بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية: أخشي أن تفقد إسرائيل نفسها بحربها ضد حماس
الوضع الدولي مؤسف وتدمي له القلوب علي المدنيين الفلسطينيين الذين كانوا ضحية للإحتلال الإسرائيلي طوال 75 عاما وقصة الإحتلال الإسرائيلي للأرض العربية الفلسطينية بدأت بسبب تأسيس منظمة صهيونية علي أراضي الولايات المتحدة الأمريكية عام 1877.
وتجد في أيامنا الحالية بعض الشخصيات السياسية الكبري وبعضهم رؤساء دول غربية يتفاخر بإنه "صهيوني" مع إن عقيدتهم مسيحية ولا نعلم كيف تشعبت تلك المنظمة بالعالم لتسيطر علي كبار قادته وخاصةً في الدول الغربية ولا نعلم ماهي أهداف تلك المنظمة التي ألفت عقيدة لتأسيس الكيان الإسرائيلي المبني علي خداع اليهود أنفسهم!
فقد تعرض اليهود لمأساة المحرقة بأوروبا عام 1930 لتبُلور الصهيوينة التي لادين لها فكرة تأسيس دولة دينية يهودية وهو مخالف للعقيدة اليهودية التي تُحرم قيام إسرائيل كدولة ووقع الاختيار علي الدولة العربية الفلسطينية وبدأت موجات الهجرة اليهودية من أوروبا لفلسطين عقب وعد بلفور عام 1912 ليشهد أحد كبار الحركة الصهيونية وهي جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل السابقة بإنها سافرت إلي فلسطين بجواز سفر يسمح بالدخول للدولة العربية الفلسطينية.
ولا أعلم حقيقةً من أين جاءت إسرائيل في عصرنا الحالي التي ليس لها أي أساس تاريخي أو أثري حضاري بقارة آسيا كلها عبر العصور التاريخية المختلفة وظهر كاتب المسرح النمساوي تيدور هرتزل الذي غذي فكرة تأسيس إسرائيل وديفيد بن جوريون الذي أعلن قيامها عام 1948 والمفارقة التاريخية فالأرض التي تأسست بها الحركة الصهيونية عام 1877 وهي الولايات المتحدة الأمريكية كانت أول دولة في العالم تعترف بإسرائيل كدولة.
وهكذا نشأ الكيان الإسرائيلي في قلب الوطن العربي بفلسطين وجميع خرائط العالم القديمة ولو ذهب أي إنسان في العالم للاطلاع عليها سيجد تعريفها بالدولة الفلسطينية لكننا نعيش في عصر الأكاذيب الإسرائيلية التي يعيش بها اليهود التي غسلت عقولهم المنظمة الصهيونية بإن تلك دولتهم المزعومة.
والمُثير للسخرية بإنه كان هناك خياران آخران لتأسيس إسرائيل إحداها كان الأرجنتين وأحد الدول الإفريقية لذا فإسرائيل كيان داخل الأراضي العربية وليست دولة كما يزعم أصحاب الخيال الإسرائيلي بإنها دولة أجدادهم وبالحديث عن التاريخ الحقيقي ودولة الأجداد فالمملكة المصرية في عهد المصريين القدماء وصلت إلي فلسطين قديما بآسيا في عصور ما قبل التاريخ والآثار خير دليل علي إيضاح الحقائق وليس الكلام المُرسل الذي يُردده المتوهمون في إسرائيل بإنها بلدة أجدادهم بناءً علي بعض المعتقدات المُحرفة.
ودخلت المنطقة العربية في عدة حروب إنتهت بإنتصار مصر علي إسرائيل في عام 1973 وهو ما أكبر المنظمة الصهيونية علي قبول السلام بالمنطقة مخافةً من زوال الكيان الإسرائيلي تماما وأرادت مصر في إرادة حقيقية للسلام في عهد الرئيس الراحل أنور السادات بتحقيق سلام شامل وعادل بتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242.
ومن ذلك الوقت تجادل وتسوف الإدارات الإسرائيلية حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته ولاتكتفي بذلك بل تعتدي علي المسجد الأقصي أو الكنائس بفلسطين وتحاول ابتلاع الأراضي الفلسطينية المحتلة للقضاء علي الدولة الفلسطينية وتقتل المدنيين الفلسطينيين وتقتل الصحفيين الذين يحاولوا الدفاع عن حقوق الإنسان بفلسطين مثل شرين أبو عاقلة.
ومجزرة الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني قد أثارت تحركا طلابيا في الولايات المتحدة وللشعب الأمريكي من أجل الدفاع عن حرية فلسطين وحماية حقوق الإنسان ولأن الوضع مختلف بالمنطقة ولا يزال نتنياهو يحاول قيادة إسرائيل نحو نهايتها بتصرفات الحُمق السياسي وعدم إدراك الواقع.
وتلك الرؤية كانت للسيناتور الأمريكي تشاك شومر عندما رفض نتنياهو تنفيذ حل الدولتين ويعتقد بإن كامل الدول العربية والإسلامية ستكتفي بالمشاهدة والتساؤل ماهي نتيجة تحرك الدول العربية والإسلامية للدفاع عن مليون ونصف إنسان من خطر الإبادة؟! وقد أظهر ذلك القمة العربية الإسلامية المشتركة لأول مرة في التاريخ بنوفمبر الماضي بالرياض لإرسال للعالم رسالة إمكانية التحرك للدفاع عن حقوق المدنيين وحقوق الشعب الفلسطيني البرئ وطالبت بتنفيذ حل الدولتين والإلتزام بالقانون الدولي!
ولذلك جاء التحذير الأخير من وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من إنها تخشي أن تفقد إسرائيل نفسها بحربها ضد حماس ودعت إسرائيل لوقف إطلاق النار بفلسطين استجابةً للنداءات الدولية ولتُجنب إسرائيل عواقب أفعالها الوخيمة التي تُخالف القانون الدولي.
وتابعت وزيرة الخارجية الألمانية بإن الناس لا يعرفون أين يذهبون بفلسطين ولايدخلون أويخرجون بسبب إحكام الحصار الإسرائيلي بغلق المعابر تحت النيران الإسرائيلية برفح الفلسطينية.