هل سيتكرر سيناريو احتلال الجنوب اللبناني 1982 مرة اخري ؟
بمباركة إدارة الرئيس الأمريكي بايدن علي الهجمة البربرية الإسرائيلية التي طالت أحياء كاملة في العاصمة اللبنانية بيروت ، ومحت قري جنوبية من خريطة وأطلس لبنان واجماع مرشحا الرئاسة الأمريكية في اعطاء إسرائيل الحق الكامل في الدفاع عن مجالها الحيوي ومباركة اغتيال نصر الله.
حول هذا الموضوع تحدث العديد من المحللين بشأن تداعيات اغتيال الاحتلال الإسرائيلي للأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، على لبنان وعلى المنطقة العربية .
يقول اللواء أركان الحرب طارق سمير الخبير الإستراتيجي ودراسات الأمن القومي ، أن إسرائيل أقرب لتكرار سيناريو احتلال وحصار بيروت عام 1982 والتي استمرت قرابة 70 يوما وأعقبها تواجدا طويلا للاحتلال في جنوبي لبنان واحتلال كافة القري في الشريط الحدودي من الناقورة غربا مقر قوات اليونيفيل وهي قوات حفظ السلام في لبنان الي جبل الشيخ في أقصي الشرق بل واشترت جانبا من جيش الجنوب واسمته ميليشيات جيش لبنان الجنوبي بقيادة العقيد في الجيش اللبناني انطوان لحد الذي فر تحت هجمات المقاومة هاربا الي داخل الخط الازرق الي شمالي اسرائيل عام 2000 وتمتعت قري الجنوب بشمس الحرية هناك من جديد.
واليوم يمارس نيتنياهو نفس مخطط بيجين وباجماع قوي اليمين وتدعيم مركزه في الكتيست بضم جدعون ساعر الي حكومته ليزداد انصاره الي 68 مقعدا وتحشد اسرائيل قواتها للتدخل البري ونتوقع حدوثه في اية لحظة.
واضاف اللواء سمير ان اسرائيل تعلم جيدا ان حربها البرية 2024 ستكون مختلفة عن سابقتها لان الجرح اللبناني غائرا ، لذا نتوقع أن تتكبد اسرائيل خسائر فادحة في الارواح والمعدات ونطالب الامم المتحدة وشعوب العالم المحبة للسلام أن تضغط علي أمريكا لوقف حمام الدم في لبنان ، لأن الوحيدة التي تملك كبح جماح اسرائيل هي امريكا وبريطانيا في المرتبة الثانية.
كما أكد الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني بجامعة القدس ، إن إسرائيل "ذاهبة إلى أبعد مدى لتصفية حسابها بالكامل مع لبنان وحزب الله وخلق منطقة عازلة في الجنوب اللبناني ورجح أن إسرائيل مقبلة على عملية برية تجتاح خلالها جنوب لبنان.
وأشار الرقب بأن النجاحات التي حققها نتنياهو ضد حزب الله فتحت شهيته ، لذلك رأينه اليوم يقصف أربع مناطق مختلفة ( غزة ، بيروت ، سوريا ويقصف في اليمن الحديدة ) ، وبالتالي من الواضح أن نتياهو يشعر بأنه ينتصر وخاصة بعد أغتيال إسماعيل هنية أرتفعت شعبيته ، وبعد أغتيال حسن نصرالله أرتفعت شعبيته بشكل كبير جداً ، وحزب الليكود الذي كان يحصل على 15 مقعد ، اليوم استطلاعات الرأى تعطية 25 مقعد.
حيثُ أن نتنياهو زادت شعبيته التي لا تتجاوز 30 % ، اليوم أصبحت تتجاوز 60% داخل الشارع الإسرائيلي ، كل ذلك نتيجة نجاحته في القرارات وليس في عملية التنفيذ ، وهذا هو سر استمرار نتنياهو في هذه الحرب على لبنان.
وختم حديثه قائلاً أعتقد أن نتنياهو لا يميل إلى تسوية الآن ، إلا بعد أن ينفذ جزء من الاجتياح البري ليفرض الشروط على لبنان والدولة اللبنانية ، ونتنياهو يريد أن تعود الدولة اللبنانية في فرض نفوذها وإضعاف قوة حزب الله ، إذا كان المشهد يساعد إسرائيل في تحقيق شروطتها مع الحومة اللبنانية حينها تتسوجه لمشهد الذهاب نحو موضوع الهدنة والتسوية السياسية .