الناتو يرفض الدعوات بإجبار أوكرانيا على قبول مبدأ الأرض مقابل السلام
رفض الأمين العام لحلف شمال الأطلسى ينس ستولتنبرج اليوم الجمعة الدعوات المتزايدة فى الولايات المتحدة لإجبار أوكرانيا على التخلى عن الأرض أو العضوية المستقبلية فى الناتو مقابل قيام الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بإنهاء الحرب.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسى فى مؤتمر صحفى اليوم لا يمكن أن يكون لدينا اتفاق مينسك 3 فى إشارة إلى اتفاقات السلام "الفاشلة" السابقة بين موسكو وكييف وفق ما نقلته مجلة بولتيكو الأوروبية، التى أوردت أيضا إشارة ستولتنبرج بأنه "ليس هناك ما يشير إلى أن بوتين.. مستعد للتفاوض من أجل السلام."
وكان الهدف من اتفاقيتى مينسك الموقعتين فى عامى 2014 و2015 بمشاركة كبيرة من ألمانيا وفرنسا - وقف "التوغل" الروسى الأول فى أوكرانيا عام 2014. وفى ذلك العام، ضمت شبه جزيرة القرم بشكل غير قانونى ثم أشعلت الصراعات فى شرق أوكرانيا.
وفرض اتفاق مينسك وقف إطلاق النار وسمح بالحكم الذاتى فى أجزاء من شرق أوكرانيا، لكن كان ينظر إليه فى كييف على أنه ختم لـ "النفوذ الروسى على النظام الدستورى فى أوكرانيا". ولم يتم تنفيذه بالكامل على الإطلاق. وألغت روسيا الاتفاق فى عام 2022، عندما شنت حربا واسعة النطاق لأوكرانيا.
وتواترت الأنباء بأن حلفاء ومستشارى دونالد ترامب، المرشح الرئاسى المفترض للحزب الجمهوري، يضعون خططًا لجعل كييف تتخلى عن جهودها لاستعادة الأراضى التى تسيطر عليها روسيا وإلغاء عضويتها المستقبلية فى الناتو مقابل اتفاق سلام مع روسيا.. وقال مدير الاتصالات فى حملة ترامب، ستيفن تشيونج،الثلاثاءالماضي، إن "الأولوية القصوى فى ولايته الثانية ستكون التفاوض بسرعة على نهاية للحرب الروسية الأوكرانية".
وقال بوتين الثلاثاء الماضي إنه يأخذ اقتراح ترامب "على محمل الجد".
واشترط بوتين، لإنهاء الحرب بضرورة اعتراف كييف بـ "السيادة الروسية" على أربع مناطق أوكرانية "ضمتها" موسكو. وهو ما رفضته أوكرانيا واعتبرته "استسلاما".. وقال أندريه ييرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكرانى "لن يكون هناك أى حل وسط بشأن الاستقلال أو وحدة الأراضي".
وأشار أمين عام الناتو إلى "سلوك موسكو السابق لتبرير استحالة موافقة كييف على شروط السلام التى حددها معسكر ترامب.. وقال: "لقد رأينا نمطًا من السلوك العدوانى الروسى ضد أوكرانيا. لم تبدأ الحرب فى عام 2022، بل بدأت عام 2014 عندما ضموا شبه جزيرة القرم بشكل غير قانونى لأول مرة، ثم بعد بضعة أشهر، ذهبوا إلى شرق دونباس، واتفقوا على وقف إطلاق النار - اتفاق مينسك 1.. لقد انتهك ذلك، وانتقل... إلى الغرب، ووافق على مينسك 2، وانتظر لمدة سبع سنوات، ثم شن هجومًا واسع النطاق، واستولى على المزيد".
وقال: "ما نحتاجه الآن هو فى الواقع شيء ذو مصداقية، حيث تتوقف الحرب... وبالتالى عندما ينتهى القتال، نحتاج إلى الأمن، نحتاج إلى تمكين الأوكرانيين من الردع، لكننا نحتاج أيضًا إلى نوع من الضمانات الأمنية لأوكرانيا".
وأعرب ستولتنبرج - الذى من المقرر أن يتنحى فى أكتوبر عن أمله فى فى رؤية أوكرانيا تنضم إلى الحلف خلال العقد المقبل، معقدا آماله بأن تكون أوكرانيا حليفا.
وستكون عضوية أوكرانيا فى حلف شمال الأطلسى (الناتو) إحدى القضايا خلال قمة الحلف التى ستعقد الأسبوع المقبل فى واشنطن، بينما لا يزال الحلفاء يناقشون طلب كييف بتقديم عرض عضوية "لا رجعة فيه".