النهار
الإثنين 9 سبتمبر 2024 04:11 صـ 6 ربيع أول 1446 هـ
جريدة النهار المصرية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرأسامة شرشر

عربي ودولي

ماذا يعني اغتيال هنية لحرب غزة وهل نسفت مفاوضات وقف النار ؟

صورة للشهيد اسماعيل هنية
صورة للشهيد اسماعيل هنية

ألقت عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ظلالها على المشهدين الإقليمي والدولي وسط توقعات بتأثيرات مباشرة على مسار المفاوضات المعقدة بالأساس بين الحركة وإسرائيل، فضلا عن تداعيات على سير الحرب في قطاع غزة.
ويعتقد محللون ومراقبون أن اغتيال هنية سيؤدي إلى مزيد من التعقد والجمود في مباحثات الصفقة بين إسرائيل وحماس، مما يعطل الإفراج عن الرهائن المحتجزين منذ السابع من أكتوبر، إضافة لـ"سكب مزيد من الزيت على النار المشتعلة بالمنطقة".

أعلنت حركة حماس صباح الأربعاء اغتيال هنية إثر "غارة إسرائيلية" على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
قال الحرس الثوري الإيراني إنه يدرس أبعاد حادثة مقتل هنية، وسيعلن نتائج التحقيق لاحقا.
اعتبر عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق أن اغتيال هنية "عمل جبان ولن يمر سدى"، في حين قال القيادي بالحركة سامي أبو زهري: "نخوض حربا مفتوحة لتحرير القدس وجاهزون لدفع مختلف الأثمان".
كشفت مصادر إيرانية أن "اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس تم بصاروخ موجّه نحو جسده مباشرة"، مما أسفر عن مقتله إضافة لأحد حراسه الشخصيين.
في المقابل، اعتبر وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو اغتيال هنية "الطريقة الصحيحة لتطهير العالم".
يعتقد الدكتور ايمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس القيادي بحركة فتح أن "تنفيذ إسرائيل عمليتي اغتيال في قلب لبنان وإيران يشير إلى أن نتنياهو عاد من واشنطن ومعه الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات خاصة في المنطقة".

وجاء اغتيال هنية في طهران بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي اغتيال القائد العسكري في حزب الله اللبناني فؤاد شكر، بغارة جوية في الضاحية الجنوبية من بيروت.

وبشأن التداعيات المحتملة، اعتبر الرقب أن "جرأة إسرائيل على هذه العملية وقبلها اغتيال شكر يعني أنها مطمئنة أن رد الفعل سيكون محدودا، وبالتالي نفذت كلا العمليتين خلال 12 ساعة فقط".

وأضاف: "بالطبع سيكون هناك رد فعل من المقاومة لكن من الواضح أنه سيظل محدودا، فلو علمت إسرائيل أن الرد سيكون قاسيا لما أقدمت على تنفيذ اغتيال هنية وشكر معا".

أما بالنسبة لموقف المفاوضات، قال القيادي بحركة فتح إن ملف الصفقة "أغلق الآن ولن يفتح في المستقبل القريب"، مرجحا ألا تصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق قبل إعلان الفائز بالانتخابات الأميركية، أي أوائل العام المقبل على الأقل، مضيفا أن "هذا ما يرغب فيه نتنياهو".

وعما يمكن أن تفعله إيران، يعتقد الرقب أنه "لن يكون هناك رد مباشر من طهران على الحادث، ولو حدث على وقع الضغوط الداخلية سيكون عبر أحد أذرعها وهو حزب الله".

وتابع: "هذه ليست المرة الأولى التي تقع فيها اغتيالات بقلب طهران. إيران لن تدخل المعركة وهذا يتضح من رد الحرس الثوري الذي أعلن أنه يدرس تفاصيل هذه العملية وسيرد ببيان توضيحي، وبالتالي لا توجد رسائل حاسمية وسريعة من إيران".