مع تراجع في حدّة التصريحات الإيرانية تجاه إسرائيل، وهو ما يفتح تساؤلاً ملحاً حول الأدوار التي يمكن أن يلعبها ما سُمّي لسنوات "محور المقاومة"، والذي تقوده إيران، ما بعد سقوط نظام الأسد الذي كان يُعدّ أحد أبرز الأوراق التي تعتمد عليها طهران في تسويق إستراتيجيتها في المنطقة، حتى أن المرشد الإيراني علي خامنئي سبق أن وصف بشّار الأسد بأنه "مقاوم ومقاتل كبير".