العصيان يمتد.. و«الإخوان» يحاولون إجهاضه

اتسعت رقعة العصيان المدنى لتضم محافظات جديدة، رغم تجاهل «الرئاسة» والحكومة، حيث وصل قطار العصيان أمس إلى الدقهلية والغربية، فيما دعا مشايخ سيناء إلى سلسلة احتجاجات تستمر 10 أيام، يحمل كل يوم مطلباً جديداً تحت شعار «10X10». 

وبدأ المعتصمون فى ميدان التحرير، تطبيق العصيان فى القاهرة أمس، بإغلاق «مجمع التحرير»، وطالبوا موظفى «المجمع»، بإخلائه، بينما وقعت بعض المشادات مع المواطنين الذين جاءوا لإنهاء أعمالهم، قبل أن يضع «الثوار» الحواجز الحديدية أمام البوابات لمنع الدخول، ورفعوا لافتات: «الوطن يريد إسقاط النظام»، ودعا المعتصمون إلى قطع مترو الأنفاق من محطة السادات، وكوبرى أكتوبر، وحصار دار القضاء والمبانى الحكومية لحين إسقاط النظام. 

وشهد اعتصام بورسعيد تطوراً نوعياً بعد مشاركة العشرات من ضباط وأفراد الشرطة فى المسيرات، وتحركهم فى مسيرة للتضامن مع مطالب الأهالى، انطلقت من أمام قسم شرق إلى شارع «محمد على». 

وتوقفت مظاهر الحياة اليومية فى المنصورة، بعد إعلان موظفى ديوان المحافظة والسائقين انضمامهم للعصيان المدنى الذى دعت له القوى السياسية، وقطع المتظاهرون الطرق الرئيسية وأنزلوا الموظفين من السيارات ومنعوهم من التوجه إلى أعمالهم، وأغلقت المحال والشركات أبوابها. كما وزع النشطاء بيانات تدعو المواطنين للتوقف عن دفع فواتير الكهرباء والإضراب عن العمل. وحطم متظاهرون زجاج سيارة طارق قطب، عضو «الإخوان» فى مجلس الشعب «المنحل»، رداً على محاولته إثناءهم عن العصيان. 

وقطع محتجون السكك الحديدية، بمدينة المحلة، وأوقفوا قطارات العمال، ومنعوا العمال من التوجه إلى المصانع، وطافت سيارات تحمل مكبرات صوت شوارع المدينة لدعوة الأهالى للمشاركة فى العصيان. ودعا مشايخ شمال سيناء إلى سلسلة احتجاجات لمدة 10 أيام تبدأ من غدٍ، وتشمل مدن العريش والشيخ زويد وبئر العبد ومنطقة وسط سيناء. 

وفى الإسكندرية، تظاهر العشرات أمام محكمة الحقانية لدعوة المواطنين للمشاركة فى العصيان المدنى، ووزعوا بيانات تطالب بمقاطعة الحكومة وعدم دفع فواتير المياه والكهرباء والغاز. 

فى المقابل، وضع تنظيم الإخوان خطة لإجهاض العصيان، معتبراً أن من يقف وراءه «بلطجية»، وتضمنت الخطة التحضير للقاء قريب يجمع الرئيس محمد مرسى بأهالى بورسعيد لإرضائهم، مع طرح مشروعات جديدة لتوسيع استفادة المواطنين من حملة «معاً نبنى مصر»، وما تقدمه من خدمات. 

وقال صابر أبوالفتوح، القيادى بتنظيم الإخوان: «هناك مبادرة لعقد لقاء بين الرئيس وأهالى بورسعيد قريباً». وأضاف أن «ما يحدث فى بورسعيد هو إجبار بعض البلطجية، الناس على ترك عملهم، والهدف جرنا لمواجهات فى الشارع وهذا لن يحدث». 

وقال على نجم، القيادى بحزب النور: إن دعوات العصيان المدنى فى ظل الأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد أمر مرفوض، لأنها تتجاهل المصلحة العامة. ووصف الدكتور حمدى عرفة، أمين عام الإدارة المحلية بحزب الوطن السلفى، العصيان المدنى بالخطر الذى يؤثر على المواطنين دون الحكومة، وقال : «صندوق الانتخابات هو الحل للتغيير السياسى وليس العصيان». وقال الدكتور طلعت عفيفى، وزير الأوقاف، فى تصريحات أمس: إن المستفيد الوحيد من الدعوة للعصيان المدنى وتعطيل مرافق الدولة هم أعداء الوطن الذين يحلمون بوقف مسيرته نحو إعادة البناء.