البطاطس تقفز إلى 35 جنيهاً.. التقاوي المستوردة تشعل الأزمة والدولة تبحث عن حل
نقيب الفلاحين:
إنتاج تقاوي البطاطس محليا صعب بسبب عدم ملائمة المناخ المصري
قد نستغرق 10 سنوات لإنتاج تقاوي محلية بمواصفات جيدة
إنتاج التقاوي مثل القنابل النووية وهناك دول معينة تحتكرها
ارتفاع الأسعار مؤقت ووقف التصدير سيسبب خسائر فادحة للفلاح والدولة
متحدث الزراعة:
نهتم بالبحث العلمي وإنتاج أصناف جديدة من التقاوي محليا
التوسع في المساحات المنزرعة وتلبية احتياجات المزارعين لزيادة الإنتاجية
رئيس مركز البحوث الزراعية:
إنشاء تحالف مع القطاع الخاص لحل الأزمة من جذورها وإنتاج التقاوي محلياً
عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب:
تخصيص منطقة في توشكي لمشروع تقاوي البطاطس
المشروع يستهدف إنتاج 20 ألف طن تقاوي صيفي هذا العام
الاستغناء عن تقاوي البطاطس المستوردة خلال 4 سنوات
اختفت البطاطس من على موائد غالبية الأسر مع ارتفاع سعرها بشكل كبير لتتخطى 35 جنيهاً في الأسواق، وهناك عدة أسباب وراء هذا الارتفاع الجنوني خلال الفترة الأخيرة، لعل في مقدمتها ارتفاع سعر طن التقاوي المستوردة إلى نحو يصل إلى 150 ألف جنيه للطن لأول مرة، الأمر الذي أدى بدوره إلى تقلص المساحات المنزرعة بسبب ما يطلق عليهم مافيا التقاوي، فهل تتحرك الدولة للتحرر قبضة التقاوي المستوردة والاعتماد على تقاوي محلية لتجنب الأزمات وإحداث التوازن في الأسعار؟!.
كشف حسين أبوصدام نقيب الفلاحين، أن سبب الأزمة تكمن في نقص التقاوي المستوردة هذا الموسم بسبب ارتفاع أسعارها بشكل كبير، والتي وصلت إلى 110 آلاف طن من أصل 145 ألف طن، موضحا أن إنتاج تقاوي البطاطس المحلية يواجه صعوبة بسبب عدم موائمتها للمناخ المصري، كما يحتاج جهود علماء كبار على فترات طويلة لإنتاج تقاوي متطورة ذات إنتاج وفير بمواصفات معينة تصلح للتصدير والاستهلاك المحلي.
وأوضح «أبوصدام» في حديثه لـ«النهار»، أن إنتاج تقاوي البطاطس محليا يحتاج دعم مادي ومعنوي وإرادة وهي المتوفرة في ظل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال توجيهاته للبدء في المشروع القومي لإنتاج الخضر والفاكهة، ولكن لا توجد خبرة كافية وكذلك الإمكانات المادية، فضلا عن التوقيت الكبير للوصول إلى نتائج مرضية في النوع والجودة والإنتاجية والذي قد يصل إلى 10 سنوات أو أكثر.
وأكد أن سبب ارتفاع الأسعار الأساسي للبطاطس في السوق هذه الفترة، هو ارتفاع سعر التقاوي المستوردة مما أجبر بعض المزارعين لاختيار تقاوي محلية أرخص وأقل إنتاجًا وعزوف البعض عن زراعة البطاطس خوفًا من الخسائر لأن التقاوي تمثل نحو 60% من تكلفة زراعة البطاطس.
واستكمل أن موضوع التقاوي مثل القنابل النووية، فهناك دول معينة تحتكر تقاوي البطاطس ولا تسمح بنقل الخبرة في إنتاجها لدولة آخرى وفقا للقانون الدولي، فهناك مزارعين تعرضوا للحبس نتيجة زراعة أصناف من العنب غير مسموح بها.
وأضاف نقيب الفلاحين، أن مصر نجحت في إنتاج أصناف ممتازة من تقاوي الأرز من خلال علماء بمراكز البحوث، ولم يلقوا دعما معنويا على الأقل من خلال تكريم على سبيل المثال.
وفجر مفاجأة قائلا:" ليس لدينا تقاوي بطاطس مصرية محلية، فهي منتجة من التقاوي الأجنبية ما يطلق عليها "كسر محلي" ، وهي ذات إنتاجية منخفضة"، مشيرا إلى أن ارتفاع الأسعار مؤقتا، وستتراجع الأسعار بعد 3 أشهر مع حصاد العروة الجديدة، موضحا أن وقف تصدير البطاطس في الوقت الحالي غير مجدي والخسارة ستكون كبيرة للفلاحين والدولة من قرار مثل هذا، لأنه سيزيد المعروض عن حاجة السوق وتتراجع الأسعار بشكل غير مسبوق، ويخسر الفلاحين كما تخسر الدولة عملة صعبة".
وتابع نقيب الفلاحين أن مصر تزرع 600 ألف فدان بطاطس سنويا تشمل 3 عروات تنتج 7 ملايين طن ونحتاج محليا 5 ملايين طن ، ولكي لا يتم تكرار الأزمة العام المقبل لابد من استيراد 145 ألف طن تقاوى العام ، ومكافحة غش الأنواع وتشديد الرقابة على السوق لضبط أسعار تقاوي البطاطس، ففي بعض الأحيان يبيع المستورد التقاوي للفلاح بضعف الثمن، مشددا على ضرورة دعم الفلاح خاصة في مستلزمات الإنتاج.
أما الدكتور طارق محمود أستاذ الإرشاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية، أكد أن المشكلة مادية وتكمن في عدم توافر إمكانيات إنتاج التقاوي المحلية، فمصر ممتلئة بعقول عظيمة وكفاءات بشرية ممتازة قادرة على إنتاج تقاوي محلية ذات إنتاجية عالية وتنافس المستوردة.
وأضاف لـ«النهار»، أنه إذا تم توفير المعامل والأماكن والعوامل المساعدة للباحثين، سنحتل المرتبة الأولى على العالم في إنتاج التقاوي وعدم اللجوء للاستيراد.
في المقابل، قال الدكتور محمد القرش، المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، لـ«النهار»، إن قطاع البطاطس من القطاعات الحيوية في الوزارة، وجرى تصدير أكثر من مليون طن هذا العام.
وتابع القرش إنه يجري العمل على التوسع في المساحات المنزرعة لزيادة الإنتاجية وتلبية احتياجات السوق وتصدير الفائض، موضحا أن التغيرات المناخية أثرت بشكل كبير على الإنتاج، كما نهتم بالبحث العلمي وإنتاج التقاوي واستنباط أصناف جديدة ضمن مشروع إنتاج تقاوى الخضر والفاكهة محليا، ويتم التنسيق لتلبية احتياجات المزارعين من أسمدة ومستلزمات إنتاج بتوجيهات الدكتور علاء فاروق وزير الزراعة.
وزف الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية بشرى سارة لإنتاج تقاوي البطاطس في مصر تمهيدا للاستغناء على التقاوي المستوردة.
وأعلن عبدالعظيم لـ«النهار»، أنه جري إنشاء تحالفا مع بالتعاون مع القطاع الخاص لإنتاج تقاوي البطاطس بجودة عالية اعتمادا على علماء المركز، مشيرا إلى أن التقاوي التى تأتي مستوردة من الجيل السادس والسابع ونسعى لإنتاج أجيال أكثر تطورا ذات إنتاجية وجودة عالية.
أما اللواء اشرف الشرقاوي رئيس مجلس إدارة الاتحاد العام لمنتجي ومصدري الحاصلات البستانية، فأكد في تصريحات على هامش الاجتماع الأول الذي عقده الاتحاد لمجلس البطاطس، يوم الخميس الماضي، أنه سيتم وضع مقترح ودراسة لسرعة اتخاذ إجراءات حاسمة لوصول تقاوي البطاطس بسعر مناسب للمزارعين والحد من ارتفاع الأسعار، بالتنسيق مع وزير الزراعة علاء فاروق لاتخاذ القرارات المناسب.
بدوره، أكد النائب صقر عبدالفتاح عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، أن هناك اتجاه قوى من الدولة لتقليل كميات تقاوى البطاطس المستوردة، إذ جرى تخصيص منطقة في توشكى لمراكز البحوث خاصة مركز البحوث الزراعية، وسيتم انتاج تقاوي صيفي هذا العام حوالي 20 ألف طن، بعد النجاح في إنتاج 5 أطنان.
وتابع أنه يتم العمل في المشروع وخلال مدة بين 3-4 سنوات سيتم الاستغناء عن تقاوي البطاطس المستوردة وتوفير العملة الصعبة وتجنب الأزمات، فهل تنجح مصر في التحرر من قبضة التقاوي المستوردة؟.