النهار
الإثنين 30 ديسمبر 2024 07:59 مـ 29 جمادى آخر 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

الدكتورة يارا عبد الجواد الناجية من مذابح غزة والتي فقدت الغالبية العظمي من اهلها تروي للنهار مأساتها :

الدكتورة يارا عبد الجواد مع نوفل البرادعي محرر النهار
الدكتورة يارا عبد الجواد مع نوفل البرادعي محرر النهار

عشنا اهوال يوم القيامة وقرابة 350 شخص من الاقارب راحو تحت انقاض البرج بغزة

  • اكلنا علف الحيوانات وورق الشجر وكيلو الطماطم الان يتجاوز 1000 جنيه مصري في غزة

الدكتورة الصيدلانية الفلسطينية يارا عبد الجواد شابة بنت ال 27 عاما وام لطفلتين لارا 6سنوات وتيا 3 سنوات وتتلقي العلاج حاليا برفقة جدتها في تركيا وهي تأمل ان تلحق بهم في غضون ايام للم شمل الاسرة واستكمال العلاج في تركيا عاشت يارا المأساة الغزية منذ البداية وشاهدت بأم عينها المجازر واحزمة النار والبراميل المتفجرة والقنابل الغبية الامريكية التي تخترق التحصينات والكتل الخرسانية وهو ما اجهز علي برجهم السكني في غزة وحوله الي كتلة من التراب ومسح قرابة ال 350 شخصا من اقاربها وحولهم من دفتر الاحياء الي سجل الشهداء .

وقالت الدكتورة يارا كلمة مأساة انسانية علي ما نعيشه قليلة جدا حرفيا نحن شاهدنا جانبا من اهوال يوم القيامة من اعمال القتل والتدمير والابادة الجماعية وكل شيء غير موجود في غزة والامكانات الطبية نادرة والعمليات الجراحية اجراها لنا الاطباء بدون تخدير حتي الخيام غير متوفرة وكنا نسكن في برج المهندسين في النصيرات وكانوا في برج امن جدا وقصفته اسرائيل بالصواريخ والبراميل ومسحت البرج تماما واستشهد تقريبا جميع من في البرج وعثرنا علي اشلاء الشهداء ومنهم والدي وباقي افراد العائلة واصبنا بحروق من الدرجة الثالثة من نهاية اكتوبر الماضي وخرجنا فقط من فترة قليلة وظللنا تحت الانقاض وكنا نسمع الاشقاء يقولون الحقونا احنا اتحرقنا وبنتي انقذتها من النار وتعرضت للحرق وقطع اصابعي وعملت قرابة 25 عملية جراحية مختلفة لي شخصيا .

واضافت الدكتورة يارا في تصريحاتها الخاصة للنهار دخلنا العمليات الجراحية انا وبناتي في وقت واحد ولا يوجد اي مكان لاسعاف الناس والممرضة اعطتنا محلول مسكن قليل وهو الموجود وعانينا الامرين في التضور جوعا من اكل اوراق الشجر وعلف الحيوانات ولا توجد اي سلع بالكاد نستطيع الوصول اليها بأسعار خيالية فمثلا كيلو الطماطم يتجاوز 1000 جنية مصري ان وجد .

وتقدمت الدكتورة يارا بالشكر الجزيل وبلا حدود للاطباء والضباط المصريين العظام في كم التسهيلات والخدمات والاسعافات والغذاء المقدم لنا وحولونا علي مستشفي السلام التخصصي لتلقي العلاج وكل الشكر للرئيس السيسي ووزارة الدفاع المصرية علي كم التسهيلات وتقديم كل الرعاية الطبية والمعيشية التي قدمها الشعب المصري العظيم لغزة واهالي الضحايا والمصابين وخرجت من فترة قصيرة من المستشفي وحصلت علي تأشيرة الي تركيا لكي الحق بامي وابنتي الصغري 3 سنوات والتي ربما نسيت ملامحي تقريبا عام لم اراها وهي مصابة بحروق كبيرة .

واضافت الدكتورة يارا اننا منذ الدخول من معبر رفح اللقاء اخوي ولم نشعر قط اننا في بلد غريب قط مصر هي البلد العربي الكبير الذي يحتضن الكل واخواني الفلسطينيين الموجودين حتي الان في القطاع يحيون الدور الكبير الذي يقوم به الرئيس السيسي بهدف وقف العدوان وحرية ايصال المساعدات الي القطاع وانقاذ الناس من المجاعة وامراض سوء التغذية والامراض الوبائية التي يعانيها الناس هناك .

وعن اغرب المشاهد التي عاشتها الدكتورة يارا قالت في تصريحاتها للنهار حسبنا الله ونعم الوكيل ونحن تحت الانقاض والتراب يغطينا وكنت اقول لامي لارا بنتي استشهدت وشقيقي نفس الشيء ونطقنا الشهادة واخيرا اخي قال يا ماما عاوزين نعيش وفجأة تحرك حجر كبير كان فوق ماما واخرجونا ورشوا علينا الماء ونقلونا بالاسعاف كنا نتنفس بالاكسجين وظللت بدون تنفس حتي المستشفي الا ان ارد الله لنا الحياة مرة اخري ولي شقيق طبيب ابلغوه ان والدك استشهد وفتش في 200 جثث اشلاء لم يجده وظل ينبش الانقاض 3 ايام للبحث عن جثة الاب الي ان وجدها .

واضافت الدكتورة يارا لنا تواصل بعض الشيء مع اهلنا شمال محور نتساريم وممنوع الدخول من غزة الي الشمال والعكس وكيلو الطماطم الان اكثر من 1000 جنيه في شمالي غزة ولم نري ابدا عناصر المقاومة قط وليسوا موجودين في تنظيم اية خدمات للفلسطينيين.

وقالت الدكتورة يارا اتقدم بجزيل الشكر لسعادة السفير التركي بالقاهرة علي تسهيله لم شمل اسرتي والشكر موصول للكاتب الصحفي الكبير حسين الزناتي وكيل نقابة الصحفيين علي استقبالي بالنقابة والشكر للكاتب الصحفي ايمن عامر بمؤسسة اخبار اليوم علي مساندته لنا .

نحن ارض الرباط ونحن صامدون ونحن دفعنا ثمنا باهظا للدفاع عن ارضنا في غزة وان شاء الله نقيم دولتنا علي كامل التراب الوطني الفلسطيني ولن نسمح للغرباء بالبقاء في ارضنا .