لماذا يجتاح سباق التسلح القارة الاوربية بدرجة اكبر من حقبة الحرب الباردة ؟
في اعقاب انطلاق العملية الروسية الخاصة في اوكرانيا في 24 فبراير عام 2022 وانقلبت الامور في القارة العجوز رأسا علي عقب وعادت الي الاذهان فترة سباق التسلح في كل شيء بداية من الاسلحة الصاروخية والتقليدية وصولا الي الرؤوس النووية وبالفعل ومنذ أكثر من سنتين تتسابق الدول الأوروبية في مجملها في رفع إنفاقها العسكري لا سيما في أوروبا الغربية والوسطى بنسب فاقت ما كان يحصل خلال الحرب الباردة وفق ما أظهرت أحدث الأرقام.
فقد أظهرت بيانات جديدة صادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن الإنفاق على الدفاع والأمن زاد في جميع أنحاء أوروبا بنسبة 16% من عام 2022 إلى 2023 مع مضاعفة ميزانية الأسلحة في بولندا منذ عام 2014.
كما بينت أن الإنفاق العسكري في أوروبا الوسطى والغربية أصبح الآن أعلى مما كان عليه في العام الأخير من الحرب الباردة إذ شهدت ارتفاعًا واسع النطاق في الإنفاق العسكري منذ بداية 2022 ليصل إلى إجمالي 552 مليار يورو في 2023 أي بزيادة تمثل نسبة 16% عما أنفقته البلدان المعنية في 2022 وأكثر بنسبة 62% مقارنة بعام 2014 حيث بلغ الإنفاق 330 مليار يورو.
كما زادت جميع الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي باستثناء ثلاث دول ــ اليونان وإيطاليا ورومانيا ــ من إنفاقها عام 2023.
أوضح لورنزو سكارازاتو مساعد باحث في معهد ستوكهولم لابحاث السلام في تصريحات تليفزيونية أن هذا الإنفاق العسكري في أوروبا يتزايد بشكل سنوي منذ 2014 حين ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها، وفق ما نقلت يورونيوز كما أضاف أن ارتفاع الانفاق العسكري العام الماضي كان أيضا بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأوضح معهد السلام أن تلك الزيادة العسكرية في ميزانيات الدول الأوروبية عادة تعتبر إلى حد كبير كرد فعل على زيادة الإنفاق الروسي إذ يعود السبب الأساس إلى موسكو وسعي الرئيس فلاديمير بوتين الذي أطلق في فبراير 2022 حربه على أوكرانيا إلى التحصن بالعتاد والسلاح بوجه "الناتو" الذي اتهمه مراراً بمحاولة تقويض الأمن الروسي.
فيما دعا الرئيس البولندي أندريه دودا أعضاء الناتو إلى زيادة إنفاقهم في وقت سابق من هذا الشهر مشيراً إلى مخاوف من أن بوتين يستعد لمهاجمة الحلف الدفاعي في السنوات المقبلة كما كررت عدة دول أوروبية تحذيرها من طموحات بوتين خلال الأشهر الماضية متعهدة بعدم السماح له بالانتصار على كييف.