العارضات الافتراضيات.. موضة رقمية تتحدى الواقع وتعيد تعريف معايير الجمال
ظاهرة العارضات الافتراضيات باتت من أبرز الموضوعات التي تشغل اهتمام صناعة الأزياء والإعلانات حول العالم، بتصميمات تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، تمتاز هذه العارضات بواقعية مدهشة تجذب جماهير ضخمة وتحقق أرباحاً تتجاوز أحياناً عارضات الأزياء الحقيقيات.
من أشهر هذه الشخصيات "أيتانيا لوبيز"، العارضة الافتراضية الإسبانية، التي حازت على متابعين كثر بفضل شخصيتها وأسلوب حياتها المصمم ليشبه المؤثرين الواقعيين.
تم تطوير "أيتانيا" من قبل وكالة "كلولس" التي اعتمدت على تقنيات متطورة لخلق شخصية تشعر المتابعين بواقعيتها. تصميم صورها ومقاطع الفيديو يعتمد على أسلوب دقيق في التلاعب بالضوء والظل، مما يعطي مظهراً واقعياً للصور ويعزز تفاعل الجمهور.
كما أنها تقدم محتوى يتناول جوانب حياتية، مما يجعل متابعيها يشعرون بأنهم يتابعون شخصاً حقيقياً، ويتفاعلون مع حياتها واهتماماتها.
الجدل حول هذه الظاهرة يتركز على الترويج لمعايير جمالية غير حقيقية، حيث يتم تسويق نمط حياة مثالي وغير واقعي. وكالة "كلولس" بررت ذلك بأنه لا يختلف عن الصور المعدلة للعارضات الحقيقيات في وسائل الإعلام، حيث أصبح من الطبيعي استخدام الفلاتر والتعديلات للوصول إلى الجمال المثالي في صور الأزياء.
العارضات الافتراضيات تعكس تأثير التكنولوجيا على صناعة الأزياء، وتطرح تساؤلات عميقة حول ما إذا كانت هذه الشخصيات ستظل أداة تسويق فعالة، أم أنها ستواجه مقاومة من الجمهور على المدى الطويل بسبب افتقارها للواقعية الإنسانية.