في آخر حوار له قبل تعيينه نائبا للرئيس بشار الاسد :
وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حوار ل” النهار”: علاقاتنا مع مصر راسخة ..وجاهزون لتطبيع العلاقات مع تركيا عندما تقرر الانسحاب من الأراضي السورية
- إسرائيل لا تريد سلاما في المنطقة ..ولا توجد شروط لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم
أكد فيصل المقداد وزير خارجية سوريا ان العلاقات المصرية - السورية عميقة وراسخة عبر التاريخ معربا عن تطلع بلاده لمزيد من التعاون والازدهار مع مصر خاصة في ظل التحديات التي تشهدها المنطقة بسبب التصعيد الإسرائيلي الذي بات يهدد بحرب مفتوحة وشاملة ستنعكس تبعاتها على كل دول المنطقة .
وقال المقداد في آخر حواره له ل" النهار" قبل تعيينه نائبا للرئيس السوري ، ان إسرائيل تشن حربها منذ قرابة العام على قطاع غزة بالإضافة إلى اعتداءاتها على لبنان واليمن وسوريا ودول اخرى ، لذا ركز الوزاري العربي الأخير الذي عقد بالقاهرة مؤخرا على ضرورة التضامن العربي ومساندة الشعب الفلسطيني وضرورة وقف آلة الحرب الصهيونية بحقه ، فاسرائيل ترتكب جرائم ضد الإنسانية وجرائم ابادة بشرية ودمار كامل في المناطق الفلسطينية سواء كانت في قطاع غزة او الضفة الغربية وهو مايفضح الخطط الصهيونية ، فاسرائيل لا تريد السلام في منطقة الشرق الاوسط بل تريد الارض ولا تريد شعبا فلسطينيا على ارضه ، وهذه الحقيقة باتت مكشوفة امام الرأي العام العالمي .
واكد المقداد اهمية توحيد الموقف العربي ازاء ما يحدث على الساحة الفلسطينية والذي يؤثر على كل الدول العربية الاخرى، وضرورة الاستفادة من التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني ، خاصة وان النوايا الاسرائيلية ومن خلفها نوايا الدول الغربية انكشفت امام المسؤول والمواطن العربي .
مضيفا ان القضية الفلسطينية تحظى بدعم وتضامن شعبي عربي أيضا وتفهم كامل .
وقال اننا اطلعنا الوزاري العربي على الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا وخاصة الجولان السوري ومناطق سورية اخرى .
وشدد المقداد على ضرورة وجود اجراءات عربية ملموسة من اجل اجبار اسرائيل على التراجع عن خططها المدمرة التي تحاول من خلالها تهجير الشعب الفلسطيني واقامة دولة اسرائيل الكبرى.
ومن هنا اؤكد ان كل الدول العربية الان لديها الارادة الصلبة لمواجهة التحركات الصهيونية.
وحول فرص سوريا لاستعادة علاقاتها عربيا واقليميا قال المقداد ان سوريا تحظى حاليا بعلاقات واسعة مع معظم الدول العربية ولدينا تفاؤل بأن العلاقات السورية العربية ستكون في احسن أحوالها ، فنحن دائما في سوريا مهما تعرضنا لأزمات نبقى متفائلين لأننا نمثل الضمير الحي للأمة وللشعوب العربية .
وعن المخاوف من اندلاع حرب اقليمية شاملة في ظل التصعيد الإسرائيلي ،قالا المقداد: لاشك ان الشهية الاسرائيلية لكسب مزيد من الأراضي العربية أصبحت واضحة واؤكد ان دولنالعربية تتحمل مسؤولياتها لعدم توسيع دائرة الحرب الصهيونية سواء في الأراضي الفلسطينية او خارجها وتوحيد المواقف لمنع امتداد هذه الحرب .
العلاقات التركية -السورية :
وحول امكانية استعادة العلاقات السورية التركية قال المقداد : نحن لا نضع شروطا على بدء علاقات عادية او طبيعية بين تركيا وسوريا لكن نضع متطلبات نجاح أي عملية مباحثات بين البلدين ومن أهم هذه المطالب هو أن يكون هنالك موقف تركي لا يمكن ان يفسر خطأ وهو ان تركيا ستنسحب من الأراضي التي تحتلها في شمال سوريا ، وعندما تتوفر هذه المتطلبات الاساسية ونتفق على جدول أعمال محدد يتناول كافة الاهتمامات التي تثيرها تركيا ، مضيفا ان الجانب التركي يتفهم ايضا الاهتمامات التي يثيرها الجانب السوري ، وبصراحة نحن نريد من تركيا امورًا محددة فيما يتعلق باللاجئين السوريين ومكافحة الارهاب الذي انطلق من تركيا باتجاه سوريا والانسحاب التركي من الأراضي السورية ، فلا يمكن أن تبنى علاقات طبيعية بين بلدين في ظل وجود للاحتلال ، ولذلك عندما تقرر تركيا ان تنسحب من الأراضي السورية فنحن جاهزون .
قمة الأسد وأردوغان :
وعن وساطة موسكو لعقد لقاء بين الرئيس بشار الاسد ونظيره التركي اردوغان قال المقداد : في الحقيقة تبذل جهود من عدة اطراف سواء من قبل موسكو او العراق او الجمهورية الإسلامية الايرانية في هذا الاطار ، لكن نؤكد دائما لكل هؤلاء الاصدقاء ان العامل الأساسي لأي تغيير في الموقف السوري من تركيا هو استعدادها للانسحاب من اراضينا .
وحول انعقاد الاجتماع الوزاري للجنة الاتصال العربية بشأن سوريا مؤخرا والمأمول من هذه اللجنة التي تضم كلا من وزراء خارجية: سوريا، الأردن، السعودية، العراق، لبنان، مصر، بالإضافة للأمين العام للجامعة العربية قال المقداد نأمل ان تكون هذه اللجنة جزءا لا يتجزأ من من الجهد العربي التام من أجل عودة الأوضاع إلى طبيعتها في سوريا .
وعن اهم القضايا المطروحة على اجندة هذه اللجنة اوضح المقداد ان : تركيا لديها قضيتين الاولى تتعلق باللاجئين والثانية هي الارهاب اما نحن في سوريا فلدينا ثلاثة قضايا الاولى تتعلق بالانسحاب التركي من الأراضي السورية المحتلة والثانية : اللاجئين، والثالثة : مكافحة الارهاب خاصة وان هناك العديد من التنظيمات المسلحة المدعومة من تركيا، وفي حال وجود رغبة حقيقية في صنع السلام واعادة العلاقات على ماكانت عليه والتفرغ بشكل كامل لمواجهة العدوان الاسرائيلي على الفلسطينيين فان الأمور ستعود لطبيعتها ، فلن نقبل بأي حلول تكون على حساب وحدة شعب وأرض سوريا .
العلاقات العربية التركية:
وحول ما إذا كانت هناك اي جهود عربية لعقد لقاء سوري تركي على هامش الوزاري العربي الذي حضره وزير خارجية تركيا قال المقداد : لا ..فالدول العربية تعرف الوضع القائم والمتطلبات التي طرحها الرئيس بشار الاسد للحل.
مصر وسوريا علاقات تاريخيّة :
وعن العلاقات بين دمشق والقاهرة قال المقداد انها تسير نحو الأفضل ونحن متفائلون بأننا نسير بشكل مشترك لاعادة العلاقات إلى الزخم والحرارة التي كانت تتمتع بها دائما .
وعن المباحثات الدائمة مع لبنان قال المقداد اننا دائما نتشاور مع لبنان حول افضل الصيغ للحفاظ على وضع هادئ خاصة فيما يتصل بالقضايا التي تثير الاهتمام مثل قضية اللاجئين السوريين في لبنان ونؤكد دائما انه لا توجد شروط لعودة هؤلاء اللاجئين إلى وطنهم موضحا انه ليس ما يشجعهم هو العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا وانما وجود المدارس والمشافي والمنازل وهذا الامر يحتاج لدعم عربي ودولي .
قمة بغداد ودعم سوريا :
واعتبر المقداد ان انعقاد القمة العربية المقبلة في العراق يشكل فرصة جديدة لتوحيد كل الجهود ومواقف ورؤى العرب تجاه قضايانا المشتركة وفي طليعتها القضية الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي للجولان السوري والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وعلى الأماكن المقدسة وعلى دول اخرى وكل ذلك يحتاج لموقف عربي داعم والتضامن والتكامل الاقتصادي ايضا في ظل المتغيرات الراهنة .