هل يؤثر حادث محاولة اغتيال ترامب علي فرص نجاحه هو او بايدن في الانتخابات القادمة ؟
أدت محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى تزايد المخاوف من تصاعد العنف السياسي في الولايات المتحدة الذي قد يهدد بمزيد من التوتر مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية وعلى الصعيد الدولي والعربي أثارت محاولة اغتيال ترامب موجة من الانتقادات مع التأكيد على التضامن معه ورفض كل أنواع العنف والتحريض ضد المعارضين.
أما داخليا فقد تعالت الأصوات التي تؤكد على رفض كل أنواع العنف وخطاب الكراهية والتحريض حتى من معسكر الديمقراطيين المنافس له في الانتخابات وسط توقعات بأن تؤدي هذه المحاولة إلى زيادة شعبيته بشكل كبير خلال الفترة المقبلة ليس فقط بين مؤيديه ولكن أيضا بين فئة المترددين من الناخبين.
ويري محللون أن الأحداث التي شهدتها الولايات المتحدة تُعد زلزالاً انتخابياً وتعتبر غير مقبولة ديمقراطياً في جميع الديمقراطيات حول العالم واشار إلى أن هذا الزلزال يميل لصالح ترامب على حساب بايدن، لا سيما إثر المناظرة التاريخية بينهما. ويضيف بأن محاولة اغتيال ترامب الفاشلة قد تسرع من وصوله إلى البيت الأبيض بشكل أكبرو لم يكن أكثر الجمهوريين المتفائلين والمؤيدين لدونالد ترامب يتوقع أن تسير الأمور بهذا القدر من السلاسة لصالحه.
تشير الظروف الحالية بوضوح إلى تفوق موقف ترامب، وذلك بدرجة لم يكن حتى جو بايدن نفسه يتوقع الوصول إليها.
أكد الرئيس بايدن الذي كان ولا يزال من أبرز المعارضين للرئيس السابق ترامب، في عدة مناسبات بأن العنف مرفوض بشكل قاطع في الولايات المتحدة وأنه لا ينبغي أن يكون له مكان ضمن العملية الانتخابية.
تشهد الساحة الأميركية ارتفاعا في حدة التوتر وزيادة التصريحات العدائية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي. هذه التصريحات غالبًا ما تنطوي على عبارات مليئة بالكراهية من الجانبين.
ما حدث قد يكون متوقعًا في ضوء التوتر المتزايد خلال العملية الانتخابية، حيث وصل الأمر إلى أن العديد من المراقبين توقعوا وقوع مثل هذه الأحداث ولم يكن أحد يتوقع أن تتصاعد الأمور في الولايات المتحدة إلى حد الاغتيال.
تصريحات أعضاء الحزب الديمقراطي والرئيس بايدن الحازمة حول منع وصول ترامب إلى السلطة بكل الوسائل الممكنة باعتباره تهديداً، أثارت الكثير من النقاش والجدل وما حدث يأتي في وقت حرج للغاية بالنسبة للولايات المتحدة، خاصة أنها على بُعد عدة أيام من انعقاد المؤتمر العام للحزب الجمهوري.
والعنف السياسي أصبح سمة مهيمنة في المشهد الانتخابي بالولايات المتحدة. وبالرغم من أن آخر عملية اغتيال أو محاولة اغتيال تعود إلى عام 1981 مع الرئيس رونالد ريجان ويجب ان تواجه ظاهرة الاغتيال وأن تؤخذ بجدية سواء من قبل الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوري.
هذه الصورة السلبية التي ترسمها الولايات المتحدة على الصعيد العالمي لا تعكس الحقيقة التي ينبغي تقديمها. من الضروري وضع حد لهذا العنف السياسي المؤسف والعنف السياسي مرفوض تمامًا ويجب ألا يتم تشجيعه بأي شكل من الأشكال.
وعلى الناخب الأميركي ممارسة حقه الديمقراطي بالتوجه إلى صناديق الاقتراع، فهذه الصناديق هي الأداة التي تُعاقب بها مَن أقدموا على استخدام العنف ضد ترامب.
لم تعد البيئة الانتخابية للأسف تعكس الصورة المثالية التي نطمح لرؤيتها خلال الحملات الانتخابية.
على الرغم من صدور 34 حكمًا بالإدانة، يستفيد ترامب من الأحداث الأخيرة، بما في ذلك قرار المحكمة العليا الأميركية الذي حصّن الرؤساء السابقين وأرجأ توجيه اتهام جديد حتى سبتمبر.
غالباً ما تُفضي الظروف إلى تحقيق مصلحة المستهدف بعد كل محاولة اغتيال. وهو ما حدث مع رونالد ريجان، حيث أفضت محاولة الاغتيال التي تعرض لها إلى دخوله البيت الأبيض كرد فعل طبيعي للناخب الأميركي.
غالبًا ما يصور دونالد ترامب نفسه على أنه ضحية، لا سيما من ظلم الديمقراطيين حسب ما يصور، لكسب تعاطف الناخبين ومن المتوقع أن ينسحب بايدن بعد المناظرة الكارثية التي جرت في الفترة الماضية. وعلى البديل المحتمل، سواء كان كامالا هاريس أو أي شخصية أخرى أن يبدأ من الصفر لعدة أسباب.
يتعين النظر عند وجود بديل إلى الدعم المالي الكبير الذي تتلقاه الحملة الانتخابية من المانحين؛ حيث إن هذه الموارد المالية لا يمكن تحويلها بيسر إلى أي مرشح آخر.
يُعَدّ إرث إدارة بايدن، لاسيما في ملف الهجرة غير الشرعية، مسألة لا يمكن تجاهلها بالنظر إلى العدد المرتفع للأفراد الذين دخلوا الولايات المتحدة بصورة غير قانونية. هذه التحديات يبدو أنها تتجاوز قدرة الرئيس الحالي وخليفته على إيجاد حل ناجع لهذه المشكلة.
يتمتع ترامب، كشخصية مثيرة للجدل، بقدرة فريدة على التحكم في المواقف بطرائق غير تقليدية.
استغل ترامب الحادث الأمني لصالحه و حول الغضب الجمهوري إلى سعادة، إذ يمتلك ترامب مهارة واضحة في معرفة ما يجب قوله والسيطرة على الأوضاع بشكل والوضع الحالي يُبرز بوضوح أن هناك وحدة متنامية في صفوف الحزب الجمهوري وانقسام متزايد في صفوف الديمقراطيين، مما يعود بالنفع بالتأكيد على ترامب.