العشاء الأخير.. لماذا أثار حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 غضب الأساقفه والمسيحيون حول العالم
لا يزال يبرهن الفرنسيون على إثبات قدرتهم في كتابة الأسوأ في التاريخ، فلم يكتفوا بإهانة الإسلام والمسلمين، من الإساءة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام، ومحاربة الحجاب ومنع النساء من ارتداءه، بل أثاروا غضب المسيحيين حول العالم بالمشاهد المقززة التي ظهرت في حل افتتاح أولمبياد باريس 2024.
وخلال الافتتاح رسم المنظمون لوحة تحاكي لوحة العشاء الأخير، ولكن من تصدر المشهد كان مجموعة من الشواذ والمتحولين جنسيا، مع وجود أطفال مما دفع البعض لاتهامهم بدعم البيدوفيليا.
يعتقد الكثير من المسيحين بأن مشهد الدراج كوين الذي قدمهم الفرنسيون، فيه إعادة تمثيل لـ لوحة الرسام الشهير دافنشي المعروفة بالعشاء الأخير، و هي لوحة ترسم اللحظة التي أعلن فيها المسيح بأنه سيتعرض للخيانه من قبل أتباعه، ولهذه اللوحة الكثير من الدلالات وقدسية خاصة عند المسيحيين، لذلك أثارت هذه المشاهد حفيظتهتم وطالبوا بمقاطعة فرنسا.
ولم تكن لوحة العشاء الأخير، الشيء الوحيد الذي أثار غضبهم، فالمشهد الأخر كان ظهور فارس راكب على حصان، والذي قد يبدو طبيعي لكن بعض المسيحيين يعتقدون أنه أيضا، محاكاة لشئ يسمونة الحصان الشاحب، والذي يعني الموت أو الجحيم في الإنجيل.
واعتذر منظمو الحفل عن هذا العرض الساخر، بعد ثلاثة أيام من الانتقادات وردود الأفعال الغاضبة من العالم كله، وبحسب صحيفى أبولا، البرتغالية، فإن آن ديكامب المتحدثة الرسمية باسم دورة باريس 2024، قالت: " لم تكن هناك أي نية لإهانة إي جماعة دينية على الاطلاق، بالعكس، بالتعاون مع مخرج الحفل، توماس جولي، حاولنا الاحتفال بتسامح المجتمع، وذلك وفقا لنتائج الاستطلاعات التي شاركناها، ونعتقد أن طموحنا قد تحقق، ولكن نظرا لشعور البعض بالإهانة فإننا آسفون جدا جدا".
ومن جانبه أكد توماس جولي مخرج الحفل في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس، أن رغبته لم تكن تخريبيه ولا يهدف للسخرية ولا الصدام مع أحد، كل ما أردته أن أبعث برسالة حب واندماج وليس انقسام.
الأزهر الشريف أدان المشاهد التي تصدرت افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية بباريس، وأثارت غضبا عالميا واسعا، وهي تصور السيد المسيح عليه السلام في صورة مسيئة لشخصه الكريم ولمقام النبوة الرفيع، بإسلوب همجي طائش لا يحترم مشاعر المؤمنين بالأديان وبالأخلاق والقيم الإنسانية الرفيعة.
ليس الأزهر الشريف وحده الجهة التي أدانت ما حدث رسميا، حيث صدر بيان عن مؤتمر الأساقفة الفرنسيين، انتقد فيه المنظمون لهذا الحفل.
وجاء في البيان: " للأسف تضمن احتفال افتتاح الاولمبياد، مشاهد استهزاء وسخرية من المسيحية، وهو ما نأسف له بشدة".
وتابع الأسافقة في بيانهم: "نشكر أعضاء الطوائف الدينية الأخرى الذين أعربوا عن تضامنهم معنا، ونحن في هذا الصباح نفكر في جميع المسيحيين في جميع القارات الذين تضرروا من التجاوزات والاستفزاز في بعض المشاهد".
بدوره شن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان هجوما كبيرا على منظمو هذه الاحتفاليه، وما وصفه بـ ضعف الغرب وتفككه، مؤكدا أنهم يتخلون تدريجيا عن الروابط الروحية والفكرية مع الخالق والوطن والأسرة، مما أدى إلى تدهور القيم الاخلاقية العامة في المجتمع.
ومن جانبها وصفت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، حفل افتتاح دورة الأولمبياد في فرنسا بالفشل الذريع.
وقالت زاخاروفا في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية: "لم أكن سأشاهد الافتتاح، لكن بعد رؤية الصور، لم أصدق أنها لم تكن مزيفة أو معدلة بالفوتوشوب".