شغف انتهى بتحقيق حلم العمر.. «آية» من مهندسة اتصالات إلى شيف معتمد
الشغف بالطهي قاد «آية» لتكون شيف معتمد وتقتحم المجال الذي طالما سعت إليه بكل طاقتها، على الرغم من دراستها وعملها بمجال هندسة الاتصالات، إلا أن الطهي وإعداد الطعام لم يقتصر على أفراد عائلتها بل توسع لتكون الشيف المنقذ للكثيرين في مناسباتهم واكتسبت ثقة عملائها من جميع محافظات مصر.
«في الأول مكانش ليا تجارب في المطبخ زي أي بنت بتعتمد على والدتها، ولكن بعد ما اتجوزت الوضع اختلف والطبخ غير مجرى حياتي».. هكذا بدأت آية عمر، 33 عامًا، مهندسة في مجال تكنولوجيا الاتصالات، حديثها لـ«النهار»، وذلك من خلال التغير الذي طرأ في حياتها بعد الزواج مباشرة، والبدء في التفنن في اختيار أصناف الأطعمة وإعداد وصفات جديدة، ونالت وصفاتها إعجاب جميع معارفها وأقاربها.
حكت بدايتها لاختيار طريقها في إعداد الطعام والأصناف المختلفة، وذلك من تحضير وجبات لزملائها في مكان عملها الأساسي كمهندسة اتصالات، وخاصًة المغتربين من المحافظات الذين يرغبون في الحصول على الطعام البيتي، لافتة:«شجعوني وقعدوا يقولولي إحنا تعبنا من أكل الشارع، وعايزين أكل بيتي زي اللي بتعمليه، واقترحوا أننا نعمل جروب واحدد من خلاله الوجبات المطلوبة».
تطورت «آية» من مجرد إعداد الوصفات لزملائها، إلى أن أصبحت تقوم بإعداد الأصناف المختلفة في الفعاليات والمؤتمرات والحفلات المختلفة في مكان عملها، لافتة:«وده اللي خلاني أعمل صفحة لنفسي للمناسبات والأفراح، وبكون عارفة الوقت بشكل مسبق علشان أقدر احضر للمناسبة».
شاركت «آية» بعد نجاحها الذي كان واضحًا بعد تدشين صفحة المناسبات لإعداد الوجبات وأصناف الطعام، في مسابقة في التليفزيون ووصلت إلى النصف النهائي، مضيفة:«الولادة عطلتني شوية عن تحضير طلبات الأكل، لكن ده شجعني أني اعمل فيديوهات علشان أعلم الناس الطبخ والوصفات السهلة».
درست «آية» في أكاديمية متخصصة في مجال الطهي كي تكون شيف معتمد، وحصلت على شهادة معتمدة من «سيتي آند جلد» البريطانية، وهذا جعلها تشعر بأنها تستحق المكانة التي وصلت إليها في مجال طهي الطعام، فلم تكن موهبة فقط بل أثقلتها بالدراسة الأكاديمية وحققت فيها أعلى الدرجات خلال فترة الدراسة والتي استمرت ما يقرب من 6 شهور، قائلة:«بقيت أحس أني بقدم معلومات تفيد الناس فعلًا في الفيديوهات، وكمان ده موقفنيش أخدت كورس إعداد مذيعة علشان يساعدني في تقديم الفيديوهات».
تحاول «آية» الجمع بين مجالين عملها حتى لا تكون مقصرة في أي مجال منهما، وخصوصًا أنه تحدي كبير بينها وبين نفسها تريد دومًا أن تفوز فيه، حتى لا ينتصر أصحاب الأحاديث السلبية الذين يتحدثون دومًا أنها لا يمكنها الجمع بين عملها الأساسي وموهبتها وأن هذا سوف يأخذها إلى طريق الفشل، لذا فأن هذا الحديث لا يؤثر فيها بل يزيدها شغفها وحماس كي تستكمل طريقها بمساعدة عائلتها وزوجها، موضحة:«مبيهمنيش الكلام السلبي، وشايفة أني مميزة علشان بعرف أعمل أكتر من حاجة».