مستقبل غامض ينتظر صالات العرض السينمائي في ظل هيمنة المنصات الرقمية

شهدت المواسم السينمائية الأخيرة تراجعاً ملحوظاً في جودة محتوى الأفلام المعروضة، حيث جاءت بعض الأعمال دون المستوى المطلوب من حيث السيناريو والمضمون، باستثناء أفلام أبطال الصف الأول التي حققت إيرادات مرتفعة رغم تدني مستوى باقي الأعمال.
أثار هذا الوضع تساؤلات حول ما إذا كان الهدف الأساسي من إنتاج بعض الأفلام هو عرضها على المنصات الإلكترونية بدلاً من دور السينما، وفي هذا السياق، أكدت الناقدة الفنية صفاء مراد أن هناك اتجاهاً واضحاً لإنتاج أفلام مخصصة للمنصات، مشيرة إلى أن هذه المنصات تحرم الجمهور من جزء كبير من متعة السينما، لكنها أصبحت واقعاً لا يمكن تغييره.
وأوضحت صفاء أن شركات الإنتاج باتت تبيع حقوق عرض الأفلام للمنصات قبل طرحها في دور السينما، وأن بعض الأفلام يتم إنتاجها خصيصاً للعرض الرقمي، ما يعني أنها تستهدف جمهوراً مختلفاً عن جمهور السينما التقليدية.
وأضافت أن مواجهة هذا الاتجاه تتطلب من وزارة الثقافة توفير دور عرض بأسعار مخفضة، على غرار ما قامت به هيئة قصور الثقافة من خلال مشروع سينما الشعب.
من جانبها، ترى الناقدة الفنية حنان أبوضياء أن بعض المنتجين يركزون على تحقيق الأرباح السريعة، سواء من خلال السينما أو عبر المنصات الإلكترونية، مشيرة إلى أن بعض الأفلام الأخيرة صُممت خصيصاً لجذب المشاهدات على المنصات، دون الاهتمام بجودة القصة أو المحتوى.
وأكدت حنان أن الجمهور أصبح أكثر وعياً بما يُقدم إليه، ما يتطلب من صناع السينما التعامل بجدية مع هذه التغيرات، كما أشارت إلى أن هناك أفلاماً لا تزال تُنتج خصيصاً لدور العرض السينمائية، لكن مع هيمنة المنصات الإلكترونية، أصبحت الصناعة أمام تحد جديد يفرض عليها التكيف مع المتغيرات الحديثة.