السنوار كرم أبطاله..
”قبضة الأحرار” دراما عن الحرب سبقت الواقع
لم يكن الفن يوماً بمنأى عن الواقع الذي نعيشه، وربما كان سابقاً بخطوات هذا ما أكده المسلسل الفلسطيني "قبضة الأحرار" الذي عُرض في أبريل 2022، وتطرق إلى كثير من تفاصيل خطة معركة "طوفان الأقصى"، ما دفع رئيس حركة المقاومة يحيى السنوار إلى تكريم أبطاله في مايو 2022، مؤكدًا أن "أدائهم فاق الخيال".
وصف السنوار المسلسل بـ "الجهد الجبار"، قائلاً إن هذا العمل الفني لا ينفك ولا ينفصل أبدًا عن إعداد كتائب القسام واستخباراتهم ومجالات عملهم المختلفة، وأنه يأتي ضمن الجهود الفلسطينية للتحرير والعودة إلى الأراضي المحتلة، مضيفًا أن للمسلسل تأثيرًا كبيرًا على وعي الشعب الفلسطيني والأمة.
ولعل المصطلحات العسكرية التي انتشرت منذ اندلاع عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023 مثل "المسافة صفر" والتي ظهرت في فيديوهات كتائب القسام، قد ظهرت أولاً في مسلسل "قبضة الأحرار"، وكأنه كان "بروفة" لتلك العملية.
"قبضة الأحرار" روى أحداث عملية عسكرية قام بها المقاومون الفلسطينيون وراء خطوط الاحتلال، محققين نصرًا باختراق أنظمة المراقبة الإسرائيلية وأجهزة الاستخبارات قبل أن يتمكنوا من أسر العديد من الإسرائيليين، في ضربة شبيهة بما حدث في "طوفان الأقصى".
ركز المسلسل على نجاح عملية الاقتحام واعتلاء المقاومين الدبابات الإسرائيلية واقتياد أسرى منهم إلى غزة، كما صور النزوح الجماعي للمستوطنين وتوفير الدعم الأمريكي للاحتلال بمختلف أنواعه.
توقف العمل عند حالة التخبط التي أصابت العدو بعد نجاح العملية، لتطل إحدى القيادات الإسرائيلية قائلة: "إن ما يحدث هو معركة ستقضي على دولة إسرائيل بالكامل أو بروفة لذلك"، وفي مشهد آخر يصرخ قيادي: "مجموعة صغيرة من المقاتلين تخلي إسرائيل تطلب مساعدة من أمريكا".
وفي سبتمبر 2023 أعلن فريق عمل "قبضة الأحرار" عن التجهيز لجزء ثانٍ من المسلسل بعنوان "نغزوهم"، ووقعوا عقود العمل قبل أربعة أيام من "طوفان الأقصى"، ليتم عرضه في رمضان 2024، مؤكدين أنه سيعرض دور المقاومة في قطاع غزة وقدرتها على مواجهة الاحتلال، وكذلك دور وحدة الساحات في إدارة المعركة مع العدو.
ولكن كان للاحتلال رأي آخر؛ ففي سبتمبر 2024 استشهد الممثل الفلسطيني رشاد أبو سخيلة بطل مسلسل "قبضة الأحرار"، عن عمر 23 عاماً، بقصف إسرائيلي استهدف مركز الإيواء في مدرسة "الفاخورة" بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
ورغم ما قيل عن أن هذا العمل كان ردًا على مسلسل "فوضى" وغيره من المسلسلات التي طرحت سردية الاحتلال وخاصة عن جواسيسه وأسست لها، إلا أن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أن "قبضة الأحرار" تحول إلى فعل أصلي دخل من باب الدراما، ووثق واقعًا عاشه الشعب الفلسطيني بعده بعام، ما جعله أقرب للواقع المتجدد.
المسلسل للكاتب فارس عبد الحميد، ومن إخراج محمد خليفة بمشاركة حسام أبو دان، وإنتاج دائرة الإنتاج الفني بغزة، وبطولة الفنان رشاد أبو سخيلة، وأحمد فياض، وغسان سالم، وحامد حسونة، ورائد قنديل، وجواد حرودة، وزهير البلبيسي، وحسن الخطيب، وصفاء حسني، ونيفين زيارة، ورائدة أبو دية، وميرفت محمود، وضياء بارود، وأحمد النجار.