مشاهد عفوية كانت أبرز من الذهب في أولمبياد باريس 2024
تحظى دورة الألعاب الصيفية كل أربع سنوات باهتمام كبير من عشاق الرياضة حول العالم، حيث تعد أكبر محفل عالمي يجمع كل الرياضات الممكنة في مكان واحد، يتنافس فيه كل الأبطال للحصول على ميدالية ترفع علم بلاده على منصة التتويج، وتخلد اسمه بالذهب والفضة والبرونز في كتب التاريخ الأولمبي.
في الأغلب من يخطف الأضواء يكونوا أصحاب الميداليات، ولكن أحيانا لقطة إنسانية أو تصرف عفوي، يكون أبرز من الذهب، ويظل عالقا في الأذهان حتى وإن خرج من التصفيات الأولى.
ومثل هذه اللقطات كان تملئ دورة الألعاب الأولمبية بباريس 2024، وعلى الرغم من سوء التنظيم وفجاجة الافتتاح إلا أن بعض اللقطات العفوية أثرت قلوب متابعي الأولمبياد حول العالم.
وفاحتفت الصحف العالمية على سبيل المثال بلاعبة سلاح الشيش المصرية ندى حافظ، التي خرجت بعد الخسارة في دور الـ 16، ولكنها كسبت احترام الجميع وتحدثت عن الصحف العالمية وكأنها بطلة، وذلك بعدما أعلنت أنها تشارك وهي حامل في شهرها السابع، وكان الهدف من المشاركة هي اثبات أن المرأة تستطيع، فعل أي شيء في سبيل تحقيق حلمها.
واستطاع الرامي التركي يوسف ديكيتش أن يخطف الأنظار وهو واضعا يده في جيبه حرفيا، حيث حصل على فضية باريس وأصبح أحد نجوم الأولمبياد، بسبب ظهوره بهيئة بسيطة، واضعا يده في جيبه والأخرى ممسكا بها سلاحه، دون استخدام أأي معدات خاصة بالرماية.
ديكيتش صاحب الـ 51 عاما ضابط سابق في قوات الدرك، بدأ الرماية في سن الـ 28، وبدأ المشاركات في البطولات الأوروبية والدولية، وبعد 24 عاما استطاع أن يحصل على فضية أولمبياد باريس 2024.
ولم يكن ديكيتش فقط من جذب الأنظار نحوه، بل أن كاريزمة الرامية الكورية الجنوبية، كيم ييجي، الفائزة بالميدالية الفضية، بوقفتها ونظرتها الثاقبة، ودمية ابنتها التي وضعتها في جيبها، حتى أن المتابعون أطلقوا عليها، لقب القاتل المبتسم، وطالب إيلون ماسك بأن يتم اختيارها للمشاركة في فيلم إثارة وحركة، لكن كيم لم تحافظ على هذه الثبات كثيرا حيث انهارت بسبب الاجهاد وتم نقلها الي المستشفى لتتلقى الرعاية.
أما البطلة إيمان خليف صاحبة ذهبية الملاكمة وزن 66، من أشهر الوجوه التي عرفها العالم من بوابة أولمبياد باريس 2024، بسبب ما تعرضت له من اتهامات، وأنها جرل متحول ليس من العدل مشاركتها في الأولمبياد، وبلقطة عفوية جدا عقب مباراتها في دور نصف النهائي، لم تتمالك إيمان كأنثى نفسها، وانفجرت من البكاء كالطفلة الصغيرة، وارتمت في احضان مدربيها، بعد الفوز على منافستها المجرية، ولكن لم يستمر البكاء كثيرا، وانتصرت ايمان لشرفها وكرامتها بالذهب.
واللقطة الألطف على الإطلاق، من نصيب لاعبة الجمباز الصينية، ياكين تشو، حيث أُثرت قلوب جمهور الأولمبياد، في باريس 2024، بسبب طريقتها العفوية في التعامل لحظة التتويج، حيث تصدر تلك اللحظة الاهتمام الأكبر من المشاهدين حول العالم، وكانت ياكين صاحبة الفضية، تقف بجوار الإيطاليتين الحاصلتين على الذهبية والبرونزية، وأثناء إلتقاط الصور، وضعتها الميدالية في فمهما، فنظرت لهما ياكين بعفوية ثم قلدتهما ووضعت الميدالية في فمها، لتخطف الأنظار والقلوب من الجميع، في مشاركتها الأولمبية الأولى.
وأخيرا مشهد بطلنا المصري أحمد الجندي الحاصل على ذهبية أولمبياد باريس في رياضة الخماسي الحديث، مع والدته بعد نهاية السباق، حيث ركض أحمد بعد كسر الرقم القياسي العالمي، في اتجاه والدته محتفلا معها بهذا الانجاز، وخطفت صورتهما قلوب الحاضرين والمشاهدين عبر الشاشات.