أسامة شرشر يكتب: : أتوقع تأجيل زيارة الرئيس السيسي إلى واشنطن إلى بعد القمة العربية أو إلى أجل غير مسمى
![أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار](https://media.alnaharegypt.com/img/22/08/30/1105724.webp)
أتوقع خلال متابعتي للأحداث والتصريحات المستفزة وعملية الاستعلاء التى يقوم بها ترامب أن يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بتأجيل زيارته إلى الولايات المتحدة إلى بعد القمة العربية في 27 فبراير الجاري، أو حتى إلى أجل غير مسمى، ليكون الموقف العربي موحدا، لتعبر عنه مصر إلى واشنطن وإلى العالم بأسره
ولذلك فإن التحرك الدبلوماسي هذه المرة جاء موازيا للتحرك السياسي فزيارة الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية إلى واشنطن كانت زيارة موضوعية وخطيرة في توقيت حساس وكشفت للجانب الأمريكي عن الموقف الرسمي والشعبي الرافض لمجرد فكرة التلويح بتهجير الفلسطينيين أو القضاء على القضية الفلسطينية.
كما أن رسالة مصر للجانب الأمريكي ولقاءات عبد العاطي مع المسئولين الأمريكيين تعطي دلالة قوية أن مصر لم تغلق باب التفاوض ولكن تصريحات ترامب الهستيرية والمتكررة والعنيفة التى تحمل نوع من الاستعلاء وعدم الاستماع لأحد تضع مصر والسعودية والأردن والعالم العربي في موقف الرفض مهما كانت التداعيات، بدلا من موقف (اللاموقف)، بالإضافة إلى أن ممارسة الضغط والشحن الإعلامي والتصريحات المستفزة تكشف للرأي العام المصري والعربي أن أمريكا تظن أنها تأمر وتطاع وهذا عكس الحقيقة.
وهذه الزيارة كانت خطيرة وكاشفة لمراكز صنع القرار الأمريكي أن تصريحات ترامب هي الأولى من نوعها ومخالفة لكل الأعراف الدبلوماسية، فهذا الكلام غير مقبول ولا يكون على الهواء ولا حتى داخل الغرف المغلقة، ولكن ما يفعله ترامب هو نوع من أنواع الشطط وكأن العالم العربي لا وجود له وكأن أمن 10 مليون إسرائيلي أهم من أمن 500 مليون عربي.
وكما قلت في مقالتي (إن وعد ترامب كان أكثر خطورة من وعد بلفور) لأن ترامب أراد أمام العالم أن يلغي وجود القضية الفلسطينية وهو يريد أن يشتري أرض غزة وكأنه لا وجود للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية على مدار 100 عام على الإطلاق، فهذا نوع من الجنون السياسي، وأتوقع أن يكون رد الفعل المصري والعربي أكثر قوة على الأرض مما يتصور ترامب وتصريحاته.