ماهر مقلد يكتب: «هيكل تركيا».. نجم ملتقى الإعلاميين
جاءت الندوة التى عقدها مركز يونس إمرة الثقافى التركى فى القاهرة بفندق شتيجنبرجر المطل على ميدان التحرير أشهر ميادين مصر فى توقيت مهم بعد بدء مرحلة جديدة فى العلاقات بين البلدين والزيارة المهمة التى قام بها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لمصر والزيارة المرتقبة للرئيس السيسى الى أنقرة.
المسار السياسى من الأهمية بمكان حيث يحظى الرئيس عبد الفتاح السيسى بالدعم الكبير فى مصر والتوجه المصرى دوما كان هو عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدولة.
وعكست زيارة الرئيس أردوغان لمصر تطورات مهمة فى مسيرة العلاقات وانفتاحا كبيرا على تطوير علاقات البلدين وكان لافتا زيارة الرئيس أردوغان مسجد الإمام الشافعى برفقة قرينته واصطحبهما إلى هناك الرئيس السيسى وقرينته.
شارك فى الندوة نخبة من كبار الإعلاميين فى تركيا ومصر من الصحافة التركية ومن التلفزيون ووكالة الأنباء ومعهد يونس إمرة فى أنقرة .
وشكلت المناقشات والحوارات الثرية التى دارت خلالها اهتمامات وسائل الإعلام فى البلدين والحديث عن المستقبل بنوع من التفاؤل وطى صفحة السنوات العشر الماضية بما تمثله من ثقل لا تستقيم معه خصوصية العلاقات التاريخية التى خبرها الشعبان وكانت طبيعية.
الندوة انطلاقة قوية تعبد الطريق بالثقة المتبادلة والبحث عن القواسم المشتركة. وكانت عبارة مسئول المركز الثقافى التركى فى أنقرة مليح باروت كاشفة عندما قال: لدينا إصرار على كسب ثقة مصر، وكما لو كانت مبارزة بين الحضور على التأكيد أن المهم هو الغد والحاضر وطى صفحة الماضى.
كانت فرصة للوفد الاعلامى المصرى لقاء الكاتب الصحفى القدير ياوز دونات الذى قدمه خلال الندوة أمين بويراز مدير معهد يونس إمرة بالقاهرة وقال إنه يمثل للشعب التركى أينشتاين، وعندما تابعنا كوفد إعلامى مصرى مشواره المهنى كان التشبيه الأوقع أنه يذكرنا بالراحل الكبير محمد حسنين هيكل.
هو صاحب أشهر مقال يومى فى الصحافة والذى ظل يكتبه بانتظام قرابة 40 عاما والآن يكتب فى الأسبوع خمسة أيام فى جريدة الصباح، وبتواضع كبير يقول: كنت محظوظا أن أرتبط بعلاقة عمل قوية مع جميع الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم تركيا منذ عهد مصطفى كمال أتاتورك وحتى الرئيس الحالى رجب طيب أردوغان.
وبدرجة أخرى تلامس الفخر برسالته المهنية يقول: تحمل ثلاثة شوارع فى المدن التركية اسمى ويكون فى اللافتة العريضة التى على ناصية الشوارع كلمة الكاتب الصحفى ياوز دونات، أتذكر سبب إطلاق اسمى فى طرطوس كانت بعد المساعدات التى جلبتها إلى المنطقة لدعمها بعد أحداث السيول المدمرة.
الوفد التركى عبر عن اهتمامه البالغ بالتعاون مع الإعلام المصرى كمرحلة جديدة وعرض تقديم منح دراسية وتدريبية للطلاب فى كليات الإعلام وكذلك تبادل الخبرة مع المؤسسات الإعلامية فى مصر، وكذلك النشر المتبادل.
وأكد على أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين وتقدير تركيا الكبير لمصر وقيادتها الحكيمة برئاسة الرئيس السيسى، وأشار إلى أن الهدف من عقد مثل هذه الندوة فى هذا التوقيت هو بدء مرحلة جديدة من التقارب المصرى التركى وأهمية دور الإعلام فى نقل صورة حضارية عن مصر وتركيا ونسيان أخطاء السنوات الماضية.
أمام الوفد التركى قدم ممثلو الإعلام المصرى رسائل واضحة
وعكس السيد هانى الصحفى بالجمهورية إيمانه بأهمية العلاقات بين البلدين وتقديره للخطوة التركية وزيارة مصر، لافتا إلى أن الإعلام هو بداية الطريق نحو أرضية جديدة من التفاهم والود، مشيرا إلى أن هناك حملات لتزييف التاريخ والحقائق يجب تصويبها.
وقال احمد يشيلتابيه، مدير الأخبار الخارجية بقناة الأخبار التركية، إن العلاقات الإقليمية بين مصر وتركيا مهمة وقوة الإعلام فى تقريب وجهات النظر ولكن المهم الآن هو فتح صفحة جديدة فى العلاقات وأن يدنا ممدودة للتعاون الاعلامى ونعترف بأننا نحصل على معلومات من الوكالات الأجنبية ونتطلع أن تكون المعلومات من مصادر مصرية موثقة.
وقالت فوندا كاريلا من جريدة الصباح إنها تتطلع إلى تبادل الخبرات والمعلومات بما يفيد وسيلة النشر ودقة المعلومات وأنها سعيدة بزيارة مصر وانطباعاتها عنها رائعة بعد أن شاهدت عظمة الحضارة المصرية وخلود نهر النيل.
فى نهاية مناقشات الندوة احتضن النيل الخالد أمسية جمعت الوفد الاعلامى التركى والإعلاميين المصريين، ومنحت صفحة النيل الصفاء للمكان واحتفظ أعضاء الوفد التركى بلقطات مصورة تظهر روعة المشهد وسحر المكان وسط تبادل الأفكار والآراء وتعريف الآخر بالفن والرياضة والثقافة وكان فارقًا عدم معرفة الحاضرين باسم أشهر المطربين فى تركيا كما توقفت ذاكرة الأتراك عند عصر ام كلثوم التى يعرفونها جيدا.
هنا تطرح الندوة من جديد أهمية شق طريق التبادل الثقافى وزيادة التبادل الثقافى والفنى.
لكن لا ننسى أن المحترفين المصريين سفراء، يعرفهم الوفد التركى ويذكرون أمجاد اللاعب مصطفى محمد وتريزيجيه وهناك تكريم خاص للنجم محمد صلاح الذى تتجاوز شهرته منطق الأشياء. وبدون مناسبة كان اسمه حاضرا على شفاه الضيوف.