فى ذكرى ميلاده.. قصة خلاف صاحب الألف لحن رياض السنباطي مع كوكب الشرق
متفرد، مبدع، فيلسوف الموسيقى العربية، ألحانه ذات طابع كلاسيكي، أعماله أحد روائع الزمن الجميل، صاحب أعظم الألحان التي بلغت 539 عملًا، أبدع مع كوكب الشرق، ولون صوت جارة القمر، لحن لأسمهان، ونجاة الصغيرة، وعبد المطلب، وهدى سلطان، وميادة الحناوي وغيرهم، إنه الرائع رياض السنباطي الذى تحل اليوم ذكرى ميلاده ال 118.
ولد رياض محمد السنباطي في 30 نوفمبر عام 1906 في مدينة فارسكور بمحافظة دمياط، لأب مطرب وعازف عود هو الشيخ محمد السنباطى، وكان وحيدًا بين شقيقاته البنات حيث انتقل السنباطى مع الاسرة إلى المنصورة وتعلم فى مدارسها وظهر شغفه بالموسيقى والغناء منذ كان طفلا فتعلم العزف على القانون، وتعلم من والده الأدوار والموشحات القديمة، واتجه رياض إلى تعلم العود وبدأ يحيى الحفلات حتى ذاع صيته ولقب ببلبل المنصورة.
خلاف رياض السنباطي وكوكب الشرق أم كلثوم
قدم رياض مع أم كلثوم أعمالاً خُلدت فى تاريخ الموسيقى والغناء العربي، واعتبر النقاد أغنيتهما «الأطلال» أفضل أغنية عربية فى القرن العشرين على الإطلاق، وبعد أن لحن السنباطي لأم كلثوم 282 أغنية وقصيدة، نشأ بينهما خلاف ويقول رياض إن سببها المال، بينما رأت أم كلثوم أن سببها تكاسل السنباطي عن التجديد في العمل.
بسبب هذا الخلاف اتجهت أم كلثوم لمدة 3 سنوات للتعاون مع ملحنين آخرين مثل الموجي وبليغ، واتهمت السنباطي بتكرار الألحان في الأغنية الواحدة، لذا فهو يستحق مقابل مادي أقل من المتفق عليه.
بسبب هذا الخلاف بدأ السنباطي في انتقاد أغاني أم كلثوم في حواراته الصحفية، واصفًا أغانيها بالشعبية، ولكن سرعان ما عادت علاقتهما لطبيعتها حتى وفاة أم كلثوم، وقدم لها ألحانا عظيمة من بينهما "ظلموني الناس"، و"جددت حبك ليه"، و"ليلي ونهاري".
أهم ألحانه
لحن رياض السنباطي طوال حياته أكثر من 530 عملًا في الأوبرا والأغنية الدينية والسينمائية، وكانت أشهر أغانيه مع أم كلثوم، ولعل أشهرها أغنية "الأطلال"، و"على بلد المحبوب وديني".
لحن لنجاة الصغيرة واحدة من أشهر أغنياتها وهي الأغنية الدينية "إلهي ما أعظمك" من كلمات حسين السيد التي غنتها نجاة عام 1963. كما لحن لعبد المطلب أغنية "شفت حبيبي" من كلمات الشاعر عبد الباسط عبد الرحمن.
من الألحان الرائعة التي قدمها السنباطي أيضًا لحن أغنية "إن كنت ناسي أفكرك" لهدى سلطان وهي من كلمات محمد علي أحمد.
يعد رياض السنباطى هو الملحن الموسيقى العربى الوحيد الذى نال جائزة اليونسكو العالمية عام 1977، باعتباره «الموسيقى المصرى الوحيد الذى لم يتأثر بأي موسيقى أجنبية وأنه استطاع بموسيقاه التأثير على منطقة لها تاريخها الحضارى».
وفاته
رحل المبدع رياض السنباطى عن عالمنا 10 سبتمبر عام 1981، تاركا إرثًا فنيًا كبيرًا شاهد على موهبته، ومدرسة يتعلم منها الكثيرون ولا تزال شهرته ذائعة حتى الآن في مصر والعالم العربي كله، وبقيت ألحانه تعيش في قلب ووجدان محبيه.