القوي السياسية السودانية تُلبي نداء القاهرة لوقف الحرب
مصر والسودان بلدان شاء الله سبحانه وتعالي أن يكونا مرتطبين تاريخيا،وجغرافيا،وحتي فترة قريبة وليست بالبعيدة في قرننا الحالي كان الشعب المصري والسوداني شعبا واحدا،وقَرَبَ الشعبين شريان الحياة النيل النابض بالقارة الإفريقية جغرافيا.
ورحم الله الدكتور المصري جمال حمدان الذي أوضح في مؤلفاته بإن الجغرافيا لها تأثير كبير علي الشعوب والسياسة،وفسرمن خلالها التحركات الدولية الكبري للدول العظمي من خلال حركة البشر عبر الجغرافيا علي ظهر البسيطة.
وعقب التحرر من كبوة الاستعمار البريطاني في منطقتنا العربية بحركة الضباط الأحرارالمصريين عام 1952 بثورة يوليو المجيدة تحررت مصر من الاستعمار الغاشم،ومصرنا الحبيبة هي مركز العالم،ولها تأثير دولي كبير،وبتحررها بدأت مصر في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر رحمه الله دعم حركات التحرر والحرية الحقيقية ضد الاستعمار البريطاني.
وأراد الشعب السوداني الشقيق إنشاء دولته الخاصة،والاستقلال عن مصر المربوطة به جغرافيا وكان للأشقاء السودانيين مايريدون،وكذلك دعمت مصر الشمال الإفريقي كله في التحرر وتحقيق الديمُقراطية الحقيقية السوية،والتي تعني حكم الشعب لنفسه،وليس مستعمر أجنبي،ونجحت مصر في دعم ليبيا وتونس والجزائر والمغرب في التحرر من الاستعمارات الأوروبية القديمة سواء من إيطاليا أو فرنسا أو بريطانيا أو إسبانيا،ولهذا مصر أرض الأنبياء هي مركز العالم وبتحركها في أي إتجاه تستطيع تغيير المعادلات الدولية.
ورعي الله مصرنا،وجعلها أرض الأمن والأمان للأنبياء،والعالم فقد عاش علي أرضها الطاهرة نبي الله موسي ونبي الله يوسف والسيدة مريم العذراء ونبي الله عيسي طفلا وبها الآن مسار العائلة المقدسة الطاهرالذي بذلت وزارة الآثار والدولة المصرية جهودا كبيرا بالحفاظ عليه وإيضاحه للعالم،وتوفيره بشكل جيد للحجاج المسيحيين بالعالم لزيارته،ورؤية ما عاشه المسيح طفلا من معاناة أمام بني إسرائيل الذين كفروا بنبوته،ولذلك أمره الله تعالي بذهاب إلي مصرنا،وبقي بها ثلاث سنوات كاملة بارك بها الشعب المصري،ورفعه الله إليه حتي يتم كلمته ويحق الحق بكلماته سبحانه وتعالي.
وكذلك كرم الله أرضنا المصرية بقدوم آل بيت أشرف الخلق أجمعين رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم للإحتماء بها ولذلك وصف الله مصر في القرآن الكريم.
بسم الله الرحمن الرحيم
"إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين" آية 99 سورة الحجر
صدق الله العظيم
وخلال الترابط التاريخي مع السودان،وتعتبر البوابة الجنوبية لمصر،وتشهد حاليا السودان إنشقاقا عسكريا داخليا بالحرب بين محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع بمواجهة اللواء عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني ووزير الدفاع،وراح من المدنيين السودانيين 10 آلاف قتيل بالحرب،و12ألف مصاب و5.6 مليون نازح منهم 2 مليون إستضافتهم مصر للقيام بدورها إتجاه الأشقاء في السودان.
وفي حرص مصر الدائم علي إحتواء الصدع السوداني قامت القاهرة بتوجيه دعوة للقوي السياسية والمدنية السودانية للإلتقاء بالقاهرة للخروج بمبادئ وقف الحرب استجابة للشعار المصري معا لوقف الحرب،وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال المؤتمر أمس السبت بالعاصمة الإدارية بإن السودان في قلب كل مواطن مصري،ودعا القوي السودانية المختلفة لضرورة الإتفاق علي وقف الحرب.
بينما التقي اليوم الأحد في السادسة مساءً الرئيس السيسي وفدا من تلك القوي المدنية السودانية بالقاهرة،وشخصيات ممثلة عن ألمانيا وبريطانيا وفرنسا لدعم جهود وقف الحرب بالسودان ويمكن لصناديق الإقتراع أن تحل مافشلت البنادق والمدافع في حله بالأزمة السودانية،وترك الأمر للشعب السوداني،واستجابة حميدتي والبرهان للنداءات العربية بوقف الحرب،وبداية انتخابات نزيهة يقول الشعب السوداني فيها كلمته دون فرض وصاية علي الشعب السوداني من طرفي الصراع الذين يستقون بقوي عسكرية خارجية للوصول إلي كرسي السُلطة السودانية غصبا علي الشعب السوداني،ويمكن للمحاكم الدولية أن تنظر للجرائم المرتكبة في حق الشعب السوداني ضد كل من روع وقتل السودانيين،وحمل السلاح ضدهم لعيش أوهام وكوابيس الرغبة في السُلطة التي لا تدوم لأحد فلا يوجد إنسانا خالدا.
وخلال تطورات الصراع السوداني السوداني العسكري بشمال السودان تواجه السودان ومصر خطر غير متوقع،وهو القنبلة المائية التي يمكن أن تؤدي إلي كارثة بالقارة الإفريقية إذا إنهار سد النهضة الإثيوبي نتيجة للزلازل.
وقال لي بوقت سابق الدكتور عباس شراقي خبير الموارد المائية الجيولوجية بجامعة القاهرة بإن إثيوبيا تتعرض لعدد كبير من الزلازل في العام الواحد بشكل غير عادي نتيجة لإحتجاز مياه نهر النيل الأزرق خلف بحيرة السد مما يُزيد نسبة الزلازل علي سد النهضة المبني علي فيلق أثيوبي وعند سؤال الدكتور عن الكارثة قال إن السودان ستغرق بينما يستغرق وصول المياه القادمة من إثيوبيا إلي مصرمدة أسبوع،ويمكن تفريغ مياه سد العالي لاستقبال المياه القادمة حالة وقوع زلزال كبير وإنهار سد النهضة الإثيوبي،وبالتالي فإن السودان تواجه خطران الأول خطر الموت بالرصاص داخليا وزوال الدولة السودانية من أساسها،والثاني خطرا وجوديا أيضا عبر الموت بالغرق.
وهو ما يُحتم علي مصر والسودان التحرك إتجاه إثيوبيا التي خالف رئيس وزائها أبي أحمدإتفاق المبادئ الموقع عليه بين مصر والسودان وإثيوبيا عام 2015 بوجوب موافقة الدول الثلاثة علي أي ملء تقوم به أديس أبابا بينما ملت إثيوبيا 41 مليار متر مكعب مياه وعلي استعداد للملء الخامس في يوليو الجاري بتخزين 23 مليارمتر مكعب مياه جديدة دون النظر في خطورة وقوع كارثة للقارة الإفريقية بغرق الدول المجاورة أو الإلتزام بإتفاق المبادئ،ويرفض الجانب الإثيوبي مراعاة جيرانه السودانيين والمصريين،ويستمر النظام الإثيوبي في التعنُت مخالفين القانون الدولي ويمكن لمجلس الأمن الدولي إلزام إثيوبيا بالإلتزام القانوني بإتفاقياتها الموقعة.
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بمؤتمر معا لإنهاء الحرب بالسودان.
خبير الموارد المائية الجيولوجي الدكتور عباس شراقي.
سد النهضة الإثيوبي.