«داود» خلال مشاركته في مؤتمر «وسطية الإسلام» بجامعة الملايا الماليزية....يؤكد: مناهج الأزهر الشريف تقوم على محاربة التطرف والإرهاب
أكد الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن مناهج الأزهر الشريف تتسم بالوسطية والاعتدال وتقوم على محاربة التطرف والإرهاب؛ جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الدولي حول وسطية الإسلام بجامعة الملايا الماليزية أقدم جامعة في ماليزيا.
وقال رئيس جامعة الأزهر في كلمته: الحمد لله الذي جعل الأزهر الشريف قبلة العلم، وأرسى عماده، ورفع لواءه، وأعلى قدره، وأبقى في العالمين ذكره، وصلى الله على سيدنا محمد الذي جعل العلماء ورثة الأنبياء؛ فأنزلهم بأعلى المنازل، ولم يرض لهم إلا أن يكونوا لأنوار النبوة وارثين...من مصر المحروسة، كنانة الله في أرضه، من عبق الأزهر الشريف؛ التحية والسلام، وخالص الحب، وصادق الود لدولة (ماليزيا) التي أحبت مصر وأحبتها مصر، وأحبت الأزهر الشريف وأحبها الأزهر الشريف، الذي قال عنه أمير الشعراء أحمد شوقي:
قُم في فَمِ الدُنيا وَحَيِّ الأَزهَرا وَاِنثُر عَلى سَمعِ الزَمانِ الجَوهَرا
وَاِجعَل مَكانَ الدُرِّ إِن فَصَّلتَهُ في مَدحِهِ خَرَزَ السَماءِ النَيِّرا
وَاِذكُرهُ بَعدَ المَسجِدَينِ مُعَظِّمًا لِمَساجِدِ اللَهِ الثَلاثَةِ مُكبِرا
وَاِخشَع مَلِيًّا وَاِقضِ حَقَّ أَئِمَّةٍ طَلَعوا بِهِ زُهرًا وَماجوا أَبحُرا
كانوا أَجَلَّ مِنَ المُلوكِ جَلالَةً وَأَعَزَّ سُلطانًا وَأَفخَمَ مَظهَرا
وقال الدكتور سلامة داود، عن مناهج الأزهر الشريف ودورها في تحصين طلابه من التطرف والإرهاب: اسمحوا لي أن أستشهد لذلك بشاهد ترونه رأي العين وتعيشون معه ويعيش معكم، أستشهد بأبنائكم من خريجي الأزهر الشريف في ماليزيا، وهم بالآلاف بفضل الله تعالى، هل رأيتم منهم بعدما درسوا في الأزهر الشريف إلا أنوار الفكر الوسطي الذي تعلموه في الأزهر الشريف على أيدي شيوخه وعلمائه؟ إن ثقتكم فيما تلقونه من العلم في الأزهر الشريف جعلتهم أمناء في بلادكم على التعليم والدعوة والقضاء والإفتاء، بل هم الأمناء أيضًا في الطب والصيدلة والهندسة والتجارة، وكان منهم في بلادكم المباركة الوزراء والسفراء والمسئولون في القيادة العليا.
جهود فضيلة الإمام الأكبر في مواجهة التطرف الفكري
وأوضح رئيس الجامعة أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، له جهود تذكر فتشكر في مواجهة التطرف الفكري وتعزيز قيم الحوار الحضاري والتعايش السلمي ونصرة المستضعفين، مدللًا على ذلك بوثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلته مع البابا فرانسيس بابا الفاتيكان في دولة الإمارات عام 2019م واعترفت بها الأمم المتحدة، وهي من أهم وثائق التعايش السلمي ونبذ التطرف والإرهاب في التاريخ الحديث.
الأزهر الشريف يحارب التطرف والإرهاب
وأضاف رئيس الجامعة أن الأزهر الشريف بجميع قطاعاته يقوم على محاربة التطرف والإرهاب بمناهجه في التعليم قبل الجامعي في أكثر من أحد عشر ألف معهد أزهري في جميع محافظات مصر ومراكزها وقراها، يدرس فيها نحو ثلاثة ملايين طالب وطالبة، ثم في التعليم الجامعي في جامعة الأزهر التي تقترب كلياتها من مائة كلية في جميع محافظات مصر، وهي الجامعة الأولى على جميع جامعات مصر الحكومية حسب تصنيف التايمز الدولي.
المنظمة العالمية لخريجي الأزهر هي العقد الذي يجمع جميع خريجي الأزهر
وقال رئيس الجامعة: إن المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف هي العقد الذي يجمع جميع خريجي الأزهر، ويقدم لهم خدمات جليلة في التعليم والتوعية والدعوة والثقافة والأنشطة والتدريب، مشيرًا إلى أنها تأسست عام 2007م على يد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتشرف قيادتها اليوم أن تكون معكم في هذا المؤتمر برئاسة مولانا فضيلة الدكتور عباس شومان، رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر الشريف.
مرصد الأزهر يرصد الفكر المتطرف، ويَرُدَّ عليه بأكثرَ من ١٤ لغةً عالمية
وواصل رئيس الجامعة حديثه حول جهود الأزهر الشريف في مواجهة التطرف من خلال (مرصد الأزهر) الذي أنشىء في عهد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب؛ ليرصد الفكرَ المتطرفَ الهَدَّامَ في جميع أنحاء العالم ويَرُدَّ عليه بأكثرَ من أربعَ عَشَرَةَ لغةً عالمية، إضافة إلى ذلك نجد الرواق الأزهري الذي انتشر في جميع محافظات مصر، وهو تعليم غير نظامي يقوم على تحفيظ القرآن الكريم للصغار والكبار وتدريس العلوم العربية والشرعية.