من هم ”الاغوات” الذين كرسوا حياتهم لخدمة الحرمين؟
قبل سنوات كثيرة كنا نرى أشخاصاً مميزين داخل الحرم المكي الشريف، يقفون داخل صحن المطاف وآخرين كنا نراهم في المسجد النبوي الشريف، ينظفون الحجرة النبوية، مرتدين ثياباً وعمائم بيضاء، وفي وسطهم أحزمة بعضها ملون، يعرفون لدى العامة بالأغوات.
فمن هم هؤلاء الأغوات؟
يشار إلى أن الآغا هو منصب قديم، ولكنه لا يوجد حاليًا، حيث يشير إلى رجل ينذر نفسه وعمره لخدمة الحجرة النبوية والمسجد النبوي الشريف.
كلمة "آغا" في مكة المكرمة والمدينة المنورة أطلقت على مجموعة من الأشخاص العاملين في خدمة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.
جاءت هذه الكلمة من الدولة العثمانية فكان معناها السيد أو رئيس الخدم، لذلك استخدمها الحجازيين، على من يقومون بخدمة مكة والمدينة المنورة.
هناك العديد من الوظائف التي كان الأغوات يقومون بها سابقاً، سواء بالمسجد الحرام أو المسجد النبوي، وقد حصر بعض المؤرخين تلك المهام فوجدوا أنها تتجاوز الأربعين وظيفة، ولعل أولى هذه الوظائف قيامهم بالفصل بين الرجال والنساء في الحرمين الشريفين.
ومنع النساء من الطواف بعد الأذان، وتولي مسؤوليات كنس وتنظيف صحن المطاف، وتقديم سقيا ماء زمزم للملك ورؤساء الدول الإسلامية والوفود الرسمية بعد انتهائهم من الطواف، كما يتولون تنظيف الحجرة النبوية، وفتحها لضيوف الدولة.
ما هي شروط اختيار الأغوات؟
ينام في الحرم سبع سنوات ليل نهار.
يؤدي واجبه على أكمل وجه، ويطيع أوامر رؤسائه من الصغير حتى الكبير.
تكون صحته جيدة، وألا يكون هزيلاً ولا متأخراً في السن وعاجزاً عن العمل.
من حفظة القرآن الكريم وبدون شهوة.
ويعتبر معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، أول من وضع خدامًا للكعبة المشرفة من ”العبيد“، أما أول من اتخذ ”الخصيان“ لخدمة الكعبة فهو ابنه يزيد بن معاوية، الذي تولّى الخلافة بعد وفاة والده، العام 60 هجرية، وأول من رتب الآغوات في المسجد الحرام هو الخليفة العباسي الثاني أبو جعفر المنصور، بحسب الباحث أحمد صالح حلبي.